المنحة الإلهية
في شرح متن الأربعين النووية
من الأحاديث الصحيحة النبوية
جمع وتأليف
محمد بن مسعود بن سعود العُمَيْرِي الهُذَلي
إمام مسجد المركز الإسلامي والثقافي ببلجيكا
والمدرس بالمعهد الإسلامي الأوربي في بروكسل
الطبعة الرابعة 2008 م
طبعة مزيدة ومصححة
بسم الله الرحمن الرحيم
المقدمة :
الحمد لله والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين ، نبي الهدى والرحمة ، نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن سار على نهجه إلى يوم الدين وبعد :
فإني أحمد الله تعالى على توفيقه وإعانته لإتمام جمع هذا الشرح على أحاديث الأربعين النووية للإمام النووي رحمه الله تعالى ، وكانت بدايتي مع الأربعين في عام 1413 هـ تقريباً عندما درست الأربعين النووية على الشيخ سليمان بن ناصر العلوان حفظه الله في المسجد المجاور لبيته بالقصيم ، ثم تتبعت الشروح على الأربعين مع كتابة كل فائدة أراها على المتن ، وفي يوم الثلاثاء 8 / 1 / 1424هـ الموافق 11 / 3/ 2003م بدأت بتدريس الأربعين عبر برنامج البال تولك في بروكسل وقررت فيه كتاب ( تعليقات العثيمين على الأربعين النووية ) ، وقدح في ذهني الرغبة في الحصول على شرح للأربعين يجمع الفوائد المفرقة في الشروح ، وفي العام الدراسي 2005 م ـ 2006 م تقرر زيادة مادة الحديث على طلاب الصف الأول في المعهد الإسلامي الأوربي ببروكسل ؛ وكان الكتاب المقرر هو ( شرح متن الأربعين النووية ) لما فيها من الفوائد المتنوعة ، ورأيت أن أجمع هذا الشرح ليبقى صدقة جارية بإذن الله تعالى ، ولقد وجدت الشرح ابتداءً في موقع (الموسوعة الإسلامية المعاصرة ) في شبكة الإنترنت ، ولاحظت أنَّ ترتيب الشرح يشبه إلى حدٍّ كبير الترتيب الموجود في كتاب ( قواعد وفوائد من الأربعين النووية لناظم محمد سلطان ) ؛ وكأنه مُلَخَّصٌ منه ، ثم راجعت نصوص الأحاديث في مصادرها التي أشار إليها الإمام النووي ، وزدت على حكم النووي على الحديث حكم الشيخ الألباني رحمه الله حسب المستطاع ؛ عدا الأحاديث التي خرَّجها البخاري ومسلم ، كما اخترت الرواية الصحيحة وجعلتها مكان الرواية الضعيفة التي ذكرها النووي وأشرت إلى ذلك في الحاشية ، وأضفت ترجمة رواة الحديث ، وبعض الفوائد في الشرح وكذلك في فوائد كل حديث ، وأشرت إلى مصدر كل ذلك ـ قدر المستطاع ـ في الحاشية ، ورجعت في ذلك لمراجع عدة منها :
1 ـ شرح الإمام النووي على الأربعين . 2 ـ تعليقات الشيخ عبد الله بن إبراهيم الأنصاري على الأربعين . 3 ـ التعليقات على الأربعين النووية للشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله . 4 ـ التحفة الربانية في شرح الأربعين حديثاً النووية للشيخ إسماعيل بن محمد الأنصاري رحمه الله. 5 ـ قواعد وفوائد من الأربعين النووية لناظم محمد سلطان ، واستفدت من إحالاته .
6 ـ شرح الأربعين النووية للشيخ سليمان بن محمد اللهيميد . 7 ـ تعليقات سمعتها من الشيخ سليمان بن ناصر العلوان حفظه الله .
8 ـ شرح ـ عبر الأشرطة ـ سمعته من الشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ حفظه الله . وأسميته بعد هذه الإضافات : (( المنحة الإلهية في شرح متن الأربعين النووية من الأحاديث الصحيحة النبوية )) ، وقد أعددتُ هذا ليكون المنهج المقرر لطلاب الصف الأول في المعهد الإسلامي الأوربي في بروكسل والتابع للمركز الإسلامي والثقافي ببلجيكا ، وكنت أتمنى الرجوع إلى أكثر من ذلك ولكن خشيت الإطالة ، كما أني لا أزعم أني قد جمعت كل شاردة وواردة في هذا الشرح وإنما أحسبني قد أتيت فيه بما يحتاجه طالب العلم المبتدئ ، وما يحتاجه المعلم إلى بيانه لطلابه ؛ بما يغنيه عن الرجوع إلى الشروح الأخرى ، كما أعلم أن هذا الشرح بثوبه الأخير لا يخلو من الهنَّات ؛ ولكني اجتهدت طاقتي وبذلت وسعي ليكون على أحسن حال ، فما كان فيه من صواب فمن الله تعالى ، وما كان فيه من خطأ فمني ومن الشيطان ، والله ورسوله r بريئان منه ، وأرجو من كل من يجد فيه ملاحظة أن يرسلها لي على العنوان البريدي ليتم تعديلها في الطبعات القادمة بإذن الله تعالى .
وإني لأحتسب أجر هذا العمل عند الله تعالى لكل مسلم ومسلمة من الأولين والآخرين إلى قيام الساعة ، والله تعالى وحده هو المستعان وأسأله تعالى أن ينفع بهذا الجهد طلاب العلم ، إنه ولي ذلك والقادر عليه .
وصلى الله على نبينا محمد وسلم تسليماً مزيداً كثيراً .
كتبه
محمد بن مسعود العميري الهذلي
إمام مسجد المركز الإسلامي والثقافي ببلجيكا
والمدرس بالمعهد الإسلامي الأوربي ببروكسل
alomairi2003@f3f3.com
alomairi2006@maktoob.com
2008 م
بسم الله الرحمن الرحيم
ترجمة الإمام النووي رحمه الله تعالى
إخلاصه :
هو صاحب أشهر ثلاثة كتب يكاد لا يخلو منها بيت مسلم وهي : " الأربعين النووية " و"الأذكار" و "رياض الصالحين"، وبالرغم من قلة صفحات هذه الكتب وقلة ما بذل فيها من جهد في الجمع والتأليف إلا أنها لاقت هذا الانتشار والقبول الكبيرين بين الناس، وقد عزى كثير من العلماء ذلك، إلى إخلاص النووي رحمه الله ، فرب عمل صغير تكبره النية ، فمع سيرة الإمام النووي رحمه الله ؛ ومواقف من حياته :
نسَبُه ومَوْلده : هو الإِمام الحافظ شيخ الإسلام محيي الدين أبو زكريا يحيى بن شرف بن مُرِّي بن حسن بن حسين بن محمد بن جمعة بن حِزَام، النووي نسبة إلى نوى، وهي قرية من قرى حَوْران في سورية ، ثم الدمشقي الشافعي ، شيخ المذاهب وكبير الفقهاء في زمانه .
ولد النووي رحمه اللّه تعالى في المحرم 631 هـ في قرية نوى من أبوين صالحين، ولما بلغ العاشرة من عمره بدأ في حفظ القرآن وقراءة الفقه على بعض أهل العلم هناك، وصادف أن مرَّ بتلك القرية الشيخ ياسين بن يوسف المراكشي، فرأى الصبيانَ يُكرِهونه على اللعب وهو يهربُ منهم ويبكي لإِكراههم ويقرأ القرآن ، فذهب إلى والده ونصحَه أن يفرّغه لطلب العلم ، فاستجاب له .
وفي سنة 649 هـ قَدِمَ مع أبيه إلى دمشق لاستكمال تحصيله العلمي في مدرسة دار الحديث، وسكنَ المدرسة الرواحية ، وهي ملاصقة للمسجد الأموي من جهة الشرق ، وفي عام 651 هـ حجَّ مع أبيه ثم رجع إلى دمشق.
أخلاقُهُ وَصفَاتُه : أجمعَ أصحابُ كتب التراجم أن النووي كان رأساً في الزهد، وقدوة في الورع، وعديم النظير في مناصحة الحكام والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ويطيب لنا في هذه العجالة عن حياة النووي أن نتوقف قليلاً مع هذه الصفات المهمة في حياته:
الزهد :
تفرَّغَ الإِمام النووي من شهوة الطعام واللباس والزواج، ووجد في لذّة العلم التعويض الكافي عن كل ذلك. والذي يلفت النظر أنه انتقل من بيئة بسيطة إلى دمشق حيث الخيرات والنعيم، وكان في سن الشباب حيث قوة الغرائز، ومع ذلك فقد أعرض عن جميع المتع والشهوات وبالغ في التقشف وشظف العيش.
الورع :
وفي حياته أمثلة كثيرة تدلُّ على ورع شديد، منها أنه كان لا يأكل من فواكه دمشق، ولما سُئل عن سبب ذلك قال: إنها كثيرة الأوقاف، والأملاك لمن تحت الحجر شرعاً، ولا يجوز التصرّف في ذلك إلا على وجه الغبطة والمصلحة، والمعاملة فيها على وجه المساقاة ، وفيها اختلاف بين العلماء.ومن جوَّزَها قال : بشرط المصلحة والغبطة لليتيم والمحجور عليه، والناس لا يفعلونها إلا على جزء من ألف جزء من الثمرة للمالك، فكيف تطيب نفسي؟. واختار النزول في المدرسة الرواحيّة على غيرها من المدارس لأنها كانت من بناء بعض التجّار.
وكان لدار الحديث راتب كبير فما أخذ منه فلساً، بل كان يجمعُها عند ناظر المدرسة، وكلما صار له حق سنة اشترى به ملكاً ووقفه على دار الحديث، أو اشترى كتباً فوقفها على خزانة المدرسة، ولم يأخذ من غيرها شيئاً. وكان لا يقبل من أحد هديةً ولا عطيّةً إلا إذا كانت به حاجة إلى شيء وجاءه ممّن تحقق دينه. وكان لا يقبل إلا من والديه وأقاربه، فكانت أُمُّه ترسل إليه القميص ونحوه ليلبسه، وكان أبوه يُرسل إليه ما يأكله، وكان ينام في غرفته التي سكن فيها يوم نزل دمشق في المدرسة الرواحية ، ولم يكن يبتغي وراء ذلك شيئاً .
مُناصحَتُه الحُكّام : لقد توفرت في النووي صفات العالم الناصح الذي يُجاهد في سبيل اللّه بلسانه، ويقوم بفريضة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فهو مخلصٌ في مناصحته وليس له أيّ غرض خاص أو مصلحة شخصية، وشجاعٌ لا يخشى في اللَّه لومة لائم، وكان يملك البيان والحجة لتأييد دعواه.
وكان الناسُ يرجعون إليه في الملمّات والخطوب ويستفتونه، فكان يُقبل عليهم ويسعى لحلّ مشكلاتهم، كما في قضية الحوطة على بساتين الشام: لما ورد دمشقَ من مصرَ السلطانُ الملكُ الظاهرُ بيبرسُ بعد قتال التتار وإجلائهم عن البلاد، زعم له وكيل بيت المال أن كثيراً من بساتين الشام من أملاك الدولة، فأمر الملك بالحوطة عليها، أي بحجزها وتكليف واضعي اليد على شيءٍ منها إثبات ملكيته وإبراز وثائقه، فلجأ الناس إلى الشيخ في دار الحديث، فكتب إلى الملك كتاباً جاء فيه "وقد لحق المسلمين بسبب هذه الحوطة على أملاكهم أنواعٌ من الضرر لا يمكن التعبير عنها، وطُلب منهم إثباتٌ لا يلزمهم، فهذه الحوطة لا تحلّ عند أحد من علماء المسلمين، بل مَن في يده شيء فهو ملكه لا يحلّ الاعتراض عليه ولايُكلَّفُ إثباته" فغضب السلطان من هذه الجرأة عليه وأمر بقطع رواتبه وعزله عن مناصبه، فقالوا له : إنه ليس للشيخ راتب وليس له منصب. لما رأى الشيخ أن الكتاب لم يفِدْ، مشى بنفسه إليه وقابله وكلَّمه كلاماً شديداً، وأراد السلطان أن يبطشَ به فصرف اللَّه قلبَه عن ذلك وحمى الشيخَ منه، وأبطلَ السلطانُ أمرَ الحوطة وخلَّصَ اللَّه الناس من شرّها.
حَيَاته العلميّة : تميزت حياةُ النووي العلمية بعد وصوله إلى دمشق بثلاثة أمور:
الأول: الجدّ في طلب العلم والتحصيل في أول نشأته وفي شبابه، وقد أخذ العلم منه كلَّ مأخذ، وأصبح يجد فيه لذة لا تعدِلُها لذة، وقد كان جادّاً في القراءة والحفظ، وقد حفظ التنبيه في أربعة أشهر ونصف، وحفظ ربع العبادات من المهذب في باقي السنة، واستطاع في فترة وجيزة أن ينال إعجاب وحبَّ أستاذه أبي إبراهيم إسحاق بن أحمد المغربي، فجعلَه مُعيد الدرس في حلقته. ثم درَّسَ بدار الحديث الأشرفية ، وغيرها.
الثاني: سعَة علمه وثقافته، وقد جمع إلى جانب الجدّ في الطلب غزارة العلم والثقافة المتعددة، وقد حدَّثَ تلميذُه علاء الدين بن العطار عن فترة التحصيل والطلب، أنه كان يقرأ كلََّ يوم اثني عشر درساً على المشايخ شرحاً وتصحيحاً، درسين في الوسيط، وثالثاً في المهذب، ودرساً في الجمع بين الصحيحين، وخامساً في صحيح مسلم، ودرساً في اللمع لابن جنّي في النحو، ودرساً في إصلاح المنطق لابن السكّيت في اللغة، ودرساً في الصرف، ودرساً في أصول الفقه، وتارة في اللمع لأبي إسحاق، وتارة في المنتخب للفخر الرازي، ودرساً في أسماء الرجال، ودرساً في أصول الدين، وكان يكتبُ جميعَ ما يتعلق بهذه الدروس من شرح مشكل وإيضاح عبارة وضبط لغة.
الثالث: غزارة إنتاجه، اعتنى بالتأليف وبدأه عام 660 هـ، وكان قد بلغ الثلاثين من عمره ، وقد بارك اللّه له في وقته وأعانه، فأذاب عُصارة فكره في كتب ومؤلفات عظيمة ومدهشة، تلمسُ فيها سهولةُ العبارة، وسطوعَ الدليل، ووضوحَ الأفكار، والإِنصافَ في عرض آراء الفقهاء، وما زالت مؤلفاته حتى الآن تحظى باهتمام كل مسلم، والانتفاع بها في سائر البلاد. ويذكر الإِسنوي تعليلاً لطيفاً ومعقولاً لغزارة إنتاجه فيقول: اعلم أن الشيخ محيي الدين رحمه اللّه لمّا تأهل للنظر والتحصيل، رأى أن من المسارعة إلى الخير؛ أن جعل ما يحصله ويقف عليه تصنيفاً ينتفع به الناظر فيه، فجعل تصنيفه تحصيلاً، وتحصيله تصنيفاً، وهو غرض صحيح وقصد جميل، ولولا ذلك لما تيسر له من التصانيف ما تيسر له".
ومن أهم كتبه : "شرح صحيح مسلم" و"المجموع" شرح المهذب، و"رياض الصالحين" و"تهذيب الأسماء واللغات"، والروضة روضة الطالبين وعمدة المفتين"، و"المنهاج في الفقه" و"الأربعين النووية" والتي فرغ من تأليفها ليلة الخميس التاسع والعشرين من جمادى الأولى سنة (668هـ). و"التبيان في آداب حَمَلة القرآن" و"الأذكار "حلية الأبرار وشعار الأخيار في تلخيص الدعوات والأذكار المستحبّة في الليل والنهار"، و"الإِيضاح" في المناسك.
شيوخه : من شيوخه في الفقه :
عبد الرحمن بن إبراهيم بن سباع الفزاري ، تاج الدين، عُرف بالفِرْكاح ، توفي سنة 690 هـ ، إسحاق ابن أحمد المغربي ، الكمال أبو إبراهيم ، محدّث المدرسة الرواحيّة، توفي سنة 650 هـ ، عبد الرحمن بن نوح بن محمد بن إبراهيم بن موسى المقدسي ثم الدمشقي، أبو محمد، مفتي دمشق، توفي سنة 654 هـ ، سلاَّر بن الحسن الإِربلي ، ثم الحلبي، ثم الدمشقي، إمام المذهب الشافعي في عصره، توفي سنة 670 هـ.
ومن شيوخه في الحديث :
إبراهيم بن عيسى المرادي ، الأندلسي ، ثم المصري، ثم الدمشقي، الإِمام الحافظ، توفي سنة 668 هـ. خالد بن يوسف بن سعد النابلسي ، أبو البقاء، زين الدين، الإِمام المفيد المحدّث الحافظ، توفي سنة 663 هـ ، عبد العزيز بن محمد بن عبد المحسن الأنصاري الحموي الشافعي، شيخ الشيوخ، توفي سنة 662 هـ ، عبد الرحمن بن أبي عمر محمد بن أحمد بن محمد بن قُدامة المقدسي، أبو الفرج، من أئمة الحديث في عصره، توفي سنة 682 هـ ، عبد الكريم بن عبد الصمد بن محمد الحرستاني، أبو الفضائل، عماد الدين، قاضي القضاة، وخطيب دمشق. توفي سنة 662 هـ ، إسماعيل بن أبي إسحاق إبراهيم بن أبي اليُسْر التنوخي ، أبو محمد تقي الدين، كبير المحدّثين ومسندهم، توفي سنة 672 هـ ، عبد الرحمن بن سالم بن يحيى الأنباري ، ثم الدمشقي الحنبلي، المفتي، جمال الدين. توفي سنة 661 هـ ، ومنهم : الرضي بن البرهان، وزين الدين أبو العباس بن عبد الدائم المقدسي، وجمال الدين أبو زكريا يحيى بن أبي الفتح الصيرفي الحرّاني ، وأبو الفضل محمد بن محمد بن محمد البكري الحافظ، والضياء بن تمام الحنفي، وشمس الدين بن أبي عمرو، وغيرهم من هذه الطبقة .
ومن شيوخه في علم الأصول : أما علم الأصول، فقرأه على جماعة، أشهرهم: عمر بن بندار بن عمر بن علي بن محمد التفليسي الشافعي، أبو الفتح. توفي سنة 672 هـ.
شيوخه في النحو واللغة :
وأما في النحو واللغة، فقرأه على: الشيخ أحمد بن سالم المصري النحوي اللغوي، أبي العباس، توفي سنة 664هـ . والفخر المالكي . والشيخ أحمد بن سالم المصري .
مسموعاته : سمع النسائي، وموطأ مالك، ومسند الشافعي، ومسند أحمد بن حنبل، والدارمي ، وأبي عوانة الإِسفراييني ، وأبي يعلى الموصلي، وسنن ابن ماجه، والدارقطني ، والبيهقي ، وشرح السنّة للبغوي ، ومعالم التنزيل له في التفسير، وكتاب الأنساب للزبير بن بكار، والخطب النباتية، ورسالة القشيري ، وعمل اليوم والليلة لابن السني، وكتاب آداب السامع والراوي للخطيب البغدادي، وأجزاء كثيرة غير ذلك.
تلاميذه : وكان ممّن أخذ عنه العلم: علاء الدين بن العطار، وشمس الدين بن النقيب، وشمس الدين بن جَعْوان ، وشمس الدين بن القمَّاح ، والحافظ جمال الدين المزي، وقاضي القضاة بدر الدين بن جماعة، ورشيد الدين الحنفي، وأبو العباس أحمد بن فَرْح الإِشبيلي ، وخلائق.
وَفَاته :
وفي سنة 676 هـ رجع إلى نوى بعد أن ردّ الكتب المستعارة من الأوقاف، وزار مقبرة شيوخه، فدعا لهم وبكى، وزار أصحابه الأحياء وودّعهم، وبعد أن زار والده زار بيت المقدس والخليل، وعاد إلى نوى فمرض بها وتوفي في 24 رجب ، ولما بلغ نعيه إلى دمشق ارتجّت هي وما حولها بالبكاء، وتأسف عليه المسلمون أسفاً شديداً، وتوجّه قاضي القضاة عزّ الدين محمد بن الصائغ وجماعة من أصحابه إلى نوى للصلاة عليه في قبره، ورثاه جماعة، منهم محمد بن أحمد بن عمر الحنفي الإِربلي ، وقد اخترت هذه الأبيات من قصيدة بلغت ثلاثة وثلاثين بيتاً:
عزَّ الـعـزاءُ وعمَّ الحــادث الجـلل وخاب بالموت في تعميرك الأمـل واستوحشت بعدما كنت الأنيـس لهـا وساءَها فقدك الأسحارُ والأصـلُ
وكنت للدين نوراً يُستضاء به مسـدَّد منك فيـه الـقولُ والـعمــلُ
زهدتَ في هــذه الدنـيا وزخرفـها عزماً وحزماً ومضروب بك المثل أعرضت عنها احتقاراً غير محتفل وأنت بالسعـي في أخـراك محتفل
وهكذا انطوت صفحة من صفحات عَلَمٍ من أعلاَم المسلمين، بعد جهاد في طلب العلم، ترك للمسلمين كنوزاً من العلم، لا زال العالم الإسلامي يذكره بخير، ويرجو له من اللَّه تعالى أن تناله رحماته ورضوانه.
رحم اللّه الإِمام النووي رحمة واسعة، وحشره مع الذين أنعم اللّه عليهم من النبيين والصدّيقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً، وجمعنا به تحت لواء سيدنا محمد r. [1]
بسم الله الرحمن الرحيم
مقدمة الإمام النووي :
الحمدُ للهِ رَبِّ العالَمينَ. قَيُّومِ السَّماوات والأرَضِينَ . مُدبِّرِ الخلائِق أجْمعينَ . باعِثِ الرُّسُلِ - صلواتُهُ وسلامُهُ عَليهِم- إلى المُكلَّفينَ، لهِدايَتِهم وبَيانِ شَرائع الدِّينِ. بالدَّلائلِ القَطْعِيَّةِ وَواضحاتِ البَراهِينِ. أحْمَدُهُ على جميع نِعمِه. وأسأله المَزيدَ من فضلهِ وكَرمِه. وأشهَدُ أنَّ سيدَنا محمداً عبْدُه ورسولُه. وحبيبُهُ وخلِيلُه أفضلُ المخلُوقِين. المُكَرَّمُ بالقُرآن العزيز المُعْجزَةِ المستمِرَّةِ على تعاقُب السِّنين. وبالسُّننِ المستَنيرةِ للمُستَرْشِدِين. المخْصوصُ بجَوامع الكَلِم وسَماحَةِ الدِّين. صلواتُ الله وسلامُه عليه وعلى سائر النبيينَ والمرسَلينَ. وآلِ كلٍّ وسائِرِ الصالِحينَ.
أما بَعْدُ: فقد رُوِّينَا عَنْ عَليِّ بن أبي طالب، وعبدِ الله بنِ مَسعودٍ، ومُعاذِ بنِ جَبَلٍ، وأبي الدَّرْداءِ ، وابنِ عُمَرَ، وابنِ عباسٍ، وأنسِ بنِ مالِكٍ، وأبي هُرَيرةَ، وأبي سعيدٍ الخُدْرِيّ y من طُرُقٍ كثيراتٍ بِرواياتٍ متنوِّعاتٍ أنَّ رسول الله r قال: "مَنْ حَفِظَ على أُمَّتي أَربعينَ حديثاً من أمْر دينِها بَعَثهُ الله يومَ القيامةِ في زُمْرةِ الفُقَهاءِ والعُلماءِ"، وفي روايةٍ: " بَعَثَهُ اللهُ فَقِيهاً عالماً "[2]. وفي روايةِ أبي الدَّرْداءِ: "وكُنتُ له يومَ القيامةِ شافعاً وشَهيداً"[3]، وفي روايةِ ابنِ مَسعودٍ: " قيلَ له: ادخُلْ مِن أيِّ أبوابِ الجنةِ شِئتَ "[4]. وفي رواية ابن عُمَر: "كُتِبَ في زُمْرةِ العُلماءِ وحُشرَ في الشهَداءِ "[5].
واتَّفَق الحُفَّاظُ على أنَّه حديثٌ ضعيفٌ وإن كثُرَتْ طُرُقُه، وقد صَنَّفَ العُلماءُ y في هذا البابِ ما لا يُحْصَى من المصَنَّفاتِ، فأَوَّل مَن عَلِمْتُه صَنَّفَ فيه عبدُ الله بِنُ المبارَكِ، ثم محمدُ بنُ أَسْلَمَ الطُّوسيُّ العالِمُ الرَّبَّاني، ثم الحسَنُ بنُ سفيانَ النَّسَائيُّ، وأبو بكرٍ الآجُرِّيُّ ، وأبو بكر محمدُ بنُ إبراهيمَ الأصفَهانيُّ ، والدار قطني، والحاكمُ، وأبو نُعَيم، وأبو عبد الرحمنِ السُّلَميُّ، وأبو سعيدٍ المَالِينيُّ ، وأَبو عُثمانَ الصَّابُونيُّ، وعبدُ الله بنُ محمد الأنصاري، وأبو بكرٍ البَيْهقيُّ ، وخلائقُ لا يُحْصَوْنَ من المُتَقَدِّمينَ والمُتأخِّرينَ.
وقد استَخَرتُ الله تعالى جَمعَ أربعينَ حديثاً اقتِدَاءً بهؤلاءِ الأَئمةِ الأَعلام وحُفَّاظِ الإسلامِ. وقد اتفَقَ العلماءُ على جَوازِ العَمَلِ بالحديث الضعيفِ في فضائِل الأعمالِ[6] ، ومع هذا فليس اعتمادي على هذا الحديث، بل على قوله r في الأحاديث الصحيحة : " ليُبَلِّغِ الشاهِدُ منكم الغائِبَ " [ رواه البخاري [7]]، وقوله r : "نَضَّرَ اللهُ امْرَأً سَمِعَ مَقالتي فَوعَاها فأدَّاها كما سَمِعَها "[8] . ثم منَ العُلماء من جَمَع الأربعين في أصول الدِّينِ، وبعضُهم في الفروع، وبعضُهم في الجهاد، وبعضُهم في الزُّهْد، وبعضُهم في الخُطَب، وكُلُّها مقاصِدُ صالِحةٌ، رضي اللهُ عن قاصِدِيها. وقد رأيتُ جَمْعَ أربعينَ أهمَّ من هذا كلِّهِ، وهي أربعون حديثاً مشتملة على جميع ذلك ، وكلُّ حديث منها قاعِدةُ عظيمةُ من قواعد الدِّينِ، وقد وصَفَهُ العُلماءً بأنَّ مَدَارَ الإسلام عليه، أو نِصْفَ الإسلام، أو ثُلُثَهُ، أو نحو ذلك.
ثم أَلتَزمُ في هذه الأربعينَ أن تكونَ صحيحةً[9] ومُعْظَمُها في صحيحي البُخارِيِّ ومُسْلم، وأذكُرُها محذُوفَة الأسانيدِ، ليَسْهُلَ حِفْظُها ويَعُمَّ الانتفاعُ بها إن شاء الله تعالى. ثم أُتْبِعُها بباب في ضبطِ خَفِيِّ ألفاظها.
وينبغي لكل راغب في الآخرَةِ أن يَعْرِفَ هذه الأحاديث لِمَا اشتَمَلتْ عليه من المُهمَّاتِ، واحتَوتْ عليه من التنبيهِ على جميعِ الطاعاتِ، وذلك ظاهرٌ لمن تَدبَّره، وعلى الله اعتمادي، وإليه تَفْويضي واستنادي، وله الحمدُ والنِّعمةُ، وبه التوفيقُ والعِصمةُ. [10]
الحديث الأول:
إِنمَا الأَعمَالُ بالنّيات
ترجمة الراوي ، أهمية الحديث ، مفردات الحديث ، سبب ورود الحديث ، المعنى العام : 1-اشتراط النية 2-وقت النية ومحلها 3-وجوب الهجرة ، ما يفيده الحديث .
عن أَمِيرِ المُؤمِنِينَ أَبي حَفْصٍ عُمَرَ بنِ الخطَّابِ t قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ r يَقُولُ: " إِنَّما الأَعْمَالُ[11] بالنِّيَّاتِ[12] وإنَّما لكُلِّ امْرِىءٍ ما نَوَى[13]، فَمَنْ كانَتْ هِجْرَتُهُ إلى اللهِ ورَسُولِهِ فَهِجْرَتُهُ إلى اللهِ ورَسُولِهِ، ومَنْ كانَتْ هِجْرَتُهُ لِدُنْيا يُصِيبُها أو امْرأةٍ يَنْكِحُها فَهِجْرَتُهُ إلى ما هَاجَرَ إليه".
رواهُ إمَامَا المُحَدِّثِينَ : أبُو عَبْدِ اللهِ محمدُ بنُ إسماعيلَ[14] بن إبراهيمَ بن المُغِيرةِ بن بَرْدِزْبَهْ[15] البُخَاريُّ الجعفي ولاءً ، وأبُو الحُسَيْنِ مُسْلِمُ بنُ الحَجَّاج بن مُسْلمٍ القُشَيْرِيُّ النَّيسابُورِيُّ في صَحِيحَيْهما اللَّذَيْنِ هُما أَصَحُّ الْكُتُبِ المُصَنَّفَةِ .[16]
ترجمة الراوي : هو عمر بن الخطاب بن نفيل بن عبد العزى القرشي العدوي t ثاني الخلفاء الراشدين ، وأول من لُقِّب بأمير المؤمنين على العموم ، والذي كناه بأبي حفص النبي r لما رأى فيه من الشدة ، ولد بعد عام الفيل بثلاث عشرة سنة ، أسلم في السنة السادسة من البعثة ، وكان عمره آنذاك ( 33 ) عاماً ، وهو أول من جهر بالإسلام وأيَّد الله به دعوة النبي r ، لمَّا قال : (اللهم أعزَّ الإسلام بأحب الرجلين إليك : عمر بن الخطاب أو عمرو بن هشام ـ أبو جهل ـ )[17] ، بشره النبي r بالجنة [18]، روى ( 539 ) حديثاً ، وعاش ( 63 ) سنة ، ومات شهيداً بطعنة من أبي لؤلؤة المجوسي ، وكان استشهاده ليلة الأربعاء لثلاث ليال بقين من ذي الحجة سنة ثلاث وعشرين من الهجرة ، ودُفن في الحجرة عند النبي r ، واستمرت خلافته عشر سنين وستة أشهر وخمس ليال[19] .
أهمية الحديث : إن هذا الحديث من الأحاديث الهامة ، التي عليها مدار الإسلام ، فهو أصل في الدين وعليه تدور غالب أحكامه ، قال الإمام أحمد والشافعي : يدخل في حديث : "إنما الأعمال بالنيات" ثلث العلم[20] ، وسبب ذلك أن كسب العبد يكون بقلبه ولسانه وجوارحه ، فالنية بالقلب أحد الأقسام الثلاثة ، وهذا الحديث يدخل في باب العبادات والمعاملات و الأنكحة وكلِّ أبواب الفقه .
[ قال أبو عبد الله : ” ليس في أخبار النبي e أجمع وأغنى وأكثر فائدة من هذا الحديث “ [21].
وقال الشافعي : ” يدخل في سبعين باباً من أبواب العلم “ ويحتمل أن يريد بهذا العدد المبالغة [22].
ولأهميته ابتدأ به الإمام البخاري صحيحه ، وبدأ به الإمام النووي في كتبه : الأذكار _ ورياض الصالحين _ والأربعين النووية][23].
مفردات الحديث :
الحفص : شبل الأسد ، وأبو حفص كنية الأسد [24]، و هي : كنية لعمر بن الخطاب t.
إنما : أداة حصر يؤتى بها للحصر . بالنيات : جمع نية : وهي عزم القلب على فعل الشيء .
إلى الله : إلى محل رضاه نيةً وقصداً.
هجرته : الهجرة الانتقال من بلد الشرك إلى بلد الإسلام .
فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله : نية وقصداً. فهجرته إلى الله ورسوله : قبولاً و ثواباً و جزاءً.
لدنيا يصيبها : لغرض دنيوي يريد تحصيله.
سبب ورود الحديث: عن ابن مسعود t قال : كان فينا رجل خطب امرأة يقال لها : أم قيس، فأبت أن تتزوجه حتى يهاجر، فهاجر، فتزوجها، فكنا نسميه: مهاجر أم قيس. [رواه الطبراني بإسناد رجاله ثقات][25]، قال الحافظ في "فتح الباري": وقصة مهاجر أم قيس ، رواها سعيد بن منصور ورواه الطبراني ، لكن ليس فيه أن حديث الأعمال سيق بسبب ذلك ولم أر في شيء من الطرق ما يقتضي التصريح بذلك.[26]
المعنى العام :
1- اشتراط النية: اتفق العلماء على أن الأعمال الصادرة من المكلفين المؤمنين لا تصير معتبرة شرعاً، ولا يترتب الثواب على فعلها إلا بالنية .
والنية في العبادة المقصودة ، كالصلاة والحج والصوم، ركن من أركانها، فلا تصح إلا بها، وأما ما كان وسيلة، كالوضوء والغسل، فقال الحنفية : هي شرط كمال فيها ، لتحصيل الثواب ، وقال الشافعية وغيرهم : هي شرط صحة أيضاً ، فلا تصح الوسائل إلا بها .
2- وقت النية ومحلها : وقت النية أو العبادة، كتكبيرة الإحرام بالصلاة، والإحرام بالحج، وأما الصوم فتكفي النية قبله لعسر مراقبة الفجر.
ومحل النية القلب ؛ فلا يشترط التلفظ بها ؛ ولكن يستحب[27]ليساعد اللسانُ القلبَ على استحضارها. ويشترط فيها تعيين المنوي وتمييزه ، فلا يكفي أن ينوي الصلاة بل لا بد من تعيينها بصلاة الظهر أو العصر .. إلخ .
3 ـ من أقوال السلف في الإخلاص :
قال يعقوب المكفوف : ” المخلص من يكتم حسناته كما يكتم سيئاته “ .[28]
وكتب عمر بن الخطاب t إلى أبى موسى الأشعري t : من خلصت نيته كفاه الله تعالى ما بينه وبين الناس .[29]
وقال سهل بن عبد الله : ” ليس على النفس شيء أشق من الإخلاص لأنه ليس لها فيه نصيب “ .[30]
وقال يوسف بن الحسين الرازي : ” أعز شيء في الدنيا الإخلاص وكم أجتهد في إسقاط الرياء عن قلبي وكأنه ينبت فيه على لون آخر “ .[31]
وقال الربيع بن خثيم : كل ما لا يراد به وجه الله يضمحل .[32]
وقال أبو سليمان الداراني : إذا أخلص العبد انقطعت عنه كثرة الوساوس والرياء .[33]
وقال نعيم بن حماد : ضرب السياط أهون علينا من النية الصالحة .[34]
وقال يحيي بن أبي كثير : تعلموا النية فإنها أبلغ من العمل .[35]
وقال يوسف بن أسباط : تخليص النية من فسادها أشد على العاملين من طول الاجتهاد.[36]
وقال مكحول : ما أخلص عبد قط أربعين يوماً إلا ظهرت ينابيع الحكمة من قلبه على لسانه .[37]
وقال ابن القيم : العمل بغير إخلاص ولا اقتداء كالمسافر يملأ جرابه رملاً يثقله ولا ينفعه .[38]
4 ـ نماذج من إخلاص السلف :
ما رئي الربيع متطوعاً في مسجد قومه إلا مرة واحدة .[39]
وكان منصور بن المعتمر إذا صلى الغداة أظهر النشاط لأصحابه فيحدثهم ويكثر إليهم ، ولعله إنما بات قائماً على أطرافه ، وكل ذلك ليخفي عليهم العمل .[40]
وكان عبد الرحمن بن أبي ليلى يصلي فإذا دخل الداخل أتى فراشه فاتكأ عليه .[41]
وحسَّان بن أبي سنان تقول عنه زوجته : كان يجيء فيدخل معي في فراشي ثم يخادعني كما تخادع المرأة صبيها ، فإذا علم أني نمت سل نفسه فخرج ثم يقوم فيصلي ، قالت : فقلت له : يا أبا عبد الله كم تعذب نفسك ، أرفق بنفسك ، فقال : اسكتي ويحك فيوشك أن أرقد رقدة لا أقوم منها زماناً .[42]
قال أبو حمزة الثمالي : كان علي بن الحسين يحمل جراب الخبز على ظهره بالليل ، فيتصدق به ويقول : إن صدقة السر تطفىء غضب الرب عز وجل .[43]
وعن محمد بن إسحاق : كان ناس من أهل المدينة يعيشون ، لا يدرون من أين كان معاشهم ، فلما مات علي بن الحسين فقدوا ما كانوا يؤتون به في الليل .[44]
وأقام عمرو بن قيس عشرين سنة صائماً ، ما يعلم به أهله ، يأخذ غداه ويغدو إلى الحانوت فيتصدق بغدائه ويصوم وأهله لا يدرون ،...وكان إذا حضرته الرِّقَّةُ يحول وجهه إلى الحائط ويقول هذا الزكام ، وإذا نظر إلى أهل السوق قال ما أغفل هؤلاء عما أعد لهم .[45]
قال ابن الجوزي : ( كان إبراهيم النخعي إذا قرأ في المصحف فدخل داخل غطاه[46]).[47]
وقال محمد بن واسع : إن كان الرجل ليبكي عشرين سنة وامرأته لا تعلم .[48]
وقال الشافعي :وددت أن الخلق تعلموا هذا العلم _ يقصد علمه _ على أن لا ينسب إليّ حرف منه.[49]
5- وجوب الهجرة : الهجرة من أرض الكفار إلى ديار الإسلام واجبة على المسلم الذي لا يتمكن من إظهار دينه، وهذا الحكم باق وغير مقيد.
6 ـ التحذير من الدنيا وفتنتها :
قال تعالى : { يا أيها الناس إن وعد الله حق فلا تغرنكـم الحياة الدنيا }[50] ، وقال e : ( إنَّ مما أخاف عليكم من بعدي ما يفتح عليكم من زهرة الدنيا وزينتها ) متفق عليه .[51]
قال ابن الحنفية : من كرمت عليه نفسه هانت عليه الدنيا .[52]
قيل لعلي : صف لنا الدنيا ؟ فقال : ما أصف من دار ؟ أولها عناء ، وآخرها فناء ، حلالها حساب ، وحرامها عذاب ، من صَحَّ فيها أَمِنَ ، ومن مرض فيها ندم ، ومن استغنى فيها فُتِنَ ، ومن افتقر فيها حَزِنَ ، من ساعاها فاتته ، ومن قعد عنها أتته ، ومن نظر إليها أعمته ، ومن تهاون بها بَصُرَتْهُ[53]، أي قطعته ، يُقَالُ : بَصَرَهُ بسيفه إذا قطعه .[54]
قال ابن القيم : الدنيا كامرأة بَغِيٍّ لا تثبت مع زوج ، فلذلك عِيب عُشَّاقها ،[55] إنما تخطب الأزواج ليستحسنوا إليها ، فلا ترضى إلا بالدياثة .
وقال : الدنيا لا تساوي نقل أقدامك إليها ، فكيف تعدو خلفها ؟ .[56]
وقال : وعلى قدر رغبة العبد في الدنيا ورضاه بها يكون تثاقله عن طاعة الله وطلب الآخرة .[57]
وقال بعض الزهاد : دع الدنيا لأهلها كما تركوا هم الآخرة لأهلها ، وكن في الدنيا كالنحلة إن أكلت أكلت طَيِّبَاً ، وإن أطعمت أطعمت طَيِّبَاً ، وإن سقطت على شيءٍ لم تكسره ولم تخدشه .[58]
وقال الحسن البصري : من نافسك في دينك فنافسه ، ومن نافسك في دنياك فألقها في نحره .[59]
قال الشاعر عمران بن حطَّان في وصف الدنيا :[60]
أحلامُ نومٍ أو كظلٍ زائلٍ إن اللبيبَ بمثلها لا يخدع .
وقال آخر :
الدنيا ســاعـــهْ فاجعلها طـــاعــهْ
والنفس طماعـــهْ عوّدهــا القناعـــهْ .
7 ـ [ والهجرة : الانتقال من بلد الشرك إلى بلد الإسلام .
وحكمها ينقسم إلى قسمين :
واجبة : إذا كان الشخص لا يستطيع أن يقيم دينه .
مستحبة : إذا كان الشخص يستطيع أن يقيم دينه .
وهي باقية إلى قيام الساعة : قال e : ( لا تنقطع الهجرة حتى تنقطع التوبة ، ولا تنقطع التوبة حتى تطلع الشمس من مغربها ) . رواه أبو داود ] [61].
8 ـ [وقعت الهجرة في الإسلام على أنواع :
الأولى : الانتقال من بلد الشرك إلى بلد الإسلام . كما في الهجرة من مكة إلى المدينة .
الثانية : الانتقال من بلد الخوف إلى بلد الأمن . كما في الهجرة إلى الحبشة .
الثالثة: ترك ما نهى الله عنه . كما في الحديث : ( المهاجر من هجر ما نهى الله عنه ) . رواه البخاري[62]][63].
فوائد الحديث:
1 ـ الأمور بمقاصدها[64] ، وأن من نوى عملاً صالحاً، فَمَنَعَهُ من القيام به عذر قاهر، من مرض أو وفاة، أو نحو ذلك، فإنه يثاب عليه.
2 ـ والأعمال لا تصح بلا نية ، لأن النية بلا عمل يُثاب عليها، والعمل بلا نية هباء، ومثال النية في العمل كالروح في الجسد، فلا بقاء للجسد بلا روح، ولا ظهور للروح في هذا العالم من غير تعلق بجسد.
3- ويرشدنا إلى الإخلاص في العمل والعبادة حتى نحصِّل الأجر والثواب في الآخرة، والتوفيق والفلاح في الدنيا.
4- أنَّ نية المؤمن تبلغ إلى حيث يبلغ العمل[65] ، و كل عمل مباح يصبح بالنية والإخلاص وابتغاء رضاء الله تعالى عبادة[66] ، فاحرص على تحسين النية والإخلاص لله تعالى.
5 ـ الإنسان يُعطى على نيته ما لا يُعطى على عمله[67] .
6 ـ المميز بين العبادة والعادة هي النية[68] .
7 ـ ينبغي للمعلم أن يضرب الأمثال التي يتبين بها الحكم[69] ، كما فعل النبي r . 8 - في الحديث دليل على أنَّ النية من الإيمان[70] . 9 – يجب على المسلم قبل القدوم على العمل أن يعرف حكمه ، هل هو مشروع أم لا ، هل هو واجب أم مستحب ، لأن في الحديث العمل يكون منتفياً إذا خلا من النية المشروعة فيه[71] . 10 ـ قلت : أحكام النية : 1 ـ أنشأ العمل للناس ، وهذا حابط . 2 ـ أنشأ العمل لله ، ودخله الرياء ، فله حالات : أ ـ إن دفعه فلا يضر . ب ـ إن قلب نيته فتبطل العبادة ؛ وذلك فيما تعلَّق صلاح أوله بصلاح آخره ، كالصلاة . ج ـ إن زاد في العبادة ، فأولها صحيح وما صاحبها باطل ، وذلك فيما لا يتعلَّق صلاح أوله بصلاح آخره ، كالصدقة .
3 ـ أحبَّ المدح بعد العبادة ، فذلك عاجل بشرى المؤمن . 11 – قال النووي رحمه الله : كما أنَّ الرياء في العمل يكون في ترك العمل ، قال القاضي بن عياض : ترك العمل من أجل الناس رياء ، والعمل من أجل الناس شرك ، والإخلاص أن يُعافيك الله منهما[72] .
12 ـ أن الإخلاص شرط لقبول العمل ، فالعمل لا يقبل إلا بشرطين :
الأول : أن يكون خالصاً . لحديث الباب : ( ... وإنما لكل امرىء ما نوى ... ) .
الثاني : أن يكون موافقاً للسنة . لحديث عائشة : ( من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد ) .[73]
13 ـ قال بعض العلماء :
حديث ( إنما الأعمال بالنيات ........ ) ميزان للأعمال الباطنة .
وحديث ( من أحدث في أمرنا ....... ) ميزان للأعمال الظاهرة . [74] 14 ـ التحذير من فتنة النساء لقوله ( أو امرأة .. ) وخصها بالذكر لشدة الافتتان بها . كما في الحديث : ( ........ فاتقوا الدنيا واتقوا النساء فإن أول فتنة بني إسرائيل كانت في النساء ) . رواه مسلم .[75] 15 ـ [ التحذير من السفر إلى بلاد الكفر . ] .[76]
الحديث الثاني:
الإسْلامُ والإيمَانُ والإحْسَان
أهمية الحديث ، مفردات الحديث ، المعنى العام 1-تحسين الهيئة 2-ما هو الإسلام 3-ما هو الإيمان 4-ما هو الإحسان 5-الساعة وأماراتها 6-السؤال عن العلم 7-من أساليب التربية ، فوائد الحديث .
عَن عُمَر t أَيْضاً[77] قال: " بَيْنَما نَحْنُ جُلْوسٌ عِنْدَ رسُولِ الله r إذْ طَلَعَ عَلَيْنَا رَجُلٌ شَدِيدُ بَياضِ الثِّيَاِب شَديدُ سَوَادِ الشَّعَرِ، لا يُرَى عليه أَثَرُ السَّفَرِ ولا يَعْرِفُهُ مِنَّا أَحَدٌ [78]، حَتى جَلَسَ إلى النَّبِّي r، فأسْنَدَ رُكْبَتَيْهِ إلى رُكْبَتَيْهِ ووَضَعَ كَفَّيْهِ على فَخِذَيْهِ، وقال: يا محمَّدُ أَخْبرني[79] عَن الإسلامِ، فقالَ رسُولُ الله r : الإسلامُ أَنْ تَشْهَدَ [80] أَنْ لا إلهَ إلا اللهُ وأَنَّ محمِّداً رسولُ الله، وتُقِيمَ الصَّلاةَ، وتُؤتيَ الزَّكاةَ، وتَصُومَ رَمَضان، وتَحُجَّ الْبَيْتَ إن اسْتَطَعتَ إليه سَبيلاً. قالَ صَدَقْتَ. فَعَجِبْنا لهُ يَسْأَلُهُ ويُصَدِّقُهُ، قال : فَأَخْبرني عن الإِيمان. قال: أَن تُؤمِنَ باللهِ، وملائِكَتِهِ وكُتُبِهِ، ورسُلِهِ، واليَوْمِ الآخِرِ، وتُؤمِنَ بالْقَدَرِ خَيْرِهِ وشَرِّهِ. قال صدقت. قال : فأخْبرني عَنِ الإحْسانِ. قال: أنْ تَعْبُدَ الله كَأَنَّكَ تَرَاهُ فإنْ لَمْ تَكُنْ تَرَاهُ فإنَّهُ يَرَاك. قال: فأَخبرني عَنِ السَّاعةِ، قال: ما المَسْؤولُ عنها بأَعْلَمَ من السَّائِلِ . قال: فأخبرني عَنْ أَمَارَتِها، قال: أن تَلِدَ الأمَةُ رَبَّتَها، وأَنْ تَرَى الحُفاةَ العَُراةَ العالَةَ رِعاءَ الشَّاءِ يَتَطَاوَلُون في الْبُنْيانِ، ثُمَّ انْطَلَقَ، فَلَبثْتُ مَلِيّاً، ثُمَّ قال : يا عُمَرُ، أَتَدْرِي مَنِ السَّائِلُ؟ قُلْتُ: اللهُ ورسُولُهُ أَعلَمُ . قال: فإِنَّهُ جِبْرِيلُ أَتاكُمْ يُعَلِّمُكُمْ دِينَكُمْ [81]". رواه مسلم.[82]
أهمية الحديث :
سُمِّي الحديث بأمِّ السنة ، قال ابن دقيق العيد: هذا حديث عظيم اشتمل على جميع وظائف الأعمال الظاهرة والباطنة، وعلوم الشريعة كلها راجعة إليه ومتشعبة منه؛ لما تضمنه من جمعه علم السنة، فهو كالأم للسُّنة؛ كما سميت الفاتحة " أم القرآن "؛ لما تضمنته من جمعها معاني القرآن[83] ، قال القرطبي : ” هذا الحديث يصلح أن يقال له أُمُّ السُّنَّةِ , لما تضمنه من جمل علم السنة “ [84].
سبب ورود الحديث :
أفاد مسلم في رواية عمارة بن القعقاع سبب ورود هذا الحديث فعنده في أوله : قال رسول الله r : " سلوني ، فهابوا أن يسألوه ، قال : فجاء رجل .... " .[85]
مفردات الحديث:
ووضع كفيه على فخذيه : أي فخذي نفسه كهيئة المتأدب .[86] وفي رواية النسائي : " حتى وضع يده على ركبتي رسول الله r ".[87] والرواية الأولى جزم بها النووي .
ولا يعرفه منَّا أحد : قال ابن حجر : فإن قيل : كيف عرف عمر أنه لم يعرفه أحد منهم ؟ أجيب : بأنَّه يحتمل أن يكون استند في ذلك إلى ظنه أو إلى صريح قول الحاضرين ، قلت : وهذا الثاني أولي ، فقد جاء كذلك في رواية عثمان بن غياث فإن فيها : فنظر القوم بعضهم إلى بعض فقالوا ما نعرف هذا .[88]
يا محمد أخبرني ... : فإن قيل : فكيف بدأ بالسؤال قبل السلام ؟ أجيب بأنَّه : يحتمل أن يكون ذلك مبالغة في التعمية لأمره أو ليبين أن ذلك غير واجب أو سَلَّمَ فلم ينقله الراوي ، قلت : وهذا الثالث هو المعتمد.[89]
فعجبنا له يسأله ويصدقه : أي أصابنا العجب من حاله، وهو يسأل سؤال العارف المحقق المصدق. أو عجبنا لأن سؤاله يدل على جهله بالمسؤول عنه، وتصديقه يدل على علمه به .
أن تؤمن بالله : الإيمان لغة : التصديق والإقرار والجزم في القلب مع الطمأنينة المتضمنة لعمل القلب والجوارح ، وشرعاً : التصديق بما جاء به النبي r مع القول والعمل ، وعرَّفه أهل السنة والجماعة بقولهم : هو قول باللسان واعتقاد بالجنان وعمل بالجوارح والأركان يزيد بالطاعة وينقص بالعصيان .
أماراتها: بفتح الهمزة جمع أمارة : وهي العلامة . والمراد علاماتها التي تسبق قيامها .
أن تلد الأَمَةُ ربتها : أي سيدتها. وفي رواية : " ربها " [90]أي : سيدها. والمعنى أن من علامات الساعة كثرة اتخاذ الإماء ووطئهن بملك اليمين، فيأتين بأولادٍ هم أحرار كآبائهم ، فإنَّ ولدها من سيدها بمنزلة سيدها ، لأن ملك الوالد صائر إلى ولده ، فهو ربها من هذه الجهة[91]. العالة : جمع عائل، وهو الفقير. فلبثتُ ملياً : انتظرتُ وقتاً طويلاً ؛ أي : غبت عن النبي r ثلاث ليالٍ كما في رواية النسائي والترمذي [92]، ثم لقيته .
جبريل : هو الملك الموكل بالوحي ، واسمه بالعربية : عبد الله .
يعلمكم دينكم : إذ هو السبب في تعليم النبي r لأصحابه .
المعنى العام : 1- تحسين الثياب والهيئة : يستحسن ارتداء الثياب النظيفة، والتطيب بالرائحة الزكية لدخول المسجد وحضور مجالس العلم ، والتأدب في مجالس العلم ومع العلماء ، فإن جبريل عليه الصلاة والسلام أتى معلماً للناس بحالة ومقاله.
2- ما هو الإسلام : الإسلام لغة : الانقياد والاستسلام لله تعالى ، وهو شرعاً : الاستسلام لله بالتوحيد والانقياد له بالطاعة و الخلوص و البراءة من الشرك وأهله ، وهو قائم على أسس خمس : شهادة أن لا إله الله وأن محمداً رسول الله ، وإقام الصلاة في أوقاتها كاملة الشروط والأركان ، مستوفاة السنن والآداب ، وإيتاء الزكاة ، وصوم شهر رمضان ، وحج البيت الحرام مرة في العمر على من قدر عليه وتوفر له مؤونة السفر من الزاد والراحلة ونفقة الأهل والعيال ، وجمع بين الشهادتين في ركن واحد لبيان أن العبادة لا تتم إلا بأمرين : الإخلاص والمتابعة .
3- ما هو الإيمان ؟ : الإيمان لغة : التصديق ، وشرعاً : التصديق الجازم بوجود الله الخالق وأنه سبحانه واحد لا شريك له .
والتصديق بوجود خلق لله هم الملائكة ، وهم عباد مكرمون ، لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون ، خلقهم الله من نور ، لا يأكلون ولا يتصفون بذكورة ولا أنوثة ولا يتناسلون، ولا يعلم عددهم إلا الله تعالى.
والتصديق بالكتب السماوية المنزلة من عند الله تعالى، وأنها شرع الله قبل أن تنالها أيدي الناس بالتحريف والتبديل.
والتصديق بجميع الرسل الذين اختارهم الله لهداية خلقه، وأنزل عليهم الكتب السماوية، والاعتقاد أن الرسل بشر معصومون.
والتصديق بيوم آخر، يبعث الله فيه الناس من قبورهم، ويحاسبهم على أعمالهم ويجزيهم عليها إن خيراً فخير وإن شراً فشر .
والتصديق بأن كل ما يجري في هذا الكون هو بتقدير الله تعالى وإرادته،لحكمة يعلمها الله تعالى. هذه هي أركان الإيمان، من اعتقد بها نجا وفاز، ومن جحدها ضل وخاب. ويدخل في مسمى الإيمان العملُ الصالح ، ولذا لما عرَّف أهل السنة والجماعة الإيمان قالوا هو : قول باللسان واعتقاد بالجنان وعمل بالجوارح والأركان يزيد بالطاعة وينقص بالعصيان .
وفي دخول العمل في مسمى الإيمان يقول عمر بن عبد العزيز رحمه الله : ( الإيمان قول وعمل ) ، وقال البخاري رحمه الله : ( لقيت أكثر من ألف رجل من العلماء بالأمصار فما رأيت أحداً منهم يختلف في أن الإيمان قول وعمل ويزيد وينقص واحتجوا على ذلك بالعقل والنقل ... )[93] ، ويقول سهل بن عبد الله التستري رحمه الله : ( الإيمان قول وعمل ونية وسنة ؛ فقول بلا عمل نفاق ؛ وقول وعمل بلا نية رياء ؛ وقول وعمل ونية بلا سنة بدعة في الدين ) ، وقال البيهقي في السنن الكبرى : ( أخبرنا أبو عبد الله الحافظ قال : سمعت أبا زكريا يحيى بن محمد العنبري يقول : سمعت عمران بن موسى الجرجاني بنيسابور يقول : سمعت سويد بن سعيد يقول : سمعت مالك بن أنس وحماد بن زيد وسفيان بن عيينة والفضيل بن عياض وشريك بن عبد الله ويحيى بن سليم ومسلم بن خالد وهشام بن سليمان المخزومي وجرير بن عبد الحميد وعلي بن مسهر وعبدة وعبد الله بن إدريس وحفص بن غياث ووكيع ومحمد بن فضيل وعبد الرحيم بن سليمان وعبد العزيز بن أبي حازم والدراوردي وإسماعيل بن جعفر وحاتم بن إسماعيل وعبد الله بن يزيد المقرئ وجميع من حملت عنهم العلم يقولون : الإيمان قول وعمل ويزيد وينقص والقرآن كلام الله من صفة ذاته غير مخلوق ومن قال إنه مخلوق فهو كافر بالله العظيم ورويناه عن عبد الله بن المبارك ويزيد بن هارون وعبد الرحمن بن مهدي ويحيى بن يحيى ومحمد بن إسماعيل البخاري ومسلم بن الحجاج وأبي عبيد القاسم بن سلام وغيرهم من أئمتنا رحمهم الله ) [94]، و كان مالك رحمه الله يقول : (الإيمان قول وعمل يزيد وينقص )[95] ، وكان الشافعي رحمه الله يقول : ( الإيمان قول وعمل يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية ) [96]، وقال أبو يوسف يعقوب بن سفيان : (أخبرنا علي بن محمد بن أحمد بن مكي قال أخبرنا الحسن بن عثمان قال ثنا يعقوب بن سفيان قال ثنا أبو بكر الحميدي قال ثنا يحيى بن سليم قال سألت عشرة من الفقهاء عن الإيمان فقالوا : قول وعمل ، وسألت سفيان الثوري فقال : قول وعمل ، وسألت ابن جريج فقال : قول وعمل ، وسألت محمد بن عبد الله بن عمرو بن عثمان فقال : قول وعمل ، وسألت نافع بن عمر بن جميل فقال : قول وعمل ، وسألت محمد بن مسلم الطائفي فقال : قول وعمل ، وسألت مالك بن أنس فقال : قول وعمل ، وسألت سفيان بن عيينة فقال : قول وعمل )[97] .
الفرق بين الإسلام والإيمان : عند ذكرهما جميعاً فإنه يُفسر الإسلام بأعمال الجوارح والإيمان بأعمال القلوب ، ولكن عند الإطلاق يكون كل واحد منهما شاملاً للآخر ، فقوله تعالى : { ورضيت لكم الإسلام ديناً }[98] وقوله : { ومن يبتغ غير الإسلام ديناً } [99]يشمل الإسلام والإيمان ، وقوله تبارك وتعالى : { وأن الله مع المؤمنين }[100] وما أشبهها من الآيات يشمل الإيمان والإسلام ،وكذلك قوله تعالى : { فتحرير رقبة مؤمنة }[101] يشمل الإسلام والإيمان.
4- ما هو الإحسان ؟ : أن تعبد الله كأنك تراه ، أي تخلص في عبادة الله وحده مع تمام الإتقان ،كأنك تراه وقت عبادته، فإن لم تقدر على ذلك فتذكر أن الله يشاهدك ويرى منك كل صغير وكبير. وفي رواية للإمام مسلم :" أن تخشى الله كأنك تراه ".[102]
5- الساعة وأماراتها: علم وقت قيام القيامة، مما اختص الله بعلمه، ولم يُطلع عليه أحداً من خلقه ملكاً كان أو رسولاً، ولذلك قال النبي r لجبريل: " ما المسؤول عنها بأعلم من السائل". ولكنه أجابه عن بعض أماراتها التي تسبقها وتدل على قربها :
أ- فساد الزمن، وضعف الأخلاق، حيث يكثر عقوق الأولاد ومخالفتهم لآبائهم فيعاملونهم معاملة السيد لعبيده .
ب- انعكاس الأمور واختلاطها ، حتى يصبح أسافل الناس ملوك الأمة ورؤساءها ، وتسند الأمور لغير أهلها ، ويكثر المال في أيدي الناس ، ويكثر البذخ والسرف ، ويتباهى الناس بعلو البنيان ، وكثرة المتاع والأثاث ، ويُتعالى على الخلق ويملك أمرهم من كانوا في فقر وبؤس، يعيشون على إحسان الغير من البدو والرعاة وأشباههم.[103]
قال القرطبي رحمه الله : المقصود الإخبار عن تبدل الحال بأن يستولى أهل البادية على الأمر ويتملكوا البلاد بالقهر فتكثر أموالهم وتنصرف هممهم إلى تشييد البنيان والتفاخر به وقد شاهدنا ذلك في هذه الأزمان.[104]
6- السؤال عن العلم: المسلم إنما يسأل عما ينفعه في دنياه أو آخرته، ويترك السؤال عما لا فائدة فيه.
كما ينبغي لمن حضر مجلس علم، ولمس أن الحاضرين بحاجة إلى مسألة ما، ولم يسأل عنها أحد، أن يسأل هو عنها وإن كان هو يعلمها، لينتفع أهل المجلس بالجواب.
ومن سئل عن شيء لا يعلمه وجب عليه أن يقول: لا أعلم، وذلك دليل ورعه وتقواه وعلمه الصحيح.
7- من أساليب التربية: طريقة السؤال والجواب، من الأساليب التربوية الناجحة قديماً وحديثاً، وقد تكررت في تعليم النبي r لأصحابه في كثير من الأحاديث النبوية؛ لما فيها من لفت انتباه السامعين وإعداد أذهانهم لتلقي الجواب الصحيح.
فوائد الحديث : 1 ـ من هدي النبي r مجالسة أصحابه ، وهذا الهدي يدل على حسن خلق النبي r ، ومنها أنه ينبغي للإنسان أن يكون ذا عشرة مع الناس ومجالسة ، وأن لا ينزوي عنهم[105] .
2 ـ أن الخلطة مع الناس أفضل من العزلة ما لم يخش الإنسان على دينه ؛ فإن خشي على دينه فالعزلة أفضل ، لقوله r : " يُوشِكُ أَنْ يَكُونَ خَيْرَ مَالِ الْمُسْلِمِ غَنَمٌ يَتْبَعُ بها شَعَفَ الْجِبَالِ وَمَوَاقِعَ الْقَطْرِ يَفِرُّ بِدِينِهِ من الْفِتَنِ " رواه البخاري (صحيح البخاري ج1/ص15 حديث رقم : 19) .[106]
3 ـ حسن أدب المتعلم أمام المعلم[107] . 4 ـ جواز دعاء النبي r باسمه لقوله : ( يا محمد ) ، وهذا يُحتمل أنه قبل النهي أي قبل نهي الله تعالى عن ذلك في قوله:{ لا تجعلوا دعاء الرسول بينكم كدعاء بعضكم بعضاً }[108] على أحد التفسيرين[109].
ويُحتمل أن هذا جرى على عادة الأعراب الذين يأتون إلى الرسول r فينادونه باسمه : يا محمد ، وهذا أقرب ، لأن الأول يحتاج إلى التاريخ[110] .
5 ـ [ استحباب السؤال في العلم ، وقد قال تعالى : { فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون }[111] ، وقد قيل : ( حسن السؤال نصف العلم )[112] ] .[113]
6 ـ وجاء في بعض روايات هذا الحديث كما عند أبي داود عن أبي ذر وأبي هريرة رضي الله عنهما قالا : " كان رسول الله r يجلس بين ظهري أصحابه فيجيء الغريب فلا يدري أيهم هو حتى يسأل فطلبنا إلى رسول الله r أن نجعل له مجلساً يعرفه الغريب إذا أتاه قال فبنينا له دكاناً من طين فجلس عليه وكنا نجلس بجنبتيه وذكر نحو هذا الخبر فأقبل رجل فذكر هيئته حتى سلم من طرف السماط فقال : السلام عليك يا محمد ، قال : فَرَدَّ عليه النبي r )[114]، استنبط منه الإمام القرطبي استحباب جلوس العالم بمكان يختص به ويكون مرتفعاً إذا احتاج لذلك لضرورة تعليم ونحوه . [115]
7 ـ قال النووي رحمه الله : ” ينبغي للعالم أن يرفق بالسائل ويدنيه منه ليتمكن من سؤاله غير هائب ولا منقبض وأنَّه ينبغي للسائل أن يرفق في سؤاله “ [116]، و يشهد لهذا ما في رواية عطاء بن السائب عن ابن بريدة عن يحيى بن يعمر : فقال : أدنو يا رسول الله ؟ قال : نعم ، فدنا ثم قام ، فتعجبنا لتوقيره رسول الله ، ثم قال : أدنو يا رسول الله ؟ قال : نعم ، فدنا حتى وضع فخذه على فخذ رسول الله e ... [117].
وفي رواية علقمة بن مرثد عن سليمان بن بريدة .. عن ابن عمر عند أحمد: ما رأينا رجلاً أشد توقيراً لرسول الله من هذا.[118]
8 ـ استحباب الدنو من العالم والقرب منه . [119] 9 ـ أن حسن السؤال من أسباب تحصيل العلم ، قيل لابن مسعود t : بم وجدت هذا العلم ؟ قال : بلسان سؤول وقلب عقول ،[120]وعن دغفل بن حنظلة من بني عمرو بن شيبان قال : قال لي معاوية t : يا دغفل من أين علمت هذا العلم ؟ قلت : يا أمير المؤمنين علمته بلسان سؤول وقلب عقول وأذن واعية للعلم،[121]وقيل لابن عباس t : بم نلت هذا العلم ؟ قال : بلسان سؤول وقلب عقول ،[122]وقال الزهري : العلم خزانة مفاتيحها المسألة ،[123] وسئل الأصمعي : ” بم نلت ما نلت ؟ قال : بكثرة سؤالي ، وتلقفي الحكمة الشرود “ .[124]
10 ـ بيان نوع من أنواع الوحي ، ومن أنواع الوحي :
الرؤيا الصادقة – الإلقاء في الرَّوْعِ – أن يراه على صورته التي خُلِقَ عليها – أن يكلمه من وراء حجاب .[125]
11 ـ مشروعية الرحلة في طلب الحديث ، ورحل جابر بن عبد الله شهراً كاملاً في مسألة .
وكان سعيد بن المسيب يقول [126]: ” إن كنت لأسير الليالي والأيام في طلب الحديث الواحد .[127]
12 ـ جواز سؤال الإنسان عمَّا يعلم من أجل تعليم من لا يعلم[128] .
13 ـ بيان أن للإسلام خمسة أركان ، وأن للإيمان ستة أركان .
14 ـ لا يتم الإسلام إلا بإقامة الصلاة وإيتاء الزكاة وببقية الأركان[129] . 15 ـ ذكاء الصحابة y حين تعجبوا من حال السائل وقوله[130] . 16 ـ حسن تعليم النبي r لأصحابه[131] . 17ـ على الإنسان أن يعتني بتنظيف ثيابه وتجميل هيئته[132].فإن جبريل أتى معلماً للناس بحاله ومقاله[133].
18 ـ على القادم أن يستأذن المجتمعين ويسلم عليهم[134] . 19 ـ ينبغي للسائل أن يتحلى بالشجاعة الأدبية[135] . 20 ـ على السائل أن يسأل عن أصول الدين[136] . 21 ـ يجب على المسؤول أن يكون متواضعاً[137]، اقتداءً بالنبي r . 22 ـ على المسؤول أن يغفر لسائله الزَّلةَ[138]، اقتداءً بالنبي r . 23ـ أن النبي e لا يعلم الغيب .[139] 24 ـ إذا جهل المسؤول شيئاً فلا عيب عليه أن يقول : لا أدري[140] . 25 ـ تعليم الآخرين عن طريق سؤال أهل الذكر[141] . 26 ـ الملائكة تتمثل بصورة الإنسان[142] . 27 ـ الدين يشتمل على وظائف العبادات الظاهرة والباطنة[143] . 28ـ [ أنه لا يدري أحد متى الساعة ، وقد استأثر الله بعلمها ، فلم يطلع على ذلك ملكاً مقرباً ولا نبياً مرسلاً ، قال تعالى : } يسألونك عن الساعة أيان مرساها قل إنما علمها عند ربي لا يجليها لوقتها إلا هو ثقلت في السموات والأرض لا تأتيكم إلا بغتة يسألونك كأنك حفي عنها قل إنما علمها عند الله ولكن أكثر الناس لا يعلمون {[144]، وقال تعالى:} يسألونك عن الساعة أيان مرساها * فيم أنت من ذكراها *إلى ربك منتهاها{[145]، قال ابن كثير : ” أي ليس علمها إليك ، ولا إلى أحد من الخلق ، بل مردها ومرجعها إلى الله ، فهو الذي يعلم وقتها على التعيين “ .[146]
لكن هي قريبة : قال تعالى : } اقترب للناس حسابهم وهم في غفلة معرضون {[147] ، وقال تعالى : }اقتربت الساعة وانشق القمر {[148] .] .[149]
الحديث الثالث:
أركان الإسلام ودَعَائمهُ العِظام
ترجمة الراوي ، منزلة الحديث ، مفردات الحديث ، المعنى العام ، بناء الإسلام : 1-الشهادتان 2-الصلاة 3-الزكاة 4-الحج ، ارتباط أركان الإسلام ببعض ، غاية العبادات ، شُعَب الإيمان ، ما يفيده الحديث .
عن أبي عَبْدِ الرَّحْمنِ عَبْدِ اللهِ بنِ عُمَرَ بنِ الخَطابِ رَضيَ اللهُ عنهُما قال: سَمِعْتُ رسُولَ الله r يقولُ: " بُنَي الإسلامُ على خَمْسٍ : شهادَةِ أَنْ لا إلهَ إلا اللهُ وأَنَّ محمَّداً رسولُ اللهِ، وإقَامِ الصَّلاةِ، وإيتَاءِ الزَّكاةِ، وحَجِّ البَيْتِ، وصَوْمِ رَمَضَانَ ". رواهُ البُخَارِيُّ ومسلمٌ.[150] وفي رواية لمسلم : (( وصيامِ رمضان والحج )) .[151]
ترجمة الراوي :
هو عبد الله بن عمر بن الخطاب t أسلم بمكة مع أبيه وهو صغير ، هاجر معه إلى المدينة ، وكان من فقهاء الصحابة ومتقيهم وزهادهم ، حجَّ ستين مرة واعتمر ألف عمرة ، وأعتق ألف رقبة ، وحمل على ألف فرس في سبيل الله ، وأتاه اثنان وعشرون ألف دينار في مجلس فلم يقم حتى فرَّقها ، ومناقبه كثيرة[152]، وقد كُفَّ بصره آخر عمره وفي العام الثالث والسبعين من الهجرة توفي t بمكة وهو في الخامسة والثمانين من عمره ، وروى ( 2630 ) حديثاً.
منزلة الحديث : قال النووي : إنَّ هذا الحديث أصل عظيم في معرفة الدين وعليه اعتماده وقد جمع أركانه[153]. مفردات الحديث: بُنِيَ : والباني هو الله تعالى . الإسلام : هو الاستسلام لله بالتوحيد والانقياد له بالطاعة والخلوص والبراءة من الشرك وأهله[154]. على خَمْسٍ[155]: وفي رواية: "على خمسة "، أي خمس دعائم أو خمسة أركان،و " على " بمعنى : من. شهادة : يجوز فيها الضم والكسر ، والمراد بالشهادتين : الإيمان بالله ورسوله r ، وفي رواية : ( بُني الإسلام على خمس : إيمان بالله ورسوله )[156]، وفي رواية : ( بُني الإسلام على خمس ، على أن يُعبد الله ويُكفر بما دونه )[157]وهي مبينة لمعنى كلمة التوحيد[158]، والشهادة : قول صادر عن علم حاصل بمشاهدة بصراً وبصيرة[159] ؛ فعلم بها القلب وأن يتلفظ بها معلِّماً بها الغير .
رسول الله : فيه معنى التبليغ فهو مُبلِّغ ٌعن الله ومُبَلَّغٌ من الله ـ r ـ.
إقَامِ الصَّلاةِ : المداومة عليها، وفعلها كاملة الشروط والأركان، مستوفية السنن والآداب.
المعنى العام:
بناء الإسلام : يُشَبِّه رسولُ الله r الذي جاء به -والذي يخرج به الإنسان من دائرة الكفر ويستحق عليه دخول الجنة والمباعدة من النار- بالبناء المحكم، القائم على أسس وقواعد ثابتة، ويبين أنَّ هذه القواعد التي قام عليها وتَمَّ هي :
1- شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله r : ومعناها الإقرار بوجود الله تعالى ووَحدانيته، والتصديق بنبوة محمد r ورسالته، وهذا الركن هو كالأساس بالنسبة لبقية الأركان، وقال r : " من قال لا إله إلا الله مخلصاً دخل الجنة". حديث صحيح أخرجه البزار.[160]
[ وهذه الشهادة لا تنفع قائلها إلا بسبعة شروط :
قال الشيخ عبد الرحمن بن حسن : لا بد في شهادة أن لا إله إلا الله من سبعة شروط ، لا تنفع قائلها إلا باجتماعها ، وهي :[161]
1- العلم المنافي للجهل ، والدليل قوله تعالى : { إلا من شهد بالحق وهم يعلمون }[162] أي : بـ (لا إله إلا الله ) وهم يعلمون بقلوبهم .
وقال النبي e : ( من مات وهو يعلم أنه لا إله إلا الله دخل الجنة ) . رواه مسلم عن عثمان .[163]
2- اليقين المنافي للشك ، قال تعالى : { إنما المؤمنـون الذين آمنـوا بالله ورسـوله ثم لم يرتابوا }[164] .
وقال r : ( أشهد أن لا إله إلا الله ، وأني رسول الله ، لا يلقى الله بهما عبد غير شاك فيهما إلا دخل الجنة) . رواه مسلم[165]
وقال r لأبي هريرة t :( فَمَنْ لَقِيتَ من وَرَاءِ هذا الْحَائِطِ يَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إلا الله مستقيناً بها قَلْبُهُ فَبَشِّرْهُ بِالْجَنَّةِ ) . رواه مسلم [166]
3ـ الانقياد لها المنافي للترك ، قال تعالى : {ومن يسـلم وجهه إلى الله وهو محسـن فقد استمسك بالعروة الوثقى }[167] .
4 - القبول المنافي للرد ، قال تعالى : { احشروا الذين ظلموا وأزواجهم وما كانوا يعبدون } ـ إلى قوله ـ { إنهم كانوا إذا قيل لهم لا إله إلا الله يستكبرون }[168] .
5- الإخلاص المنافي للشرك ، قال تعالى : { ألا لله الدين الخالص }[169] ، وقال النبي e : ( فإنَّ اللَّهَ قد حَرَّمَ على النَّارِ من قال لا اله إلا الله يَبْتَغِي بِذَلِكَ وَجْهَ اللَّهِ ) . رواه البخاري ومسلم[170] ، وقال e : ( أَسْعَدُ الناس بِشَفَاعَتِي يوم الْقِيَامَةِ من قال لا إِلَهَ إلا الله خَالِصًا من قَلْبِهِ أو نَفْسِهِ ) . رواه البخاري[171]
6 - الصدق المنافي للكذب ، قال تعالى : { ألم * أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون * ولقد فتنّا الذين من قبلهم فليعلمنّ الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين }[172] ، وقال النبي e : ( ما من أَحَدٍ يَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إلا الله وَأَنَّ مُحَمَّدًا رسول اللَّهِ صِدْقًا من قَلْبِهِ إلا حَرَّمَهُ الله على النَّارِ ) رواه البخاري[173]
7 - المحبة لها ولأهلها ، والمعاداة لأجلها ، قال تعالى : { يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء}[174]، وقال تعالى :{لا تجد قوماً يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله}[175]][176].
2- إقام الصلاة[177] : والمراد المحافظة على الصلاة والقيام بها في أوقاتها، وأداؤها كاملة بشروطها وأركانها، ومراعاة آدابها وسننها، حتى تؤتي ثمرتها في نفس المسلم فيترك الفحشاء والمنكر، قال تعالى : {وَأَقِمْ الصَّلاةَ إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنْ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ}[178].
3- إيتاء الزكاة: وهي إعطاء نصيب معين من المال -ممن ملك النصاب، وتوفرت فيه شروط الوجوب والأداء - للفقراء والمستحقين. 4- الحج : وهو قصد المسجد الحرام في أشهر الحج، وهي شوال وذو القعدة والعشر الأول من ذي الحجة، والقيام بما بينه رسول الله r من مناسك، وهو عبادة مالية وبدنية تتحقق فيه منافع كثيرة للفرد والمجتمع ، وهو فوق ذلك كله مؤتمر إسلامي كبير، ومناسبة عظيمة لالتقاء المسلمين من كل بلد. ولذا كان ثواب الحج عظيماً وأجره وفيراً، قال عليه الصلاة والسلام:"الحجُّ المبرورُ ليس له جزاءٌ إلا الجنة "متفق عليه.[179] وقد فُرِض الحج في السنة السادسة من الهجرة بقوله تعالى : {وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنْ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلا}[180] والعمرة واجبة بنصوص أخرى .
5- صوم رمضان: وقد فرض في السنة الثانية للهجرة بقوله تعالى: {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنْ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمْ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ}[181]. وهو عبادة فيها تطهير للنفس، وسمو للروح، وصحة للجسم، ومن قام بها امتثالاً لأمر الله وابتغاء مرضاته كان تكفيراً لسيئاته وسبباً لدخوله الجنة ، ومن أتى بهذه الأركان كاملة كان مسلماً كامل الإيمان، ومن تركها جميعاً كان كافراً قطعاً. غاية العبادات : ليس المراد بالعبادات في الإسلام صورها وأشكالها، وإنما المراد غايتها ومعناها مع القيام بها، فلا تنفع صلاة لا تنهى عن الفحشاء والمنكر، كما لا يُفيد صومٌ لا يترك فاعلُه الزورَ والعمل به، كما لا يُقبل حج أو زكاة فعل للرياء والسمعة. ولا يعني ذلك ترك هذه العبادات إذا لم تحقق ثمرتها، إنما المراد حمل النفس على الإخلاص بها وتحقيق المقصود منها.
شعب الإيمان : وليست هذه الأمور المذكورة في الحديث هي كل شيء في الإسلام، وإنما اقتصر على ذكرها لأهميتها، وهناك أمور كثيرة غيرها؛ قال r : " الإيمان بِضْعٌ وستونَ شعبة " متفق عليه.[182]
مسألة 1: ما فائدة إيراد هذا الحديث مرة أخرى مع أنه ذُكِرَ في سياق حديث عمر بن الخطاب t؟ الجواب : الفائدة أنه لأهمية هذا الموضوع أراد أن يؤكده مرة ثانية ، هذا من جهة ، ومن جهة أخرى أن في حديث عبد الله بن عمر t التصريح بأن الإسلام بُنِيَ على هذه الأركان الخمسة ، أما حديث عمر بن الخطاب فليس بهذه الصيغة ، وإن كان ظاهره يفيد ذلك ، لأنه قال r : (( الإسلام أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله …. )) إلخ[183] .
مسألة 2 : لم يذكر الجهاد في حديث ابن عمر t هنا ، مع أن الجهاد أفضل الأعمال ، وفي رواية : أن ابن عمر t قيل له : فالجهاد ؟ قال : الجهاد حسن ، ولكن هكذا حدثنا رسول الله r ، خرجه الإمام أحمد .[184]
وفي حديث معاذ بن جبل t : ( رَأْسُ هذا الأَمْرِ الإِسْلامُ وَمَنْ أَسْلَمَ سَلِمَ وَعَمُودُهُ الصَّلاةُ وَذُرْوَةُ سَنَامِهِ الْجِهَادُ لا يَنَالُهُ إِلا أَفْضَلُهُمْ )[185] وذروة سنامه : أعلى شيء فيه ، ولكنه ليس من دعائمه وأركانه التي بُنيَ عليها ؛ وذلك لوجهين :
1 ـ أن الجهاد فرض كفاية عند جمهور العلماء , ليس بفرض عين ، بخلاف هذه الأركان . 2 ـ أن الجهاد لا يستمر فعله إلى آخر الدهر ، بل إذا نزل عيسى عليه السلام ، ولم يبق حينئذ ملَّة غير ملَّة الإسلام ، فحينئذ تضع الحرب أوزارها ، ويُستغنى عن الجهاد ، بخلاف هذه الأركان ، فإنها واجبة على المؤمنين إلى أن يأتيَ أمر الله وهم على ذلك ، والله أعلم [186] .
يُفيد الحديث : 1ـ أن الإسلام عقيدة وعمل، فلا ينفع عمل دون إيمان، كما أنه لا وجود للإيمان دون العمل . 2 ـ تشبيه الرسول r المعنويات بالمحسوسات[187] . 3 ـ المطلوب إقامةُ الصلاة لا الصلاةُ فقط[188] . 4 ـ فرضية الزكاة[189] . 5 ـ فرضية الحج[190] . 6 ـ فرضية صوم رمضان[191] .
الحديث الرابع:
أطوارُ خَلقِ الإِنسان وخَاتِمَتُه
ترجمة الراوي ، مفردات الحديث ، المعنى العام 1-أطوار الجنين في الرحم 2-نفخ الروح 3-تحريم إسقاط الجنين 4-علم الله تعالى 5-الاحتجاج بالقدر ، فوائد الحديث .
عن أبي عبْدِ الرَّحْمن عبدِ الله بنِ مسعودٍ t قال: حدَّثَنا رسولُ الله r وهُوَ الصَّادقُ[192] المَصْدوق: " إن أَحَدَكُمْ يُجْمَعُ خَلْقُهُ في بَطْنِ أُمِّه أرْبعينَ يوْماً (نُطْفَةً)[193]، ثُمَّ يَكُونُ عَلَقَةً مِثْلَ ذلك، ثُمَّ يَكُون مُضْغَةً مِثْلَ ذلك، ثُمَّ يُرْسَلُ إليه المَلكُ فَيَنْفخُ فيه الرُّوحَ ويُؤمَرُ بأرْبَعِ كلماتٍ: بِكَتْبِ رِزْقِهِ وأَجَلِهِ وعَمَلِهِ وشَقيٌّ أو سَعيدٌ، فَوَاللهِ الَّذي لا إله غَيْرُهُ إنَّ أَحَدَكُمْ ليَعْمَلُ بعَمَلِ أهْلِ الجَنَّةِ حتى ما يكُون بَيْنَهُ وبَيْنَها إلا ذِرَاعُ، فَيَسْبقُ عَليْه الكِتابُ فَيَعْمَلُ بعَملُ أَهْلِ النَّارِ فَيَدْخُلُها. وإنَّ أَحَدَكُمْ لَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهل النَّارِ حتى ما يَكُون بَيْنَهُ وبَيْنَها إلا ذِرَاعٌ، فَيَسْبِقُ عَلَيْهِ الكتابُ، فَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أهل الجنَّةِ فَيَدْخُلُها ". رواه البخاري ومسلم.[194]
ترجمة الراوي :
هو الصحابي الجليل عبد الله بن مسعود بن غافل بن حبيب الهذلي ، كناه النبي r أبا عبد الرحمن من كبار علماء الصحابة ، مات أبوه في الجاهلية ، وأسلمت أمه وصحبت النبي r ، ولذا كان يُنسب إلى أمه أحياناً فيُقال : ( ابن أم عبد ) ؛ و ( أم عبد ) كنية أمه رضي الله عنهما ، أسلم بمكة قديماً ، ويُقال سادس من أسلم ، وسبب إسلامه أنَّ النبي r مرَّ به وهو يرعى غنماً لعقبة ابن أبي مُعيط ؛ فقال له : يا غلام هل عندك من لبن تسقينا ؟ قال : نعم ؛ ولكني مؤتمن . قال r : هل عندك جذعة لم يَنْزُ عليها الفحل ؟ قال : نعم ، فأتاه بها ، فمسح النبي r ضرعها ودعا فامتلأ ضرعها باللبن فحلب في إناء أتاه به أبو بكر الصديق t وشرب وسقى أبا بكر t ثم قال للضرع : اُقْلُصْ ، فقلَص ، أي رجع كما لا لبن فيه ، فلما رأى ذلك أسلم t ، وهو أول من جهر بالقرآن الكريم عند الكعبة بعد النبي r ، وكان t صاحب سرِّ النبي r ولذا كان اسمه ( صاحب السواد ) وصاحب نعلي النبي r ووسادته ومطهرته ، وكان له الحق بأن يطرق باب الرسولr في أي وقت من الليل أو النهار ، وروي له ( 848 ) حديثاً،توفي t بالمدينة سنة (32هـ) في أواخر خلافة عثمان t عن بضع وستين سنة،ودُفن بالبقيع[195].
مفردات الحديث: المصدوق[196] : فيما أوحي إليه، لأن الملك جبريل يأتيه بالصدق، والله سبحانه وتعالى يصدقه فيما وعده به. وهو المصدَّق r ، وقال الراوي هذا لأن الحديث يشتمل على أمور غيبية .
يُجمع : يُضَم ويُحفظ، وقيل : يُقَدَّر ويُجمع. وكان متفرقاً فجمعه الله .
في بطن أمه : في رحمها. نطفة: أصل النطفة الماء الصافي، المراد هنا: منياً.
علقة: قطعة دم لم تيبس، سميت " علقة ". بكتب رزقه[197] : وهذا يُسمى التقدير العُمْرِيِّ ، وهذا التقدير يقبل التغيير وأما اللوح المحفوظ فلا يقبل التغيير وغيره يَقبل التغيير ، قال تعالى : { يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب }[198] ، قال ابن عباس t : { يمحو الله ما يشاء ويثبت } يعني فيما في صحف الملائكة ، { وعنده أم الكتاب } عنده اللوح المحفوظ لا يتغير ولا يتبدل ، ولهذا كان عمر t يقول في دعائه : اللهم إن كنت كتبتني شقياً فاكتبني سعيداً ، ويعني بذلك ما كان في صحف الملائكة .
فيسبق عليه الكتاب : الذي سبق في علم الله تعالى. فوالله الذي لا إله غيره ... إلخ : قيل مدرجة من كلام ابن مسعود t .
المعنى العام : 1- أطوار الجنين في الرحم: يدل هذا الحديث على أن الجنين يتقلب في مئة وعشرين يوماً في ثلاثة أطوار، في كل أربعين يوماً منها يكون في طور؛ فيكون في الأربعين الأولى نطفة، ثم في الأربعين الثانية علقة، ثم في الأربعين الثالثة مضغة، ثم بعد المئة وعشرين يوماً ينفخ فيه الملك الروح، ويكتب له هذه الكلمات الأربعة .
والحكمة في خلق الله تعالى للإنسان بهذا الترتيب ووفق هذا التطور والتدرج من حال إلى حال، مع قدرته سبحانه وتعالى على إيجاده كاملاً في أسرع لحظة : هي انتظام خلق الإنسان مع خلق كون الله الفسيح وفق أسباب ومسببات ومقدمات ونتائج، وهذا أبلغ في تبيان قدرة الله.. كما نلحظ في هذا التدرج تعليم الله تعالى لعباده التأني في أمورهم والبعد عن التسرع والعجلة ، وفيه إعلام الإنسان بأن حصول الكمال المعنوي له إنما يكون بطريق التدريج نظير حصول الكمال الظاهر له بتدرجه في مراتب الخلق وانتقاله من طور إلى طور إلى أن يبلغ أشده ، فكذلك ينبغي له في مراتب السلوك أن يكون على نظير هذا المنوال.
2- نفخ الروح: اتفق العلماء على أن نفخ الروح في الجنين يكون بعد مضي مئة وعشرين يوماً على الاجتماع بين الزوجين، وذلك تمام أربعة أشهر ودخوله في الخامس، وهذا موجود بالمشاهدة وعليه يُعوَّل فيما يُحتاج إليه من الأحكام من الاستلحاق[199]ووجوب النفقات، وذلك للثقة بحركة الجنين في الرحم، ومن هنا كانت الحكمة في أن المرأة المتوفى عنها زوجها تعتد أربعة أشهر وعشرة أيام؛ لتحقق براءة الرحم ببلوغ هذه المدة دون ظهور أثر الحمل.[200]
والروح: ما يحيا به الإنسان، وهو من أمر الله تعالى، كما أخبر في كتابه العزيز : {وَيَسْأَلُونَكَ عَنْ الرُّوحِ قُلْ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ مِنْ الْعِلْمِ إِلا قَلِيلا} [201] .
3- تحريم إسقاط الجنين: اتفق العلماء على تحريم إسقاط الجنين بعد نفخ الروح فيه؛ واعتبروا ذلك جريمة لا يحل للمسلم أن يفعله، لأنه جناية على حيٍّ متكامل الخلق ظاهر الحياة ، وإذا سقط فإنه يُغسَّل ويُكفَّن ويُصلَّى عليه كما لو كان ذلك بعد تمام تسعة أشهر . وإما إسقاط الجنين قبل نفخ الروح فيه فحرام أيضاً ، وإلى ذلك ذهب أغلب الفقهاء ، " وقد رخَّصَ طائفة من الفقهاء للمرأة في إسقاط ما في بطنها ما لم ينفخ فيه الروح وجعلوه كالعزل[202] ، ولو سقط قبل تمام أربعة أشهر فإنه لا يُغسل ولا يُكفَّن ولا يُصلَّى عليه ، لأنه لم يكن إنساناً بعد . 4 ـ [ قوله ( ويؤمر بكتب أربع كلمات ... ) هذه الكتابة تسمى التقدير العمري .
وأقسام التقدير أربع :
الأول : التقدير العام لجميع الأشياء في اللوح المحفوظ ، قال تعالى : { ألم تعلم أن الله يعلم ما في السماء والأرض إن ذلك في كتاب إن ذلك على الله يسير }[203]، وقال تعالى : { إنا كل شيء خلقناه بقـــدر}[204].وقال e : ( كتب مقادير السموات والأرض قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة) رواه مسلم.[205]
الثاني : التقدير العمري .كما في حديث الباب .
( وهذا التقدير يختلف عن التقدير الذي في اللوح المحفوظ بأن التقدير العمري يقبل التغيير والمحو ، وأما الذي في اللوح المحفوظ فإنه لا يقبل التغيير ، بمعنى أن ما كتبه الله في اللوح المحفوظ لا يقبل المحو ولا التغيير ) . قال تعالى : { يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب }[206] .
قال الشيخ السعدي رحمه الله : ” { يمحو الله ما يشاء ويثبت } يمحو الله ما يشاء من الأقدار ويثبت ما يشاء منها ، وهذا المحو والتغيير في غير ما سبق به علمه ، وكتبه قلمه ، فإن هذا لا يقع فيه تبديل ولا تغيير ، لأن ذلك محال على الله أن يقع في علمه نقص أو خلل ، ولهذا قال : { وعنده أم الكتاب } أي اللوح المحفوظ الذي ترجع إليه سائر الأشياء ، فهو أصلها ، وهي فروع وشعب ، فالتغيير والتبديل يقع في الفروع والشعب كأعمال اليوم والليلة التي تكتبها الملائكة ويجعل الله لثبوتها أسباباً ولمحوها أسباباً لا تتعدى تلك الأسباب ما رسم في اللوح المحفوظ “ .[207]
ولهذا كان عمر t يقول : ( اللهم إن كنت كتبتني شقياً فامحني واكتبني سعيداً فإنك تمحو ما تشاء وتثبت )[208]، وهذا يعني به الكتابة في صحف الملائكة لا الذي في اللوح المحفوظ .
الثالث: التقدير السنوي وذلك يكون في ليلة القدر، كما قال تعالى : { فيها يفرق كل أمر حكيم}[209].
الرابع : التقدير اليومي ، ويدل عليه قوله تعالى : { كل يوم هو في شأن }[210] .][211] . 5- إن الله تعالى يعلم أحوال الخلق قبل أن يخلقهم، فما يكون منهم شيء من إيمان وطاعة أو كفر ومعصية، وسعادة وشقاوة؛ إلا بعلم الله وإرادته، وقد تكاثرت النصوص بذكر الكتاب السابق؛ ففي البخاري[212] عن علي بن أبي طالب t ، عن النبي r قال: " ما مِنْكُمْ من أَحَدٍ ما من نَفْسٍ مَنْفُوسَةٍ إلا كُتِبَ مَكَانُهَا من الْجَنَّةِ وَالنَّارِ وَإِلا قد كُتِبَ شَقِيَّةً أو سَعِيدَةً ، فقال رَجُلٌ : يا رَسُولَ اللَّهِ أَفَلا نَتَّكِلُ على كِتَابِنَا وَنَدَعُ الْعَمَلَ فَمَنْ كان مِنَّا من أَهْلِ السَّعَادَةِ فَسَيَصِيرُ إلى عَمَلِ أَهْلِ السَّعَادَةِ وَأَمَّا من كان مِنَّا من أَهْلِ الشَّقَاوَةِ فَسَيَصِيرُ إلى عَمَلِ أَهْلِ الشَّقَاوَةِ ، قال : أَمَّا أَهْلُ السَّعَادَةِ فَيُيَسَّرُونَ لِعَمَلِ السَّعَادَةِ وَأَمَّا أَهْلُ الشَّقَاوَةِ فَيُيَسَّرُونَ لِعَمَلِ الشَّقَاوَةِ ثُمَّ قَرَأَ : {فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى * وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى}[213].
وعلى ذلك فإن عِلْمَ الله لا يَرفع عن العبد الاختيار والقصد؛ لأن العلم صفة غير مؤثرة بل هو صفة كاشفه، وقد أمر الله تعالى الخلق بالإيمان والطاعة، ونهاهم عن الكفر والمعصية، وذلك برهان على أن للعبد اختياراً وقصداً إلى ما يريد، وإلا كان أمر الله تعالى ونهيه عبثاً، وذلك محال، قال الله تعالى : {وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا * فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا * قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا * وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا}[214].
6- الاحتجاج بالقدر: لقد أمرنا الله تعالى بالإيمان به وطاعته، ونهانا عن الكفر به سبحانه وتعالى ومعصيته، وذلك ما كلفنا به، وما قدره الله لنا أو علينا مجهول لا علم لنا به ولسنا مسؤولين عنه، فلا يحتج صاحب الضلالة والكفر والفسق بقدر الله وكتابته وإرادته قبل وقوع ذلك منه قال الله تعالى : {وَقُلْ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ}[215].
أما بعد وقوع المقدور فيكون الاحتجاج بالقدر مأذوناً به، لما يجد المؤمن من راحة عند خضوعه لقضاء الله تعالى، وقضاء الله تعالى للمؤمن يجري بالخير في صورتي السراء والضراء. قال ابن رجب رحمه الله : وإن خاتمة السوء تكون بسبب دسيسة باطنة للعبد لا يطلع عليها الناس إما من جهة عمل سييء ونحو ذلك فتلك الخصلة الخفية توجب سوء الخاتمة عند الموت ، وكذلك قد يعمل الرجل عمل أهل النار وفي باطنه خصلة خفية من خصال الخير فتغلب عليه تلك الخصلة في آخر عمره فتوجب له حسن الخاتمة.[216]
وهذا يوضح رواية ثانية للحديث : " إن أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنة فيما يبدو للناس … وإن أحدكم ليعمل بعمل أهل النار فيما يبدو للناس … " متفق عليه.[217]
فوائد الحديث : 1 ـ أن للأرحام مَلَكَاً موكلاً بها[218] . 2 ـ أنَّ الجنين قبل أربعة أشهر لا يُحكم بأنه إنسان حيٌ ، وبناءً على ذلك لو سقط قبل تمام أربعة أشهر فإنه لا يُغسَّل ولا يُكفَّن ولا يُصلَّى عليه ، لأنه لم يكن إنساناً بعد ، بخلاف ما لو سقط بعد أربعة أشهر وبعد نفخ الروح فيه[219] ، وهذا ما ذهب إليه الإمام أحمد ، وحُكى ذلك عن سعيد بن المسيَّب ، كما هو أحد قولي الشافعي وإسحاق[220] .
3 ـ يُقدَّر على الإنسان الشقاوة أو السعادة قبل الولادة[221] ، ولا يعلمها أحد إلا الله عز وجل[222] .
4 ـ الحث على القناعة[223] ، التوكل على الله ، وعدم الخوف من الفقر ، لأن الرزق مكتوب .[224] 5 ـ يجب على الإنسان أن يكون على خوف ورهبة[225] .
6ـ الحث على العلم الصالح والإكثار منه ، لأن الإنسان لا يدري متى يأتيه الموت .
قال تعالى : { وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السموات والأرض }[226] ، وقال تعالى: {سابقوا إلى مغفرة من ربكم } .[227]
7 ـ لا يجوز للإنسان أن يقطع من دخول الجنة أو النار[228] .
8 ـ الأعمال بالخواتيم[229]، والحث على الاستعاذة من سؤ الخاتمة[230] ، وقد كان السلف رحمهم الله يخافون من سوء الخاتمة.
كان مالك بن دينار ، يقوم طول ليله قابضاً على لحيته ، ويقول : يا رب ، قد علمت ساكن الجنة من ساكن النار ، ففي أي الدارين منزل مالك .[231]
وبكى بعض الصحابة عند موته ، فسئل عن ذلك فقال : سمعت رسول الله e يقول : ( إن الله تعالى قبض خلقه قبضتين فقال : هؤلاء في الجنة ، وهؤلاء في النار ) ولا أدري في أي القبضتين كنت .[232] 9 ـ أنَّ الأعمال سبب دخول الجنة أو النار[233] . 10 ـ يستحب الحلف لتأكيد الأمر في النفوس[234] . 11 ـ التنبيه على صدق البعث بعد الموت فالقادر على خلق الإنسان من عدم قادر على بعثه . 12 ـ وجوب الإيمان بالقضاء والقدر ، لقوله r : ” ويؤمر بكتب أربع كلمات: بكتب رزقه ..“ ؛ فكل شيء مكتوب ومفروغ منه .
[ والإيمان بالقضاء والقدر يتضمن أربع مراتب :
أولاً : العلم : أن تعلم أن الله يعلم كل شيء ، قال تعالى : ] إن الله كان عليماً حكيماً [ [235].
ثانياً : الكتابة : أن الله كتب في اللوح المحفوظ مقادير كل شيء ، قال تعالى : ] إن ذلك في كتاب إن ذلك على الله يسير }[236] ، وقال e : ” كَتَبَ الله مَقَادِيرَ الْخَلائِقِ قبل أَنْ يَخْلُقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ بِخَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ قال وَعَرْشُهُ على الْمَاءِ “ .رواه مسلم[237]
ثالثاً : الإرادة : فلا يكون شيء في السموات والأرض إلا بإرادته ، قال تعالى : ] إنا كل شيء خلقناه بقدر[ [238].
رابعاً: الخلق : أن كل شيء في السموات والأرض مخلوق لله ، قال تعالى : ] وخلق كل شيء فقدره تقديراً[[239] .] [240].
13 ـ [ أن الناس ينقسمون إلى قسمين لا ثالث لهما : شقي ، أو سعيد ، قال تعالى : ] فريق في الجنة وفريق في السعير }[241] ، وقال تعالى : ] فأما الذين شقوا ففي النار لهم فيها زفير وشهيق ... [[242] ، وقال سبحانه : ] وأما الذين سعدوا ففي الجنة خالدين فيها ... [[243] .] [244] 14ـ [ قرب الجنة والنار من العبد ، قال e : ( الْجَنَّةُ أَقْرَبُ إلى أَحَدِكُمْ من شِرَاكِ نَعْلِهِ وَالنَّارُ مِثْلُ ذلك ) [245]].[246]
الحديث الخامس:
إبطالُ المنْكرات وَ البِدَع
ترجمة الراوي ، أهمية الحديث ، مفردات الحديث ، المعنى العام 1-الإسلام اتّباع لا ابتداع 2-الأعمال المردودة 3-الأعمال المقبولة ، ما يستفاد من الحديث
عن أُمِّ المُؤمِنينَ أُمِّ عَبْدِ الله عائِشَةَ رَضي اللهُ عنها قالَتْ: قالَ رسُولُ الله r: " مَنْ أَحْدَثَ في أَمْرِنا هذا ما لَيْسَ منهُ فَهُوَ رَدٌّ ". رَواهُ البُخارِيُّ ومُسْلمٌ .[247] وفي رِوايَةٍ لمُسْلمٍ ": مَنْ عَمِلَ عَمَلاً لَيْسَ عليه أَمْرُنا فَهُوَ رَدٌّ ".[248]
ترجمة الراوي :
هي الصدِّيقة بنت الصدِّيق رضي الله عنها ، ولدت بعد البعثة بأربع سنين ، وكُنيت بأم المؤمنين لأنها من أزواج النبي r ، عقد عليها قبل الهجرة ، وكانت من أحب نسائه إليه بعد خديجة رضي الله عنها ، ولم يتزوج النبي r منهنَّ بكراً غير عائشة رضي الله عنها ، وكانت رضي الله عنها كثيرة الصيام وصاحبة كرم وزهد وفقه وعلم وحفظ وفصاحة ، قال أبو موسى الأشعري t : ( ما أَشْكَلَ عَلَيْنَا أَصْحَابَ رسول اللَّهِ r حَدِيثٌ قَطُّ فَسَأَلْنَا عَائِشَةَ إلا وَجَدْنَا عِنْدَهَا منه عِلْمًا )[249] ، وعَنِ الزُّهْرِيِّ أَنَّ النبي r قال : " لو جُمِعَ عِلم نِسَاءِ هذه الأُمَّةِ فِيهِنَّ أَزْوَاجُ النبي r كان عَلِمُ عَائِشَةَ أَكْثَرَ من عِلْمِهِنَّ )[250] ، قُبض عنها الرسول r وهي بنت ثمان عشرة سنة ، حفظت القرآن في حياة النبي r ، رُوي لها ( 2210 ) حديثاً ، ماتت سنة ثمان وخمسين في شهر رمضان لسبع عشرة ليلة خلت منه ، وعمرها ( 66 ) سنة ، ودُفنت بالبقيع رضي الله عنها[251] .
أهمية الحديث : هذا الحديث أصل في ردِّ البدع ، قال الحافظ ابن حجر رحمه الله : وهذا الحديث معدود من أصول الإسلام وقاعدة من قواعده ، فإن معناه من اخترع في الدين ما لا يشهد له أصل من أصوله فلا يلتفت إليه ، قال النووي : هذا الحديث مما ينبغي أن يُعتنى بحفظه واستعماله في إبطال المنكرات وإشاعة الاستدلال به كذلك ، وقال الطوخي : هذا الحديث يصلح أن يسمى نصف أدلة الشرع .[252]
مفردات الحديث:
من أحدث : أنشأ واخترع من قِبَل نفسه وهواه. وهذا يشمل كل ما لم يوافق الشريعة .
في أمرنا : في ديننا وشرعنا الذي ارتضاه الله لنا، كما قال تعالى : { فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم }[253] . ما ليس منه : في رواية : ( فيه ) .[254] فهو رَدٌّ : مردود على فاعله لبطلانه وعدم الاعتداد به.
المعنى العام: الإسلام اتباع لا ابتداع : والرسول الكريم صلوات الله وسلامه عليه حفظ الإسلام من غلو المتطرفين وتحريف المبطلين بهذا الحديث الذي يعتبر من جوامع الكلم، وهو مستمد من آيات كثيرة في كتاب الله عز وجل، نصَّت على أن الفلاح والنجاة في اتباع هدى رسول الله r دون تزيُّدٍ أو تَنَطُّعٍ، كقوله تعالى : {قلْ إنْ كُنْتم تحِبُّونَ اللهَ فاتّبعُوني يُحببْكُم الله}[255] .
وروى مسلم في صحيحه أن رسول الله r كان يقول في خطبته : " أَمَّا بَعْدُ فإن خَيْرَ الحديث كِتَابُ اللَّهِ وَخَيْرُ الْهُدَى هُدَى مُحَمَّدٍ وَشَرُّ الأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا وَكُلُّ بِدْعَةٍ ضَلالَةٌ " .[256]
الأعمال المردودة : والحديث نص صريح في رد كل عمل ليس عليه أمر الشارع؛ ومنطوقه يدل على تقييد الأعمال بأحكام الشريعة، واحتكامها كأفعال للمكلفين بما ورد في كتاب الله أو سنة رسوله r من أوامر ونواهٍ، والضلال كل الضلال أن تخرج الأعمال عن نطاق أحكام الشريعة فلا تتقيد بها، وأن تصبح الأعمال حاكمة على الشريعة لا محكومةً لها، ومن واجب كل مسلم حينئذ أن يحكم عليها بأنها أعمال باطلة ومردودة، ولهذا قال الإمام الشاطبي في تعريف البدعة : هي طريقة في الدين مخترعة تضاهي الشرعية يقصد بالسلوك عليها ما يقصد بالطريقة الشرعية .[257]
وهي قسمان: عبادات ومعاملات :
أ- أما العبادات: فما كان منها خارجاً عن حكم الله ورسوله بالكلية فهو مردود على صاحبه ، ومثال ذلك أن يتقرب إلى الله تعالى بسماع الأغاني، أو بالرقص، أو بالنظر إلى وجوه النساء.
ب- وأما المعاملات : كالعقود والفسوخ، فما كان منافياً للشرع بالكلية فهو باطل ومردود، دليل ذلك ما حدث في عهد النبي r، فقد جاءه سائل يريد أن يغير حد الزنى المعهود إلى فداء من المال والمتاع، فرد عليه النبي r في الحال وأبطل ما جاء به، روى البخاري ومسلم أن رسول الله r جاءه سائل فقال: " إن ابني كان عسيفاً (أجيراً) على فلان فزنى بامرأته، فافتديت منه بمائة شاة وخادم ؟ فقال النبي r: المئة الشاة والخادم ردٌّ عليك، وعلى ابنك جلد مئة وتغريب عام".[258]
الأعمال المقبولة: وهناك أعمال وأمور مستحدثة، لا تنافي أحكام الشريعة، بل يوجد في أدلة الشرع وقواعده ما يؤيدها، فهذه لا ترد على فاعلها بل هي مقبولة ومحمودة، وقد فعل الصحابة رضوان الله عليهم كثيراً من ذلك واستجازوه، وأجمعوا على قبوله، وأوضح مثال على ذلك جمع القرآن في عهد أبي بكر الصديق t في مصحف واحد، وكتابة نسخ منه وإرسالها إلى الأمصار مع القراء في عهد عثمان بن عفان t .
إن بعض الأعمال المستحدثة المخالفة لشرع الله هي بدع سيئة وضالة، وبعض الأعمال المستحدثة لا تخالف الشرع، بل هي موافقة له مقبولة فيه، فهذه أعمال مقبولة ومحمودة، ومنها ما هو مندوب، ومنها ما هو فرض كفاية، ومن هنا قال الشافعي رحمه الله تعالى: " ما أُحدِثَ وخالف كتاباً أو سنةً أو إجماعاً أو أثراً فهو البدعةُ الضالةُ، وما أُحْدِثَ من الخير ولم يخالف شيئاً من ذلك فهو البدعةُ المحمودةُ ".[259]
يفيد الحديث: 1 ـ أن من ابتدع في الدين بدعة لا توافق الشرع فإثمها عليه، وعمله مردود عليه، وأنه يستحق الوعيد.
2 ـ أن من عمل عملاً ولو كان أصله مشروعاً ، ولكن عمله على غير الوجه الذي أُمر به فإنه يكون مردوداً بناءً على الرواية الثانية في مسلم ، وعلى هذا فمن باع بيعاً محرماً فبيعه باطل ، ومن صلى صلاة تطوع لغير سبب في وقت النهي فصلاته باطلة ، ومن صام يوم العيد فصومه باطل ، وهلمَّ جرَّا ، لأن هذه كلها ليس عليها أمر الله ورسوله r ، فتكون باطلة مردودة[260] .
3 ـ وفيه أن النهي يقتضي الفساد[261]. وأن الدين الإسلامي كامل لا نقص فيه[262].
4ـ تحريم إحداث شيء في دين الله ولو عن حسن نية .[263] 5ـ خطر البدع والإحداث في الدين ، لأن البدع تستلزم أن الشريعة غير كاملة ، وأنها لم تَتِم والعياذ بالله ، وهذا تكذيب للقرآن ، قال تعالى : { اليوم أكملت لكم دينكم ... }[264] فهذه الآية الكريمة تدل على تمام الشريعة وكمالها ، وكفايتها لكل ما يحتاجه الخلق ، قال ابن كثير [265]: ” هذه أكبر نعم الله تعالى على هذه الأمة حيث أكمل تعالى لهم دينهم فلا يحتاجون إلى دينٍ غيره ولا إلى نبيٍ غير نبيهم صلوات الله وسلامه عليه ، ولهذا جعله الله تعالى خاتم الأنبياء وبعثه إلى الإنس والجن فلا حلال إلا ما أحله ولا حرام إلا ما حرَّمه ولا دينَ إلا ما شرعه وكل شيء أخبر به فهو حق وصدق لا كذب فيه ولا خُلْف “. [266]
6 ـ كل بدعة لا تستند إلى دليل شرعي تُرَدُّ في وجه صاحبها[267] .
7 ـ وجوب معرفته البدع للتحذير منها والتنفير .
قال الشاعر [268]:
عرفت الشر لا للشر لكن لتـوقيـه
فمن لا يعرف الشر من الناس يقع فيه . [269]
8 ـ التحذير من البدع المذمومة شرعاً[270] ، و أن البدع أحب إلى إبليس من المعصية .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية : ” إن أهل البدع شر من أهل المعاصي الشهوانية بالسنة والإجماع “ .[271]
9 ـ الحث على الاهتمام بالدين[272] .
10 ـ كمال الدين[273]، وأن ديننا كامل فلا يحتاج إلى من يكمله ، قال تعالى : { اليوم أكملت لكم دينكم ... }[274] ، وعن أبي ذر t قال : تَرَكْنَا رَسُولَ اللَّهِ r وما طَائِرٌ يُقَلِّبُ جَنَاحَيْهِ في الْهَوَاءِ إِلا وهو يُذَكِّرُنَا منه عِلْمًا ، قال : فقال r : " ما بَقِيَ شَيْءٌ يُقَرِّبُ مِنَ الْجَنَّةِ ويُبَاعِدُ مِنَ النَّارِ إِلا وقد بُيِّنَ لَكُمْ " رواه الطبراني[275]، قال ابن الماجشون [276]: ” سمعت مالكاً يقول : من ابتدع في الإسلام بدعة يراها حسنة ، فقد زعم أن محمداً e خان الرسالة ، لأن الله يقول : { اليوم أكملت لكم دينكم }[277]، فما لم يكن يؤمئذ ديناً ، فلا يكون اليوم ديناً “ [278].
11 ـ يجب على طالب العلم التريث ، وعدم التسرع بالحكم على العمل بالرد وعدم القبول استدلالاً بهذا الحديث ، ويجب عليه أن يَطَّلِعَ على أقوال العلماء في القضية ، ويعي الضوابط والأصول التي من خلالها يُحكم على العمل بالرد وعدم القبول[279] .
12 ـ فيه دليل على اعتبار ما المسلمون عليه إما من جهة الأمر الشرعي أو من جهة العادة المستقرة لشمول قوله r : " ليس عليه أمرنا " ذلك .[280]
الحديث السادس:
الحَلالُ والحَرَام
ترجمة الراوي ، منزلة الحديث ، مفردات الحديث ، المعنى العام 1-الحلال بيِّن والحرام بيِّن 2-لكل ملك حمى 3-صلاح القلب ، ما يفيد الحديث
عَنْ أبي عَبْدِ اللهِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُما قَالَ : سمعتُ رَسُولَ اللهِ r يَقُولُ: " إن الْحَلالَ بَيِّنٌ وَإنَّ الْحَرَامَ بَيِّنٌ وَبَيْنَهُما أمور مُشْتَبِهَاتٌ لا يَعْلَمُهُنَّ كَثيِرٌ مِنَ الناسِ، فَمَنِ اتَّقَى الشُّبُهَاتِ اسْتَبْرَأَ لِدِينِهِ وَعِرْضِهِ، وَمَنْ وَقَعَ في الشَّبُهاتِ وَقَعَ في الْحَرَامِ، كالرَّاعِي يَرْعَى حَوْلَ الْحِمَى يُوشِك أَنْ يَرْتَعَ فِيهِ، أَلا وَإنَّ لِكُلِّ مَلِكٍ حِمىً أَلا وَإنَّ حِمَى الله مَحَارِمُه، أَلا وَإنَّ في الجَسَدِ مُضْغَةً إذَا صَلَحَتْ صَلَحً الْجَسَدُ كُلُّهُ وإذَا فَسَدَتْ فَسَدَ الْجَسَدُ كُلُّهُ، أَلا وَهِيَ الْقَلْب[281] " رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ.[282]
ترجمة الراوي : هو أبو عبد الله النعمان بن بشير بن ثعلبة بن سعد بن خلاس بن زيد بن مالك الأغر بن ثعلبة بن كعب بن الخزرج بن الحارث بن الخزرج الأكبر الأنصاري الخزرجي رضي الله عنهما ، وُلد قبل وفاة الرسول r بثماني سنين وسبعة أشهر [283]، وحملته أمه عمرة بنت رواحة ـ أخت عبد الله بن رواحة ـ إلى المصطفى r فطلب تمرة فمضغها ثمَّ وضعها في فمه ، وهو أول مولود للأنصار بعد قدوم النبي r المدينة ، فقد تحمل الحديث وهو صغير ، ورواه بعد بلوغه ، ووُلِّيَ إمارة الكوفة وقضاء دمشق وحمص وكان من أخطب الناس ، رُوي له ( 114 ) حديثاً ، وبعد موت يزيد بايع النعمان لابن الزبير فتنكر له أهل حمص ، فخرج هارباً فتبعه خالد بن خليّ الكلاعي فقتله سنة ( 65 هـ) وله ( 64 ) سنة[284] .
منزلة الحديث : هذا الحديث الشريف قاعدة من أعظم قواعد الدين الحنيف ، لأنه يحتوي على علوم الشريعة ، ففيه الحلال واجتناب الحرام والإمساك عن الشبهات ، وأيضاً الاهتمام بشؤون القلب[285] ، قال أبو داؤود السجستاني رحمه الله : الإسلام يدور على أربعة أحاديث ، ثمَّ ذكر منها هذا الحديث[286] .
مفردات الحديث : بَيِّن : ظاهر .
مُشْتَبِهَات : جمع مشتبه والمشتبه في اللغة : الاختلاط ، وهو المشكل ؛ لما فيه من عدم الوضوح في الحِلِّ والحرمة[287].
لا يَعْلَمُهُنَّ : لا يعلم حكمها.
كثير من الناس : أي أن بعض الناس يعلم حكمه .
اتَّقَى الشُّبُهَاتِ :ابتعد عنها، وجعل بينه وبين كل شبهة أو مشكلة وقاية .
اسْتَبْرَأَ لِدِينِهِ وَعِرْضِهِ : طلب البراءة أو حصل عليها لعرضه من الطعن ولدينه من النقص، وأشار بذلك إلى ما يتعلق بالناس وما يتعلق بالله عز وجل .
الْحِمَى: المحمي، وهو المحظور على غير مالكه .
أَنْ يَرْتَعَ فِيهِ : أن تأكل منه ماشيته وتقيم فيه .
مضغة : قطعة من اللحم قدر ما يُمضغ في الفم .
صلَحت : بفتح اللام وضمها ، والفتح أشهر ، وقيَّد بعضهم الضمَّ بالصلاح الذي صار سجيَّة[288] .
المعنى العام : الحلال بَيِّن والحرام بَيِّن، وبينهما أمور مشتبهات: معناه أن الأشياء ثلاثة أقسام : حلال واضح، لا يخفى حله، كأكل الخبز، والكلام، والمشي، وغير ذلك.. وحرام واضح؛ كالخمر والزنا ، ونحوهما.. وأما المشتبهات: فمعناه أنها ليست بواضحة الحل والحرمة، ولهذا لا يعرفها كثير من الناس، وأما العلماء فيعرفون حكمها بنص أو قياس، فإذا تردد الشيء بين الحل والحرمة ولم يكن نص ولا إجماع اجتهد فيه المجتهد، فألحقه بأحدهما بالدليل الشرعي.
ومن الورع ترك الشبهات مثل عدم معاملة إنسان في ماله شبهة أو خالط ماله الربا، أو الإكثار من مباحات تركها أولى .
أما ما يصل إلى درجة الوسوسة من تحريم الأمر البعيد فليس من المشتبهات المطلوب تركها، ومثال ذلك: ترك النكاح من نساء في بلد كبير خوفاً من أن يكون له فيها محرم، وترك استعمال ماء في فلاة، لجواز تنجسه.. فهذا ليس بورع، بل وسوسة شيطانية.
وقال الحسن البصري : ما زالت التقوى بالمتقين حتى تركوا كثيراً من الحلال مخافة الحرام .[289] وروى عن ابن عمر أنه قال : إني لأحب أن أدع بيني وبين الحرام سترة من الحلال ولا آخذ منها ، فعليكم النظر في طيب مكاسبكم والاجتهاد لأنفسكم ولا تنظروا إليها على الغش فإنكم تفضون بأعمالكم إلى من لا تخفى عليه ضمائركم فقد بان أن رأس دينكم الورع وملاك أمركم طيب المكسب فقط .[290]
لكل ملك حمى ، وإن حمى الله في أرضه محارمه : الغرض من ذكر هذا المثل هو التنبيه بالشاهد على الغائب وبالمحسوس على المجرد، فإن ملوك العرب كانت تحمي مراعي لمواشيها وتتوعد من يقربها، والخائف من عقوبة الملك يبتعد بماشيته خوف الوقوع، وغير الخائف يتقرب منها ويرعى في جوارها وجوانبها، فلا يلبث أن يقع فيها من غير اختياره، فيعاقب على ذلك.
ولله سبحانه في أرضه حمى، وهي المعاصي والمحرمات، فمن ارتكب منها شيئاً استحق عقاب الله في الدنيا والآخرة، ومن اقترب منها بالدخول في الشبهات يوشك أن يقع في المحرمات.
صلاح القلب : يتوقف صلاح الجسد على صلاح القلب ؛ لأنه أهم عضو في جسم الإنسان ، وهذا لا خلاف فيه من الناحية التشريحية والطبية ، ومن المُسَلَّم به أن القلب هو مصدر الحياة المشاهدة للإنسان ، وطالما هو سليم يضخ الدم بانتظام إلى جميع أعضاء الجسم ، فالإنسان بخير وعافية .
والمراد من الحديث صلاح القلب المعنوي ، والمقصود منه صلاح النفس من داخلها حيث لا يطلع عليها أحد إلا الله تعالى، وهي السريرة.
صلاح القلب في ستة أشياء : قراءة القرآن بالتدبر، وخلاء البطن، وقيام الليل، والتضرع عند السَّحَر، ومجالسة الصالحين. وأكل الحلال .
والقلب السليم هو عنوان الفوز عند الله عز وجل، قال تعالى: {يَوْمَ لا يَنْفَعُ مَالٌ وَلا بَنُونَ * إِلا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ}[291].
ويلزم من صلاح حركات القلب صلاح الجوارح ، فإذا كان القلب صالحاً ليس فيه إلا إرادة ما يريده الله، لم تنبعث الجوارح إلا فيما يريده الله، فسارعت إلى ما فيه رضاه وكفت عما يكره، وعما يخشى أن يكون مما يكرهه وإن لم يتيقن ذلك.
[ مسائل القلب :
أولاً : يجب دعاء الله بإصلاحه وتثبيته ، وقد كان e يدعو : يا مقلب القلوب ثبت قلبي على طاعتك .[292]، وكان قَسَمُ النبي e : لا ، ومقلب القلوب .[293]
ثانياً : التحذير من التساهل في أمر القلب ، قال e : ( إِنَّ قُلُوبَ بنى آدَمَ كُلَّهَا بين إِصْبَعَيْنِ من أَصَابِعِ الرحمن كَقَلْبٍ وَاحِدٍ يُصَرِّفُهُ حَيْثُ يَشَاءُ ) رواه مسلم .[294]
ثالثاً : لا ينفع يوم القيامة إلا القلب السليم ، قال تعالى : { يوم لا ينفع مال ولا بنون * إلا من أتى الله بقلب سليم }[295] .
القلب السليم : هو السالم من الشرك والبدعة والآفات والمكروهات، وليس فيه إلا محبة الله وخشيته.
رابعاً : استحباب الدعاء بسلامة القلب ، كان e يقول : ( اللهم ...وَأَسْأَلُكَ قَلْباً سَلِيماً .. ) رواه أحمد .[296]
خامساً : أهم سبب لحياة القلب الاستجابة لله ولرسوله ، قال تعالى : { يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم واعلموا أن الله يحول بين المرء وقلبه }[297] .
سادساً : من أسباب لين القلب ذكر الله ، قال تعالى : { ألا بذكر الله تطمئــن القلـوب }[298] .
سابعاً : ومن أسباب لين القلب العطف على المسكين ، فقد جاء رجل إلى النبي e يشكو قسوة قلبه، فقال له الرسول e : ( إن أَرَدْتَ تليين قَلْبكَ فَأَطْعِمِ الْمِسْكِينَ وَامْسَحْ رَأْسَ الْيَتِيمِ ) رواه أحمد .[299]
ثامناً : ومن أسباب رقة القلب زيارة المقابر ، قال e : ( إني كنت نَهَيْتُكُمْ عن زِيَارَةِ الْقُبُورِ فَزُورُوهَا فَإِنَّهَا تُذَكِّرُكُمُ الآخِرَةَ ) رواه أحمد .[300]
تاسعاً : التحذير من قسوة القلب ، قال تعالى : { فويل للقاسيــة قلوبهم من ذكر الله }[301] .
عاشراً : إذا صلح القلب صلح الجسد ، كما في حديث الباب .
من أقوال السلف :
قال بشر بن الحارث والفضيل بن عياض:”خصلتان تقسيان القلب:كثرة الكلام ، وكثرة الأكل“.[302]
وقال أبو جعفر المجولي : ” إذا جاع العبد صفا بدنه ورق قلبه وهطلت دمعته وأسرعت إلى الطاعة أطواره وجوارحه وعاش في الدنيا كريماً “ .[303]
قال ابن القيم : ” مفسدات القلب : كثرة الخلطة والتمني والتعلق بغير الله والشبع والمنام “ .[304]
قال إبراهيم الخوَّاص : ” دواء القلب خمسة أشياء قراءة القرآن بالتدبر وخلاء البطن وقيام الليل والتضرع عند السحر ومجالسة الصالحين “.[305] ] [306].
فوائد الحديث :
1 ـ الحث على فعل الحلال، واجتناب الحرام، وترك الشبهات[307] ، والاحتياط للدين والعرض، وعدم تعاطي الأمور الموجبة لسوء الظن والوقوع في المحظور.
2 ـ الدعوة إلى إصلاح القوة العاقلة، وإصلاح النفس من داخلها وهو إصلاح القلب.
3 ـ سد الذرائع إلى المحرمات[308] ، وتحريم الوسائل إليها.
4 ـ طلب التحرز مما يُتوهم منه[309] .
5 ـ اجتناب الصغائر لأنها تجر إلى الكبائر[310] .
6 ـ الإكثار من الشبهات يوصل إلى فعل الحرام[311] .
7 ـ يندب ضرب الأمثال لفهم المفهوم[312] .
8 ـ تعظيم القلب والاهتمام به والسعي فيما يصلحه[313] ، إذ عليه صلاح الجسد والجوارح .
9 ـ أكل الحلال ينوِّر القلب فتصلح الجوارح[314] .
10 ـ أكل الحرام يُظلم القلب فتفسد الجوارح[315] .
11 ـ التقوى ترك بعض المباحات خوفاً من الوقوع في الحرام[316] .
12 ـ حسن تعليم الرسول r بضربه للأمثال وتوضيحها[317] .
13 ـ فساد الظاهر دليل على فساد الباطن[318] .
الحديث السابع:
الدِّينُ النَّصِيحَةُ
ترجمة الراوي ، أهمية الحديث ، مفردات الحديث ، المعنى العام 1-النصيحة لله 2-النصيحة لكتاب الله 3-النصيحة لرسول الله r 4-النصيحة لأئمة المسلمين 5-النصيحة لعامة المسلمين 6-من أدب النصيحة ، ما يستفاد من الحديث
عن أبي رُقَيَّةَ تَمِيمِ بنِ أوْسٍ الدَّارِيِّ t: أَنَّ النَّبي r قالَ:"الدِّينُ النَّصِيحَةُ". قُلْنَا: لِمَنْ ؟ قالَ: "للهِ، ولِكِتَابِهِ، ولِرَسُولِهِ، ولِلأَئِمةِ المُسْلِمِينَ، وعامَّتِهِمْ" رواه مسلم.[319]
ترجمة الراوي :
هو أبو رقية تميم بن أوس بن خارجة سُود بن جَذيمة بن وداع الداري t أسلم سنة تسع من الهجرة وكان من مشاهير الصحابة وأفاضلهم ، وغزا مع رسول الله r ، وكان صاحب دين وقيام وقراءة ، وكان يختم القرآن في ركعة ، وربما يردد الآية الواحدة الليل كله حتى الصباح ، انتقل من المدينة إلى الشام بعد قتل عثمان بن عفان t ، وسكن بيت المقدس ومات سنة ( 40 هـ) ودُفن ببيت جبريل ( قرية من قرى الخليل) رُوي له ( 18 ) حديثاً[320].
أهمية الحديث : هذا الحديث من جوامع الكَلِم التي اختص الله بها رسولنا r، فهو عبارة عن كلمات موجزة اشتملت على معانٍ كثيرة وفوائد جليلة، حتى إننا نجد سائر السنن وأحكام الشريعة أصولاً وفروعاً داخلةً تحته، ولذا قال العلماء: هذا الحديث عليه مدار الإسلام. [ وقال الحافظ أبو نعيم : هذا حديث له شأن ، ذكر محمد بن أسلم الطوسي أنه أحد أرباع الدين ][321] .
مفردات الحديثَ: المراد بالدين هنا: الإسلام والإيمان والإحسان .
النصيحة[322] :كلمة يعبَّر بها عن إرادة الخير للمنصوح له.
قلنا : لمن ؟ : يعني من يستحقها ؟
أئمة المسلمين : حُكَّامهم.
عامتهم : سائر المسلمين غير الحكام.
المعنى العام: 1- النصيحة لله: وتكون بالإيمان بالله تعالى، ونفي الشريك عنه، وترك الإلحاد في صفاته، ووصفه بصفات الكمال والجلال كلها، وتنزيهه سبحانه وتعالى عن جميع النقائص، والإخلاص في عبادته، والقيام بطاعته وتَجَنُّب معصيته، والحب والبغض فيه، وموالاة من أطاعه، ومعاداة من عصاه. والتزام المسلم لهذا في أقواله وأفعاله يعود بالنفع عليه في الدنيا والآخرة، لأنه سبحانه وتعالى غني عن نصح الناصحين.
2- النصيحة لكتاب الله : وتكون بالإيمان بالكتب السماوية المنزَّلة كلها من عند الله تعالى، والإيمان بأن هذا القرآن خاتم لها وشاهد عليها . وتكون نصيحة المسلم لكتاب ربه عز وجل : أ- بقراءته وحفظه ، لأن في قراءته طهارةً للنفس وزيادة للتقوى. روى مسلم عن رسول الله r : "اقرأوا الْقُرْآنَ فإنه يَأْتِي يوم الْقِيَامَةِ شَفِيعاً لأَصْحَابِهِ ". رواه مسلم[323] ، وأما حفظ كتاب الله تعالى في الصدور، ففيه إعمار القلوب بنور خاص من عند الله .
روى أبو داود والترمذي عن رسول الله r : " يُقَالُ لِصَاحِبِ الْقُرْآنِ : اقْرَأْ وَارْتَقِ وَرَتِّلْ كما كُنْتَ تُرَتِّلُ في الدُّنْيَا فإن مَنْزِلَكَ عِنْدَ آخِرِ آيَةٍ تَقْرَؤُهَا ".[324]
ب- بترتيله وتحسين الصوت بقراءته .
ج- بتدبر معانيه، وتفهُّم آياته .
د- بتعليمه للأجيال المسلمة، روى البخاري عن رسول الله r :"خيرُكم من تعلم القرآن وعلّمه".[325]
هـ- بالتفقه والعمل، فلا خير في قراءة لا فقه فيها، ولا خير في فقه لا عمل به.
3- النصيحة لرسول الله : وتكون بتصديق رسالته والإيمان بجميع ما جاء من قرآن وسنة، كما تكون بمحبته وطاعته ، قال تعالى : {قلْ إنْ كُنتم تُحِبُّونَ الله فاتَّبعُوني يُحببْكُم اللهُ}[326] وقال : {مَنْ يُطعِ الرسولَ فقد أطاعَ اللهَ}[327].
والنصح لرسول الله r بعد موته ، يقتضي من المسلمين أن يقرؤوا سيرته r في بيوتهم، وأن يتخلقوا بأخلاقه r ويتأدبوا بآدابه r ، ويلتزموا سنته بالقول والعمل، وأن ينفوا عنها تُهَمَ الأعداء والمغرضين.
4- النصيحة لأئمة المسلمين: وأئمة المسلمين إما أن يكونوا الحكام أو من ينوب عنهم، وإما أن يكونوا العلماء والمصلحين.
فأمَّا حُكَّامُ المسلمين فيجب أن يكونوا من المسلمين، حتى تجب طاعتهم، قال تعالى : {أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنْكُمْ}[328] ، ونصيحتنا لهم أن نحب صلاحهم ورشدهم وعدلهم، لا أن نحبهم لأشخاصهم، ونصيحتنا لهم أن نعينهم على الحق ونطيعهم فيه ونُذَكِّرهم به، وننبههم برفقٍ وحكمةٍ ولُطف، فإنه لا خير في أمة لا تنصح لحاكمها، ولا تقول للظالم : أنت ظالم، ولا خير في حاكم يستذل شعبه ويكمُّ أفواه الناصحين، ويصمُّ أذنيه عن سماع كلمة الحق .
وأما العلماء المصلحون، فإن مسؤوليتهم في النصح لكتاب الله وسنة رسوله كبيرة، وتقتضي رد الأهواء المضلة، ومسؤوليتهم في نصح الحكام ودعوتهم إلى الحكم بكتاب الله وسنة رسوله أكبر وأعظم، وسيحاسبهم الله إن هم أغرَوا الحاكم بالتمادي في ظلمه وغيه بمديحهم الكاذب، وجعلوا من أنفسهم أبواقاً للحكام ومطية لهم، ونُصْحُنَا لهم أن نُذَكِّرَهُم بهذه المسؤولية الملقاة على عاتقهم.
[ وجوب السمع والطاعة لولي الأمر ما لم يأمر بمعصية ، وهذا واجب بالكتاب والسنة والإجماع :
قال تعالى : { يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم }[329]، وقال e : (من أَطَاعَنِي فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ وَمَنْ عَصَانِي فَقَدْ عَصَى اللَّهَ وَمَنْ أَطَاعَ أَمِيرِي فَقَدْ أَطَاعَنِي وَمَنْ عَصَى أَمِيرِي فَقَدْ عَصَانِي ) رواه البخاري[330] ، وعن أبي ذر t قال : ( إِنَّ خَلِيلِي أَوْصَانِي أَنْ أَسْمَعَ وَأُطِيعَ وَإِنْ كان عَبْدًا مُجَدَّعَ الأَطْرَافِ ) رواه مسلم[331] ، وفي صحيح البخاري قال e : ( السَّمْعُ وَالطَّاعَةُ على الْمَرْءِ الْمُسْلِمِ فِيمَا أَحَبَّ وَكَرِهَ ما لم يُؤْمَرْ بِمَعْصِيَةٍ فإذا أُمِرَ بِمَعْصِيَةٍ فلا سَمْعَ ولا طَاعَةَ )[332] ، وقال e : ( من رَأَى من أَمِيرِهِ شيئا يَكْرَهُهُ فَلْيَصْبِرْ عليه فإنه من فَارَقَ الْجَمَاعَةَ شِبْرًا فَمَاتَ إلا مَاتَ مِيتَةً جَاهِلِيَّةً ) .[333]
قال شارح الطحاوية : أما لزوم طاعتهم وإن جاروا ، فلأنه يترتب على الخروج عن طاعتهم من المفاسد أضعاف ما يحصل من جورهم ، بل في الصبر على جورهم تكفير السيئات ، ومضاعفة الأجور ، فإن الله تعالى ما سلطهم علينا إلا لفساد أعمالنا ، والجزاء من جنس العمل فعلينا الاجتهاد في الاستغفار والتوبة وإصلاح العمل .[334]
وقال ابن رجب رحمه الله[335] : ” وأما السمع والطاعة لولاة أمور المسلمين ، ففيها سعادة الدنيا ، وبها تنتظم مصالح العباد في معاشهم ، وبها يستعينون على إظهار دينهم وطاعة ربهم “ .] [336] . 5- النصيحة لعامة المسلمين : وذلك بإرشادهم لمصالحهم في أمر آخرتهم ودنياهم، ومما يؤسف له أن المسلمين قد تهاونوا في القيام بحق نصح بعضهم بعضاً وخاصة فيما يقدمونه لآخرتهم ، وقَصَرُوا جُلَّ اهتماماتهم على مصالح الدنيا وزخارفها .. ويجب أن لا تقتصر النصيحة على القول، بل يجب أن تتعدى ذلك إلى العمل. 6- أعظم أنواع النصيحة: ومن أعظم أنواع النصح بين المسلمين : أن ينصح لمن استشاره في أمره، قال النبي r: "إذا استنصح أحدكم أخاه فلينصح له" [337]، ومن أعظم أنواعه أن ينصح أخاه في غيبته، وذلك بنصرته والدفاع عنه، لأن النصح في الغيب يدل على صدق الناصح ، قال r : " لِلْمُؤْمِنِ على الْمُؤْمِنِ سِتُّ خِصَالٍ يَعُودُهُ إذا مَرِضَ وَيَشْهَدُهُ إذا مَاتَ وَيُجِيبُهُ إذا دَعَاهُ وَيُسَلِّمُ عليه إذا لَقِيَهُ وَيُشَمِّتُهُ إذا عَطَسَ وَيَنْصَحُ له إذا غَابَ أو شَهِدَ ".[338]
وقال الفُضَيْل بن عِيَاض : لم يدرك عندنا من أدرك بكثرة صيام ولا صلاة ، وإنما أدرك عندنا بسخاء الأنفس وسلامة الصدور والنصح للأمة .[339]
7 ـ أدب النصيحة : وإن من أدب النصح في الإسلام أن ينصح المسلم أخاه المسلم ويعظه سراً، وقال الفضيل بن عياض: المؤمن يستر وينصح، والفاجر يَهْتِك ويُعَيِّر .[340] 8 ـ [ وللنصيحة فضائل :
أولاً : أنها مهمة الرسل ، قال تعالى إخباراً عن نوح e : { أبلغكم رسالات ربي وأنصح لكم}[341].
ثانياً : أن منزلتها عظيمة ، كما في حديث الباب .
ثالثاً : أنها من علامات كمال الإيمان ، كما قال e : ( لا يُؤْمِنُ أحدكم حتى يُحِبَّ لأَخِيهِ ما يُحِبُّ لِنَفْسِهِ).[342]
رابعاً : أنها من حقوق المسلم على أخيه المسلم ، قال e : ( للمؤمن على المؤمن ست خصال : ... وينصح له إذا غاب أو شهد ) [343]] [344].
9 ـ [ ينبغي أن تسود النصيحة بين المسلمين ، فإنها من أعظم مكملات الإيمان .
سئل ابن المبارك : أي الأعمال أفضل ؟ قال : النصح لله .[345]
قال أبو بكر المزني : " ما فاق أبو بكر أصحاب رسول الله بصوم ولا بصلاة ، ولكن بشيء كان في قلبه"[346] ، قال ابن علية : الذي كان في قلبه الحب لله عز وجل والنصيحة في خلقه “ .[347]
وقال أبو الدرداء : ” إن شئتم لأنصحن لكم : إن أحب عباد الله إلى الله ، الذين يحبّبون الله تعالى إلى عباده ويعملون في الأرض نصحاً “ .[348]
وفي منثور الحِكَمِ : ودَّك من نصحك ، وقلاك من مشى في هواك .[349]
واعلم أن من نصحك فقد أحبك ومن داهنك فقد غشك ومن لم يقبل نصيحتك فليس بأخ لك .[350]
وقال شيخ الإسلام ابن قدامة المقدسي : فإن المؤمن للمؤمن كاليدين تغسل إحداهما الأخرى وقد لا ينقلع الوسخ إلا بنوع من الخشونة لكن ذلك يوجب من النظافة والنعومة ما نحمد معه ذلك التخشين.[351]][352].
10 ـ [ لقد طبق الصحابة رضوان الله عليهم هذا الحديث وعملوا به .
ذكر النووي في شرح مسلم : ” أن جريراً أمر مولاه أن يشتري له فرساً ، فاشترى له فرساً بثلاثمائة درهم وجاء به وبصاحبه لينقده الثمن ، فقال جرير لصاحب الفرس : فرسك خير من ثلاثمائة درهم ، أتبيعه بأربعمائة درهم ؟ قال : ذلك إليك يا أبا عبد الله . فقال : فرسك خير من ذلك أتبيعه بخمسمائة درهم ؟ ثم لم يزل يزيد مائة فمائة وصاحبه يرضى وجرير يقول : فرسك خير إلى أن بلغ ثمانمائة درهم فاشتراه بها . فقيل له بذلك فقال : إني بايعت رسول الله e على النصح لكل مسلم “ .[353]
هكذا يفعل صحابة الرسول e في النصح للمسلمين في أمور دينهم ودنياهم ولنا فيهم أسوة ، قال تعالى : { لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِيهِمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ وَمَنْ يَتَوَلَّ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ}[354] ][355] .
يستفاد من الحديث: 1- أن النصيحة دِينٌ وإسلام، وأن الدِّين يقع على العمل كما يقع على القول[356].
2- النصيحة فرض كفاية ، يجزى فيه مَن قام به ويسقط عن الباقين.
3- النصيحة لازمة على قدر الطاقة إذا علم الناصح أنه يُقْبَلُ نُصْحُه، ويُطاع أمره، وأَمِنَ على نفسه المكروه ، فإن خشي على نفسه أذىً فهو في سَعَة.
4 ـ الدين الإسلامي قائم على التناصح[357] .
5 ـ النصيحة لله ما يلزم في حقه سبحانه وتعالى ، وما ينتفي في حقه[358] .
6 ـ النصيحة لكتابه : الإيمان به والعمل بما فيه[359] . 7 ـ النصيحة لرسوله : التصديق في جميع ما جاء به والتزام طاعته[360] . 8 ـ النصيحة لأئمة المسلمين : معاونتهم على الحق وامتثال أمرهم في غير معصية[361] .
9 ـ النصيحة لعامة المسلمين : إرشادهم إلى ما يصلح دينهم ودنياهم[362] .
10 ـ تحريم الغش لأنه ضد النصيحة و لقوله r : " وَمَنْ غَشَّنَا فَلَيْسَ مِنَّا "[363] ][364]. 11 ـ ينبغي أن تكون النصيحة برفق وأن تكون سراً .[365]
قال الشافعي : ” من وعظ أخاه سراً فقد نصحه وزانه ، ومن وعظه علانية فقد فضحه وشانه “.[366]
وقال رحمه الله [367]:
تعمدني بنصحك في انفرادي وجنّبي النصيحة َ في الجماعة
فإن النصـحَ بين الناسِ نوعٌ من التوبيخِ لا أرضى استماعه
وإن خالفتني وعصيت قولي فلا تجزع إذا لم تعط طاعة .
الحديث الثامن :
حُرْمةُ المُسلِم
أهمية الحديث ، مفردات الحديث ، المعنى العام ، الإيمان المطلوب ، ما يستفاد من الحديث
عن ابنِ عُمَرَ رضي الله عنهما[368] أنَّ رسُوَل الله r قال : " أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ الناس حتى يَشْهَدُوا أَنْ لا إِلَهَ إلا الله وَأَنَّ مُحَمَّدًا رسول اللَّهِ وَيُقِيمُوا الصَّلاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ فإذا فَعَلُوا ذلك عَصَمُوا مِنِّي دِمَاءَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ إلا بِحَقِّ الإِسْلامِ وَحِسَابُهُمْ على اللَّهِ ". رواه البخاري ومسلم ، وهذا لفظ البخاري .[369]
أهمية الحديث : هذا الحديث عظيم جداً لاشتماله على المهمات من قواعد دين الإِسلام وهي: الشهادة مع التصديق الجازم بأنْ لا إله إلا الله وأنَّ محمداً رسول الله، وإقامة الصلاة على الوجه المأمور به، ودفع الزكاة إلى مستحقيها.
مفردات الحديث:
أُمرت : أمرني ربي ؛ لأنه لا آمر لرسول الله r إلا الله عز وجل[370] .
الناس : هم عبدة الأوثان والمشركون.
يقيموا الصلاة : يأتوا بها على الوجه المأمور به، أو يداوموا عليها.
يؤتوا الزكاة : يدفعوها إلى مستحقيها.
عصموا : منعوا وحَفِظُوا[371] .
وحسابهم على الله : حساب بواطنهم وصدق قلوبهم على الله تعالى، لأنه سبحانه هو المطَّلِعُ على ما فيها.
المعنى العام: هل الاقتصار على النطق بالشهادتين كافٍ لعصمة النفس والمال؟ من الثابت أن رسول الله r كان يَقبل مِن كل مَن جاءه يُريد الإِسلام الشهادتين فقط ، وَيْعصِم دمه بذلك ويجعله مسلماً .
ففي البخاري ومسلم عن أبي هريرة t أن النبي r قال : " أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ الناس حتى يَقُولُوا : لا إِلَهَ إلا الله فَمَنْ قال : لا إِلَهَ إلا الله عَصَمَ مِنِّي مَالَهُ وَنَفْسَهُ إلا بِحَقِّهِ وَحِسَابُهُ على اللَّهِ "[372] ، وفي رواية لمسلم : "حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله ويؤمنوا بي وبما جئتُ به ".[373]
فإن مجرد النطق بالشهادتينَ يْعصِم الإنسان ويصبح مسلماً ، فإن أقام الصلاة وآتى الزكاة بعد إسلامه، فله ما للمسلمين وعليه ما عليهم. وحكم من ترك جميعَ أركان الإسلام إذا كانوا جماعة ولهم قوة، أن يُقَاتَلوا عليها ، كما يُقَاتَلون على ترك الصلاة والزكاة.
( قال النووي رحمه الله تعالى : فإن قيل : فالصوم من أركان الإسلام ، وكذلك الحج ، ولم يذكرهما؟ فجوابه : إنَّ الصوم لا يُقاتل الإنسان عليه ، بل يُحبسُ ويُمنعُ الطعامَ والشرابَ ، والحج على التراخي فلا يُقَاتَلُ عليه ، وإنما ذكر رسول الله r هذه الثلاثة ، لأنه يُقاتل على تركها ، ولهذا لم يذكر الصوم والحج لمعاذ t حين بعثه إلى اليمن بل ذكر هذه الثلاثة خاصَّة )[374] .
الإيمان المطلوب: وفي الحديث دلالة ظاهرة، أن الإيمان المطلوب هو التصديق الجازم، والاعتقاد بأركان الإسلام من غير تردد، وأما معرفة أدلة المتكلمين والتوصل إلى الإيمان بالله بها، فهي غير واجبة، وليست شرطاً في صحة الإيمان، وهذا رسول الله r في حديثه هذا، وفي غيره من الأحاديث ، يكتفي بالتصديق بما جاء به ، ولم يشترط معرفة الدليل.
إلا بحق الإسلام : من هذا الحق إقامة الصلاة، وإيتاء الزكاة، ومن العلماء من استنبط منه فعل الصيام، ومن حقها أن يُقْتَل المسلم إذا ارتكب محرَّماً يُوجب القتل، عن رسول الله r قال : " لا يَحِلُّ دَمُ امْرِئٍ مُسْلِمٍ يَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إلا الله وَأَنِّي رسول اللَّهِ إلا بِإِحْدَى ثَلاثٍ الثَّيِّبُ الزَّانِي وَالنَّفْسُ بِالنَّفْسِ وَالتَّارِكُ لِدِينِهِ الْمُفَارِقُ لِلْجَمَاعَةِ ".رواه الترمذي .[375]
وحسابهم على الله : فالله سبحانه وتعالى يعلم السرائر ويحاسب عليها ، فإن كان مؤمناً صادقاً أدخله الجنة ، وإن كان كاذباً مرائياً بإسلامه فإنه منافق في الدَّرْكِ الأسفل من النار. أما في الدنيا فإن مهمة الرسول r التذكير، وفي البخاري ومسلم قال r لخالد بن الوليد : " إني لم أُومَرْ أَنْ أَنْقُبَ قُلُوبِ الناس ولا أَشُقَّ بُطُونَهُمْ ".[376]
ويرشدنا الحديث إلى : 1 ـ وجوب قتال عبدة الأوثان حتى يُسْلِموا.
2 ـ اشتراط التلفظ بكلمتي الشهادة في الحكم بالإسلام[377] . 3 ـ لا يُكفُّ عن قتال المشركين إلا بالنطق بالشهادتين ، وأما أهل الكتاب فيُقَاتلون إلى إحدى غايتين : الإسلام أو أداء الجزية ، للنصوص الدآلة على ذلك[378] . 4- دماء المسلمين وأموالهم مصونة إلا عند مخالفة الشرع .
5 ـ مقاتلة تاركي الصلاة[379] والزكاة[380].
6 ـ من امتنع عن الزكاة يجوز قتاله ، ولذا قاتلهم أبو بكر الصديق t [381].
7 ـ أن الأحكام إنما تجري على الظواهر ، والله يتولى السرائر[382] .
8 ـ علم السرائر لله تعالى وحده ، وهو المحاسِبُ عليها . 9 ـ مؤاخذة من أتى بالشهادتين وأقام الصلاة وآتى الزكاة بالحقوق الإسلامية : من قصاص أو حدٍّ أو غرامة مُتْلَفٍ ونحو ذلك[383] . 10 ـ إثبات الحساب[384] . 11 ـ يؤخذ منه عدم تكفير أهل البدع المقرين بتوحيد الله عز وجل المقيمين لشرائعه[385] .
[1] ـ مستقاة بتصرف من مقدمة كتاب الأذكار والمصادر التالية: طبقات السبكي 8/395ـ 400، وتذكرة الحفاظ 4/1470ـ 1474، والبداية والنهاية 13/278، ومعجم المؤلفين 13/202، و"الاهتمام بترجمة الإِمام النووي شيخ الإِسلام للسخاوي ، والنووي ؛ للشيخ علي الطنطاوي والإِمام النووي للشيخ عبد الغني الدقر. والمنهاج السوي في ترجمة محيي الدين النووي للسيوطي. طبعة دار التراث الأولى 1409 هـ تحقيق: د. محمد العيد الخطراوي .
[2] ـ وجدته بلفظ : " من حمل من أمتي أربعين حديثاً بعثه الله يوم القيامة فقيهاً عالماً " ، قال الشيخ الألباني رحمه الله في صحيح وضعيف الجامع الصغير (ج 25 / ص 487) : موضوع .
[3] ـ انظر : العلل المتناهية ج1/ص120 حديث رقم : 164 ، وكذا : شعب الإيمان ج2/ص270 حديث رقم : 1726 ، وكذا : مشكاة المصابيح ج1/ص86 حديث رقم : 258 – ( 61 ) ، قال الشيخ الألباني رحمه الله في مشكاة المصابيح - (ج 1 / ص 55) : ضعيف .
[4] ـ انظر : الدر المنثور ج7/ص266 .
[5] ـ لم أجد مصدره .
[6] - قال الشيخ ناظم محمد سلطان ( قواعد وفوائد من الأربعين النووية / 17 ) : هذا القول فيه نظر ، هناك من العلماء من لا يرى العمل فيه ، لا في الأحكام ولا في الفضائل ، قال محمد جمال الدين القاسمي ( قواعد التحديث / 111 ) : ليعلم أن المذاهب في الضعيف ثلاثة : الأول : لا يعمل به مطلقاً ، لا في الأحكام ، ولا في الفضائل ، حكاه ابن سيد الناس في عيون الأثر ، عن يحيى بن معين ، ونسبه في فتح المغيث لأبي بكر ابن العربي والظاهر أن مذهب البخاري ومسلم ذلك أيضاً ، يدل عليه شرط البخاري في صحيحه ، وتشنيع الإمام مسلم على رواة الضعيف كما أسلفنا ، وعدم إخراجهما في صحيحيهما شيئاً منه .
[7] ـ صحيح البخاري ج1/ص52 حديث رقم : 105 .
[8] ـ لم أجده بهذا اللفظ ، وإنما وجدته في سنن الترمذي ج5:ص34 حديث رقم : 2658 ولفظه : " نَضَّرَ الله امْرَأً سمع مَقَالَتِي فَوَعَاهَا وَحَفِظَهَا وَبَلَّغَهَا فَرُبَّ حَامِلِ فِقْهٍ إلى من هو أَفْقَهُ منه " ، قال الشيخ الألباني رحمه الله في صحيح وضعيف سنن الترمذي (ج 6 / ص 158) : صحيح.
[9] - قال الشيخ ناظم محمد سلطان ( قواعد وفوائد من الأربعين النووية / 20 ) : بذل النووي ما في وسعه ، واجتهد على أن تكون جميع أربعينه صحيحة ، ولكنه لم يوفق لذلك ،وهو في حالتيه مأجور إن شاء الله في صوابه وخطأه لأنه مجتهد .
[10] ـ ( أصل المتن ) : أصله مجلس أملاه الحافظ أبو عمرو عثمان بن عبد الرحمن بن الصلاح المتوفى سنة (643هـ) - رحمه الله تعالى - سماه " الأحاديث الكلية " جمع فيه الأحاديث التي يقال : إن مدار الدين عليها، وما كان في معناها من الكلمات الجامعة الوجيزة بلغت (26) حديثاً .
ثم إن الإمام النووي أخذ هذه الأحاديث وزاد عليها تمام (42) حديثاً وسمى كتابه بـ" الأربعين " ، واشتهرت هذه الأربعون التي جمعها وكثر حفظها ونفع الله بها .
[11] ـ عمل القلب والجوارح وقول القلب واللسان .
[12] ـ في لفظ : ( إنما العمل بالنية ) و ( إنما الأعمال بالنية ) ، والمراد بالعموم هنا عام مراد به الخصوص .
[13] ـ النية قسمان : نية متعلقة بالعبادة ، ونية متعلقة بالمعبود ، وبالأول نُمَيِّزُ العباداتِ عن بعضها ، وبالثاني إفرادَ الله بالعبادة .
[14] ـ كان والد البخاري رحمه الله تعالى عَالِمَاً وَرِعَاً تَقِيَّاً ثِقَةً ؛ أخذ عن الإمام مالك رحمه الله ، وكان يقول رحمه الله لابنه : ( لا أعلم درهماً في مالي من حرام ولا شبهة ) ، وأما الإمام البخاري فقد وُلد سنة ( 194 هـ ) وتوفي سنة ( 256 هـ ) وعمره قرابة ( 62 ) سنة .
[15] ـ وبردزبة بلغة الفرس تعني : المزارع أو الفَلاَّح ، ومات هذا الجدُّ مجوسياً على غير الإسلام ؛ وابنه المغيرة هو الذي أسلم على يد حاكم بخارى ، وكان الوالي جعفياً عربياً ؛ فلُقِّب البخاري بالجعفي لأنَّ العادة ذاك الوقت أنَّ من يُسلم على يد شخصٍ يُنسب إلي قومه ،و ( ولاءً ) أي ولاؤه لتلك القبيلة .
[16] ـ صحيح البخاري ج1:ص3 حديث رقم : 1 ؛ ولفظه : سمعت عُمَرَ بن الْخَطَّابِ t على الْمِنْبَرِ قال سمعت رَسُولَ اللَّهِ r يقول : " إنما الأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ وَإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ ما نَوَى فَمَنْ كانت هِجْرَتُهُ إلى دُنْيَا يُصِيبُهَا أو إلى امْرَأَةٍ يَنْكِحُهَا فَهِجْرَتُهُ إلى ما هَاجَرَ إليه " .
وكذا في صحيح البخاري ج1:ص30 حديث رقم : 54 ولفظه : عن عُمَرَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ r قال : " الأَعْمَالُ بِالنِّيَّةِ وَلِكُلِّ امْرِئٍ ما نَوَى فَمَنْ كانت هِجْرَتُهُ إلى اللَّهِ وَرَسُولِهِ فَهِجْرَتُهُ إلى اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَمَنْ كانت هِجْرَتُهُ لدُنْيَا يُصِيبُهَا أو امْرَأَةٍ يَتَزَوَّجُهَا فَهِجْرَتُهُ إلى ما هَاجَرَ إليه".
وكذا في صحيح البخاري ج2:ص894 حديث رقم : 2392 ولفظه : سمعت عُمَرَ بن الْخَطَّابِ t عن النبي r قال : " الأَعْمَالُ بِالنِّيَّةِ وَلامْرِئٍ ما نَوَى فَمَنْ كانت هِجْرَتُهُ إلى اللَّهِ وَرَسُولِهِ فَهِجْرَتُهُ إلى اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَمَنْ كانت هِجْرَتُهُ لِدُنْيَا يُصِيبُهَا أو امْرَأَةٍ يَتَزَوَّجُهَا فَهِجْرَتُهُ إلى ما هَاجَرَ إليه " .
وكذا في صحيح البخاري ج3:ص1416 حديث رقم : 3685 ولفظه : سمعت النبي r يقول : " الأَعْمَالُ بِالنِّيَّةِ فَمَنْ كانت هِجْرَتُهُ إلى دُنْيَا يُصِيبُهَا أو امْرَأَةٍ يَتَزَوَّجُهَا فَهِجْرَتُهُ إلى ما هَاجَرَ إليه وَمَنْ كانت هِجْرَتُهُ إلى اللَّهِ وَرَسُولِهِ فَهِجْرَتُهُ إلى اللَّهِ وَرَسُولِهِ " .
وكذا في صحيح البخاري ج5:ص1951 حديث رقم : 4783 ولفظه : عن عُمَرَ بن الْخَطَّابِ t قال قال النبي r : " الْعَمَلُ بِالنِّيَّةِ وَإِنَّمَا لامْرِئٍ ما نَوَى فَمَنْ كانت هِجْرَتُهُ إلى اللَّهِ وَرَسُولِهِ فَهِجْرَتُهُ إلى اللَّهِ وَرَسُولِهِ r وَمَنْ كانت هِجْرَتُهُ إلى دُنْيَا يُصِيبُهَا أو امْرَأَةٍ يَنْكِحُهَا فَهِجْرَتُهُ إلى ما هَاجَرَ إليه " .
وكذا في صحيح البخاري ج6:ص2461 حديث رقم : 6311 ولفظه : سمعت عُمَرَ بن الْخَطَّابِ t يقول سمعت رَسُولَ اللَّهِ r يقول : " إنما الأَعْمَالُ بِالنِّيَّةِ وَإِنَّمَا لامْرِئٍ ما نَوَى فَمَنْ كانت هِجْرَتُهُ إلى اللَّهِ وَرَسُولِهِ فَهِجْرَتُهُ إلى اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَمَنْ كانت هِجْرَتُهُ إلى دُنْيَا يُصِيبُهَا أو امْرَأَةٍ يَتَزَوَّجُهَا فَهِجْرَتُهُ إلى ما هَاجَرَ إليه " .
وكذا في صحيح البخاري ج6:ص2551 حديث رقم : 6553 ولفظه : عن عَلْقَمَةَ بن وَقَّاصٍ قال : سمعت عُمَرَ بن الْخَطَّابِ t يَخْطُبُ قال : سمعت النبي r يقول : " يا أَيُّهَا الناس إنما الأَعْمَالُ بِالنِّيَّةِ وَإِنَّمَا لامْرِئٍ ما نَوَى فَمَنْ كانت هِجْرَتُهُ إلى اللَّهِ وَرَسُولِهِ فَهِجْرَتُهُ إلى اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَمَنْ هَاجَرَ إلى دُنْيَا يُصِيبُهَا أو امْرَأَةٍ يَتَزَوَّجُهَا فَهِجْرَتُهُ إلى ما هَاجَرَ إليه " .
وكذا في صحيح مسلم ج3:ص1515 حديث رقم : 1907 ولفظه : عن عُمَرَ بن الْخَطَّابِ قال : قال رسول اللَّهِ r : " إنما الأَعْمَالُ بِالنِّيَّةِ وَإِنَّمَا لإمرئ ما نَوَى فَمَنْ كانت هِجْرَتُهُ إلى اللَّهِ وَرَسُولِهِ فَهِجْرَتُهُ إلى اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَمَنْ كانت هِجْرَتُهُ لِدُنْيَا يُصِيبُهَا أو امْرَأَةٍ يَتَزَوَّجُهَا فَهِجْرَتُهُ إلى ما هَاجَرَ إليه " .
وكذا في سنن أبي داود ج2:ص262 حديث رقم : 2201 ولفظه : سمعت عُمَرَ بن الْخَطَّابِ يقول : قال رسول اللَّهِ r : " إنما الأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ وَإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ ما نَوَى فَمَنْ كانت هِجْرَتُهُ إلى اللَّهِ وَرَسُولِهِ فَهِجْرَتُهُ إلى اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَمَنْ كانت هِجْرَتُهُ لِدُنْيَا يُصِيبُهَا أو امْرَأَةٍ يَتَزَوَّجُهَا فَهِجْرَتُهُ إلى ما هَاجَرَ إليه " .
وكذا في سنن الترمذي ج4:ص179 حديث رقم : 1647 ولفظه : عن عُمَرَ بن الْخَطَّابِ قال : قال رسول اللَّهِ r : " إنما الأَعْمَالُ بِالنِّيَّةِ وَإِنَّمَا لامْرِئٍ ما نَوَى فَمَنْ كانت هِجْرَتُهُ إلى اللَّهِ وَإِلَى رَسُولِهِ فَهِجْرَتُهُ إلى اللَّهِ ورسوله وَمَنْ كانت هِجْرَتُهُ إلى دُنْيَا يُصِيبُهَا أو امْرَأَةٍ يَتَزَوَّجُهَا فَهِجْرَتُهُ إلى ما هَاجَرَ إليه " قال أبو عِيسَى : هذا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ .
وكذا في سنن النسائي (المجتبى) ج1:ص58 ـ 59 حديث رقم : 75 ولفظه : عن عُمَرَ بن الْخَطَّابِ t قال : قال رسول اللَّهِ r : " إنما الأَعْمَالُ بِالنِّيَّةِ وَإِنَّمَا لامْرِئٍ ما نَوَى فَمَنْ كانت هِجْرَتُهُ إلى اللَّهِ وَإِلَى رَسُولِهِ فَهِجْرَتُهُ إلى اللَّهِ وَإِلَى رَسُولِهِ وَمَنْ كانت هِجْرَتُهُ إلى دُنْيَا يُصِيبُهَا أو امْرَأَةٍ يَنْكِحُهَا فَهِجْرَتُهُ إلى ما هَاجَرَ إليه " .
وكذا في سنن النسائي (المجتبى) ج6:ص158 حديث رقم : 3437 ولفظه : عن عُمَرَ بن الْخَطَّابِ t ـ وفي حديث الْحَارِثِ أَنَّهُ سمع عُمَرَ ـ يقول : قال رسول اللَّهِ r : " إنما الأَعْمَالُ بِالنِّيَّةِ وَإِنَّمَا لامْرِئٍ ما نَوَى فَمَنْ كانت هِجْرَتُهُ إلى اللَّهِ وَرَسُولِهِ فَهِجْرَتُهُ إلى اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَمَنْ كانت هِجْرَتُهُ لِدُنْيَا يُصِيبُهَا أو امْرَأَةٍ يَتَزَوَّجُهَا فَهِجْرَتُهُ إلى ما هَاجَرَ إليه " ، وكذا في سنن النسائي (المجتبى) ج7/ص13 حديث رقم : 3794 ولفظه : عن عُمَرَ بن الْخَطَّابِ عن النبي r قال : " إنما الأَعْمَالُ بِالنِّيَّةِ وَإِنَّمَا لامْرِئٍ ما نَوَى فَمَنْ كانت هِجْرَتُهُ إلى اللَّهِ وَرَسُولِهِ فَهِجْرَتُهُ إلى اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَمَنْ كانت هِجْرَتُهُ لِدُنْيَا يُصِيبُهَا أو امْرَأَةٍ يَتَزَوَّجُهَا فَهِجْرَتُهُ إلى ما هَاجَرَ إليه".
وكذا في سنن ابن ماجه ج2:ص1413 حديث رقم : 4227 ولفظه : سمع عَلْقَمَةُ بن وَقَّاصٍ عُمَرَ بن الْخَطَّابِ وهو يَخْطُبُ الناس فقال : سمعت رَسُولَ اللَّهِ r يقول : " إنما الأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ وَلِكُلِّ امْرِئٍ ما نَوَى فَمَنْ كانت هِجْرَتُهُ إلى اللَّهِ وَإِلَى رَسُولِهِ فَهِجْرَتُهُ إلى اللَّهِ وَإِلَى رَسُولِهِ وَمَنْ كانت هِجْرَتُهُ لِدُنْيَا يُصِيبُهَا أو امْرَأَةٍ يَتَزَوَّجُهَا فَهِجْرَتُهُ إلى ما هَاجَرَ إليه " .
وكذا في مسند أحمد بن حنبل ج1:ص25 حديث رقم : 168 ولفظه : عن عَلْقَمَةَ بن وَقَّاصٍ قال : سمعت عُمَرَ t يقول : سمعت رَسُولَ اللَّهِ r يقول : " إنما الأَعْمَالُ بِالنِّيَّةِ وَلِكُلِّ امْرِئٍ ما نَوَى فَمَنْ كانت هِجْرَتُهُ إلى اللَّهِ عز وجل فَهِجْرَتُهُ إلى ما هَاجَرَ إليه وَمَنْ كانت هِجْرَتُهُ لِدُنْيَا يُصِيبُهَا أَوِ امْرَأَةٍ يَنْكِحُهَا فَهِجْرَتُهُ إلى ما هَاجَرَ إليه " .
وكذا في مسند أحمد بن حنبل ج1:ص43 حديث رقم : 300 ولفظه : عن عَلْقَمَةَ بن وَقَّاصٍ الليثي يقول : إنه سمع عُمَرَ بن الْخَطَّابِ t وهو يَخْطُبُ الناس وهو يقول سمعت رَسُولَ اللَّهِ r يقول : " إنما الْعَمَلُ بِالنِّيَّةِ وَإِنَّمَا لاِمْرِئٍ ما نَوَى فَمَنْ كانت هِجْرَتُهُ إلى اللَّهِ ورسوله فَهِجْرَتُهُ إلى اللَّهِ والى رَسُولِهِ وَمَنْ كانت هِجْرَتُهُ لِدُنْيَا يُصِيبُهَا أَوِ امْرَأَةٍ يَتَزَوَّجُهَا فَهِجْرَتُهُ إلى ما هَاجَرَ إليه " .
[17] ـ المستدرك على الصحيحين ج3:ص89 حديث رقم : 4485 ، قال الحاكم : هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه ، قال الذهبي في التلخيص : على شرط البخاري ومسلم .
[18] ـ سنن أبي داود ج4:ص211 حديث رقم : 4649 ، قال الشيخ الألباني رحمه الله في صحيح وضعيف سنن أبي داود (ج 10 / ص 149) : صحيح .
[19] ـ تعليقات الأنصاري على الأربعين بنحوه .
[20] ـ سنن البيهقي الصغرى ج1/ص20 ، و سنن البيهقي الكبرى ج2/ص14 .
[21] ـ تحفة الأحوذي ج5/ص235 .
[22] ـ تحفة الأحوذي ج5/ص235
[23] ـ شرح الأربعين النووية للشيخ سليمان بن محمد اللهيميد .
[24] ـ المعجم الوسيط ج1:ص185 .
[25] ـ المعجم الكبير ج9/ص103 .
[26] ـ فتح الباري ج1/ص10 .
[27] ـ قال الشيخ ناظم محمد سلطان ( قواعد وفوائد من الأربعين النووية / 31 ) : الجهر بالنية بدعة منكرة ، لأنه لم يثبت في كتاب الله ولا في سنة رسول الله r ما يدل على مشروعيتها ، ومما هو معلوم أن الأصل بالعبادات التحريم ، ولا تثبت العبادة إلا بنص .انتهى ، قال ابن تيمية : مجموع الفتاوى ج18/ص263ـ 264 : وقد تنازع الناس هل يستحب التلفظ بالنية ؟ فقالت طائفة من أصحاب أبي حنيفة والشافعي وأحمد يستحب ، ليكون أبلغ.
وقالت طائفة من أصحاب مالك وأحمد : لا يستحب ذلك ، بل التلفظ بها بدعة ؛ فإن النبي r وأصحابه والتابعين لم ينقل عن واحد منهم أنه تكلم بلفظ النية لا في صلاة ولا طهارة ولا صيام قالوا : لأنها تحصل مع العلم بالفعل ضرورة ، فالتكلُّم بها نوع هوس وعبث وهذيان ، والنية تكون في قلب الإنسان ويعتقد أنها ليست في قلبه فيريد تحصيلها بلسانه ؛ وتحصيل الحاصل محال ، فلذلك يقع كثير من الناس في أنواع من الوسواس ، واتفق العلماء على أنه لا يسوغ الجهر بالنية لا لإمام ولا لمأموم ولا لمنفرد ولا يستحب تكريرها وإنما النزاع بينهم في التكلم بها سراً ؛ هل يكره أو يستحب ؟.
[28] ـ إحياء علوم الدين ج4/ص378 ، وكذا موعظة المؤمنين من إحياء علوم الدين ج1/ص443 .
[29] ـ إحياء علوم الدين ج4/ص378 .
[30] ـ جامع العلوم والحكم ج1/ص17 .
[31] ـ جامع العلوم والحكم ج1/ص17 ، وكذا مدارج السالكين ج2/ص92 .
[32] ـ الطبقات الكبرى ج6/ص186 ، وكذا سير أعلام النبلاء ج4/ص259 .
[33] ـ مدارج السالكين ج2/ص92 .
[34] ـ شرح الأربعين النووية للشيخ سليمان بن محمد اللهيميد ، في شرح الحديث الأول .
[35] ـ جامع العلوم والحكم ج1/ص13 .
[36] ـ جامع العلوم والحكم ج1/ص13 ، وكذا المجالسة وجواهر العلم ج1/ص331 ، وكذا ص 578 .
[37] ـ مدارج السالكين ج2/ص92 .
[38] ـ شرح الأربعين النووية للشيخ سليمان بن محمد اللهيميد ، في شرح الحديث الأول .
[39] ـ صفة الصفوة ج3/ص61 .
[40] ـ صفة الصفوة ج3/ص114 ، والتهجد وقيام الليل ج1/ص214 .
[41] ـ مصنف ابن أبي شيبة ج7/ص158 ، و حلية الأولياء ج4/ص351 بنحوه .
[42] ـ حلية الأولياء ج3/ص117 ، و التهجد وقيام الليل ج1/ص203 بنحوه .
[43] ـ صفة الصفوة ج2/ص96 ، وكذا الأغاني ج15/ص315 .
[44] ـ حلية الأولياء ج3/ص136 ، وكذا تهذيب الكمال ج20/ص392 ، وكذا تاريخ مدينة دمشق ج41 / ص383 ، وكذا صفة الصفوة ج2/ص96 ، وكذا الأغاني ج15/ص316 .
[45] ـ المنتظم ج8/ص99 ، و شذرات الذهب ج8/ص166 بنحوه ، و صفة الصفوة ج3/ص124 .
[46] ـ لكي لا يعلم الداخلُ بقراءته للقرآن .
[47] ـ المدهش ج1/ص400 .
[48] ـ المنتظم ج7/ص205 .
[49] ـ التبيان في آداب حملة القرآن ج1/ص20 .
[50] ـ فاطر : 5 .
[51] ـ صحيح البخاري ج2:ص532 حديث رقم : 1396 ، و صحيح مسلم ج2/ص728 حديث رقم : 1052 واللفظ له .
[52] ـ العقد الفريد ج3/ص131 .
[53] ـ الآداب الشرعية ج1/ص378 .
[54] ـ لسان العرب ج4:ص67 .
[55] ـ بدائع الفوائد ج3/ص744 .
[56] ـ الفوائد ج1/ص51 .
[57] ـ الفوائد ج1/ص96 .
[58] ـ الفوائد ج1/ص118 .
[59] ـ إحياء علوم الدين ج3/ص207 .
[60] ـ سير أعلام النبلاء ج4/ص216 .
[61] ـ شرح الأربعين النووية للشيخ سليمان بن محمد اللهيميد .
[62] ـ صحيح البخاري ج1:ص13 حديث رقم : 10 .
[63] ـ شرح الأربعين النووية للشيخ سليمان بن محمد اللهيميد .
[64] ـ تعليقات الأنصاري على الأربعين .
[65] ـ تعليقات الأنصاري على الأربعين .
[66] ـ قال الشيخ ناظم محمد سلطان ( قواعد وفوائد من الأربعين النووية / 32 ) : ولكن المباح إذا خالطته النية الصالحة ، يكون بذلك قربة ويُثاب فاعله على ذلك ، فمن أكل أو شرب ونوى التقوي على طاعة الله ورسوله ، يُثاب على هذه النية ، وكذلك من نوى بكسبه كفَّ وجهه عن المسألة ، والإنفاق على نفسه وعياله وهكذا . انتهى
[67] ـ تعليقات الأنصاري على الأربعين .
[68] ـ تعليقات الأنصاري على الأربعين .
[69] ـ التعليقات على الأربعين النووية للعثيمين .
[70] ـ قواعد وفوائد من الأربعين النووية / 35 .
[71] ـ قواعد وفوائد من الأربعين النووية / 35 .
[72] ـ شرح النووي على الأربعين .
[73] ـ شرح الأربعين النووية للشيخ سليمان بن محمد اللهيميد .
[74] ـ شرح الأربعين النووية للشيخ سليمان بن محمد اللهيميد .
[75] ـ شرح الأربعين النووية للشيخ سليمان بن محمد اللهيميد .
[76] ـ شرح الأربعين النووية للشيخ سليمان بن محمد اللهيميد .
[77] ـ تقدمت ترجمته في الحديث الأول .
[78] ـ وفي السنة لابن أبي عاصم ج1/ص55 حديث رقم : 120 لفظ : " هيئته هيئة مسافر وثيابه ثياب مقيم " .
[79] ـ فيه أن النبي r مُخْبِرٌ عن ربه .
[80] ـ فيه معنى الإظهار والإخبار ، ولفظ الشهادة متعلق بالظاهر والباطن .
[81] ـ وفي المسند المستخرج على صحيح مسلم ج1/ص99 حديث رقم : 74 لفظ : " أتاكم يعلمكم أمر دينكم " ، وهو أيضاً في السنة لابن أبي عاصم ج1/ص55 حديث رقم : 120 .
[82] ـ صحيح مسلم ج1/ص36 حديث رقم : 8 .
[83] ـ شرح الأربعين لابن دقيق العيد .
[84] ـ فتح الباري ج1/ص125 .
[85] ـ فتح الباري ج1/ص117 .
[86] ـ قال ابن حجر في فتح الباري ج1/ص116 : وفي رواية لسليمان التيمي ليس عليه سحناء السفر وليس من البلد فتخطى حتى برك بين يدي النبي r كما يجلس أحدنا في الصلاة ثم وضع يده على ركبتي النبي r وكذا في حديث بن عباس وأبي عامر الأشعري ثم وضع يده على ركبتي النبي r فأفادت هذه الرواية أن الضمير في قوله : ( على فخذيه ) يعود على النبي r وبه جزم البغوي وإسماعيل التيمي لهذه الرواية ورجحه الطيبي بحثاً لأنه نسق الكلام خلافاً لما جزم به النووي ووافقه التوربشتى لأنه حمله على أنه جلس كهيئة المتعلم بين يدي من يتعلم منه ، وهذا وإن كان ظاهراً من السياق لكن وضعه يديه على فخذ النبي r صنيع منبه للإصغاء إليه وفيه إشارة لما ينبغي للمسئول من التواضع والصفح عما يبدو من جفاء السائل والظاهر أنه أراد بذلك المبالغة في تعمية أمره ليقوى الظن بأنه من جفاة الأعراب ولهذا تخطى الناس حتى انتهى إلى النبي r كما تقدم ولهذا استغرب الصحابة صنيعه ولأنه ليس من أهل البلد وجاء ماشياً ليس عليه أثر سفر .
[87] ـ سنن النسائي (المجتبى) ج8/ص101 حديث رقم : 4991 .
[88] ـ فتح الباري ج1/ص116 ، 117 .
[89] ـ فتح الباري ج1/ص117 .
[90] ـ شرح السنة ج1/ص8 .
[91] ـ ذهب بعض العلماء إلى القول ، بأنَّ أم الولد تُعتق بموت سيدها ، فكأنَّ ولدها هو الذي أعتقها ، فصار عتقها منسوباً إليه ، وبهذا صار كأنه مولاها وسيدها .( قواعد وفوائد من الأربعين النووية / 47 ) .
قال القاضي عياض في مشارق الأنوار ج1/ص278 : قوله : ( أن تلد الأمة ربها ) في الرواية الأخرى : ( ربتها ) معناه : سيدها ومالكها ، والربُّ : السيد ، وهذا كناية عن كثرة أولاد السراري حتى يكون الولد منها مثل سيدها ومالكها من آبائهم ، وقيل : معناه فشو العقوق حتى يكون الولد لأمه في الغلظة والاستطالة كسيدها ، وقيل : قلة التحفظ والورع وبيع أمهات الأولاد حتى يمكن أن يشتريها ابنها وهو لا يعلم فيملكها ، وقيل : لأنه سبب عتقها فكان كربها المنعم عليها .
[92] ـ انظر : سنن النسائي الكبرى ج6/ص528 حديث رقم : 11721 ، ولفظه : ( فلبثت ثلاثاً ) ، وانظر : سنن الترمذي ج5/ص6 حديث رقم : 2610 ، ولفظه : ( فلقيني النبي r بعد ذلك بثلاث ) .
قال ابن حجر في فتح الباري ج1/ص124 ـ 125 : قوله في رواية النسائي والترمذي : ( فلبثت ثلاثا ) ، لكن ادعى بعضهم فيها التصحيف وأن ملياً صغرت ميمها فاشبهت ثلاثا لأنها تكتب بلا ألف وهذه الدعوى مردودة فإن في رواية أبي عوانة ( فلبثنا ليالي فلقيني رسول الله r بعد ثلاث ) ولابن حبان ( بعد ثالثة ) ولابن منده ( بعد ثلاثة أيام ) .
[93] ـ روح المعاني ج26/ص92 .
[94] ـ سنن البيهقي الكبرى ج10/ص206 .
[95] ـ حلية الأولياء ج6/ص327 .
[96] ـ حلية الأولياء ج9/ص115 .
[97] ـ المعرفة والتاريخ ج3/ص379 .
[98] ـ المائدة : 3 .
[99] ـ آل عمران : 85 .
[100] ـ الأنفال : 19 .
[101] ـ النساء : 92 .
[102] ـ صحيح مسلم ج1/ص40، كتاب الإيمان ، باب بيان الإيمان والإسلام والإحسان ووجوب الإيمان بإثبات قدر الله سبحانه وتعالى وبيان الدليل على التبري ممن لا يؤمن بالقدر وإغلاظ القول في حقه ، حديث رقم : 10 .
[103] ـ شرح الأربعين النووية للشيخ سليمان بن محمد اللهيميد .
[104] ـ فتح الباري ج1/ص123 .
[105] ـ التعليقات على الأربعين النووية للعثيمين / 10 .
[106] ـ التعليقات على الأربعين النووية للعثيمين / 10 .
[107] ـ التعليقات على الأربعين النووية للعثيمين / 10 .
[108] ـ النور : 63 .
[109] ـ قال الطبري رحمه الله في تفسيره ج18:ص177 : يقول تعالى ذكره لأصحاب نبيه محمد r : { لا تجعلوا } أيها المؤمنون { دعاء الرسول بينكم كدعاء بعضكم بعضاً } ، واختلف أهل التأويل في معنى ذلك ، فقال بعضهم : نهى الله بهذه الآية المؤمنين أن يتعرضوا لدعاء الرسول عليهم ، وقال لهم : اتقوا دعاءه عليكم بأن تفعلوا ما يسخطه فيدعو لذلك عليكم فتهلكوا فلا تجعلوا دعاءه كدعاء غيره من الناس فإن دعاءه موجبة ... وقال آخرون بل ذلك نهي من الله أن يدعوا رسول الله r بغلظ وجفاء وأمر لهم أن يدعوه بلين وتواضع .
[110] ـ التعليقات على الأربعين النووية للعثيمين / 10 .
[111] ـ النحل : 43 .
[112] ـ جزء من حديث رواه الطبراني في المعجم الأوسط ج7/ص25 حديث رقم : 6744 ، وفيه مخيس بن تميم عن حفص بن عمر ، قال الذهبي : مجهولان . انظر : مجمع الزوائد ج1/ص160 ، قال الشيخ الألباني رحمه الله في صحيح وضعيف الجامع الصغير - (ج 12 / ص 41) : موضوع .
[113] ـ شرح الأربعين النووية للشيخ سليمان بن محمد اللهيميد .
[114] ـ سنن أبي داود ج4:ص225 حديث رقم : 4698 ، قال الشيخ الألباني رحمه الله في صحيح وضعيف سنن أبي داود - (ج 10 / ص 198) : صحيح .
[115] ـ فتح الباري ج1/ص116 .
[116] ـ شرح النووي على صحيح مسلم ج1/ص160 .
[117] ـ تعظيم قدر الصلاة ج1/ص378 .
[118] ـ مسند أحمد بن حنبل ج1/ص52 حديث رقم : 374 .
[119] ـ شرح الأربعين النووية للشيخ سليمان بن محمد اللهيميد .
[120] ـ التفسير الكبير ج2/ص166 .
[121] ـ الآحاد والمثاني ج3/ص293 .
[122] ـ فيض القدير ج2/ص569
[123] ـ جامع بيان العلم وفضله ج1/ص87 .
[124] ـ جامع بيان العلم وفضله ج1/ص90 .
[125] ـ شرح الأربعين النووية للشيخ سليمان بن محمد اللهيميد .
[126] ـ الطبقات الكبرى ج2/ص381 ، والمدخل إلى السنن الكبرى ج1/ص277 ، و جامع بيان العلم وفضله ج1/ص94 .
[127] ـ شرح الأربعين النووية للشيخ سليمان بن محمد اللهيميد .
[128] ـ التعليقات على الأربعين النووية للعثيمين / 11 .
[129] ـ التعليقات على الأربعين النووية للعثيمين / 12 ، 13 .
[130] ـ التعليقات على الأربعين النووية للعثيمين / 14 .
[131] ـ التعليقات على الأربعين النووية للعثيمين / 19 .
[132] ـ تعليقات الأنصاري على الأربعين .
[133] ـ التحفة الربانية في شرح الأربعين حديثاً النووية للشيخ إسماعيل الأنصاري / 18 .
[134] ـ تعليقات الأنصاري على الأربعين .
[135] ـ تعليقات الأنصاري على الأربعين .
[136] ـ تعليقات الأنصاري على الأربعين .
[137] ـ تعليقات الأنصاري على الأربعين .
[138] ـ تعليقات الأنصاري على الأربعين .
[139] ـ شرح الأربعين النووية للشيخ سليمان بن محمد اللهيميد .
[140] ـ تعليقات الأنصاري على الأربعين .
[141] ـ تعليقات الأنصاري على الأربعين .
[142] ـ تعليقات الأنصاري على الأربعين .
[143] ـ تعليقات الأنصاري على الأربعين .
[144] ـ الأعراف : 187 .
[145] ـ النازعات : 42 ـ 43 ـ 44 .
[146] ـ تفسير ابن كثير ج4/ص470 .
[147] ـ الأنبياء : 1 .
[148] ـ القمر : 1 .
[149] ـ شرح الأربعين النووية للشيخ سليمان بن محمد اللهيميد .
[150] ـ صحيح البخاري ج1:ص12 حديث رقم : 8 ، و صحيح مسلم ج1:ص45 حديث رقم : 16 .
[151] ـ صحيح مسلم ج1:ص45 حديث رقم : 16 .
[152] ـ تعليقات الأنصاري على الأربعين .
[153] ـ شرح النووي على صحيح مسلم ( 1 / 152 ) .
[154] ـ الإسلام نوعان : عام ، وهو الذي لا يخرج منه أحد ، قال تعالى : { إنَّ الدين عند الله الإسلام } وكما قال تعالى : { وله أسلم من في السموات والأرض طوعاً وكرهاً } وقال تعالى : { ما كان إبراهيم يهودياً ولا نصرانياً ولكن كان حنيفاً مسلماً } وقال سبحانه : { هو سماكم المسلمين من قبل وفي هذا } ، وإسلام خاص ، وهو ما بُعث به محمد r.
[155] ـ منها ما هو قلبي ، وبدني ، ومالي ، وبدني مالي .
[156] ـ جامع العلوم والحكم ص 145 ، وانظر : صحيح البخاري ج4/ص1641 حديث رقم : 4243 .
[157] ـ صحيح مسلم ج1/ص45 حديث رقم : 16 .
[158] ـ التحفة الربانية في شرح الأربعين حديثاً النووية للشيخ إسماعيل الأنصاري / 21 ، 22 .
[159] ـ تعليقات الأنصاري على الأربعين .
[160] ـ المعجم الكبير ج5/ص197 حديث رقم : 5074 ، ولفظه : " قال رسول اللَّهِ r : من قال لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ مُخْلِصًا دخل الْجَنَّةَ ، قال : وقال رسول اللَّهِ r : إِخْلاصُهُ أَنْ يَحْجُزَهُ عَمَّا حَرَّمَ اللَّهُ عليه " .
[161] ـ وانظر : معارج القبول ج2/ص418 .
[162] ـ الزخرف : 86 .
[163] ـ صحيح مسلم ج1/ص55 حديث رقم : : 26 .
[164] ـ الحجرات : 15 .
[165] ـ صحيح مسلم ج1/ص55 حديث رقم : 27 .
[166] ـ صحيح مسلم ج1/ص59 حديث رقم : 31 .
[167] ـ لقمان : 22 .
[168] ـ الصافات : 22 ـ 35 .
[169] ـ الزمر : 3 .
[170] ـ صحيح البخاري ج1/ص164 حديث رقم : 415 ، صحيح مسلم ج1/ص455 حديث رقم : 33 .
[171] ـ صحيح البخاري ج1/ص49 حديث رقم : 99 .
[172] ـ العنكبوت : 1 ـ 3 .
[173] ـ صحيح البخاري ج1/ص59 حديث رقم : 128 .
[174] ـ المائدة : 51 .
[175] ـ المجادلة : 22 .
[176] ـ شرح الأربعين النووية للشيخ سليمان بن محمد اللهيميد ، وجمعها بعضهم في قوله :
علم يقين وإخلاص وصدقك مع محبة وانقياد والقبول لها
وزيد ثامنها الكفران منك بما سوى الإله من الأشياء قد أُلِهَا
[177] ـ وقد استدل أحمد وإسحاق على كفر تارك الصلاة بكفر إبليس عندما ترك السجود لآدم ، وترك السجود لله أعظم . ( جامع العلوم والحكم ص 149 ) .
[178] ـ العنكبوت: 45 .
[179] ـ صحيح البخاري ج2/ص629 حديث رقم : 1683 ، صحيح مسلم ج2/ص983 حديث رقم : 1349 .
[180] ـ آل عمران: 97 .
[181] ـ البقرة: 185 .
[182] ـ صحيح البخاري ج1/ص12 حديث رقم : 9 ، صحيح مسلم ج1/ص63 حديث رقم : 35 .
[183] ـ التعليقات على الأربعين النووية للعثيمين / 20 ، 21 .
[184] ـ مسند أحمد بن حنبل ج2:ص26 حديث رقم : 4798 .
[185] ـ المعجم الكبير ج20:ص55 حديث رقم : 96 .
[186] ـ جامع العلوم والحكم لابن رجب ص 98.
[187] ـ تعليقات الأنصاري على الأربعين .
[188] ـ تعليقات الأنصاري على الأربعين .
[189] ـ تعليقات الأنصاري على الأربعين .
[190] ـ تعليقات الأنصاري على الأربعين .
[191] ـ تعليقات الأنصاري على الأربعين .
[192] ـ الذي أتي بالصدق ، وهو الإخبار بما يُطابق الواقع .
[193] ـ هذه الزيادة ليست عند البخاري ومسلم ، وإنما وردت في أحاديث أخرى كما في مسند ابن الجعد ج1:ص379 بلفظ مقارب ، وكذا في المعجم الكبير ج10:ص195 حديث رقم : 10440 بلفظ مقارب أيضاً .
[194] ـ صحيح البخاري ج3:ص1174 حديث رقم : 3036 ، و صحيح البخاري ج3:ص1212 حديث رقم : 3154 ، و صحيح مسلم ج4/ص2036 حديث رقم : 2643 .
[195] ـ تعليقات الأنصاري على الأربعين بنحوه .
[196] ـ وهو المُصدَّقُ r ، وقال الراوي ذلك لأن الحديث يشتمل على أمور غيبية .
[197] ـ في رواية : ( فيؤذن بأربع كلمات ، فيكتب ... ) ، وكذا في رواية أبي داود وغيره . ( التحفة الربانية في شرح الأربعين حديثاً النووية للشيخ إسماعيل الأنصاري / 25 ) .
[198] ـ الرعد : 39 .
[199] ـ أي لحوق النسب .
[200] ـ هذا من جهة ما إذا كانت الزوجة مدخولاً بها ، وأما غير المدخول بها فتعتد أربعة أشهر وعشراً احتراماً وتعظيماً لعقد الزوجية الذي بينهما وهذا للمدخول بها أيضاً .
[201] ـ الإسراء: 85 .
[202] ـ والصواب عدم جواز إسقاط الجنين قبل أربعة أشهر إلا بأمر الطبيب الثقة الذي يرى في بقائه خطراً على الأم ، وما عدا ذلك فلا يجوز إسقاط ما خلقه الله تعالى في الرحم لخوف الفضيحة مثلاً ، ونشكو إلى الله تعالى حال نساء المسلمين اليوم اللاتي احتاج بعضهن إلى إجهاض أبنائهن نتيجة الزنا والعياذ بالله ، وإلى الله المشتكى .
[203] ـ الحج : 70 .
[204] ـ القمر : 49 .
[205] ـ صحيح مسلم ج4:ص2044 حديث رقم : 2653 .
[206] ـ الرعد : 39 .
[207] ـ تفسير السعدي ج1:ص 419 ـ 420 .
[208] ـ شفاء العليل ج1/ص90 ، و مجموع الفتاوى ج8/ص540 .
[209] ـ الدخان : 4 .
[210] ـ الرحمن : 29 .
[211] ـ شرح الأربعين النووية للشيخ سليمان بن محمد اللهيميد .
[212] ـ صحيح البخاري ج1/ص458 حديث رقم : 1296 .
[213] ـ الليل: 5-6 .
[214] ـ الشمس: 7-10 .
[215] ـ التوبة: 105 .
[216] ـ جامع العلوم والحكم ج1/ص57 .
[217] ـ انظر : صحيح البخاري ج3/ص1061 حديث رقم : : 2742 ، وصحيح مسلم ج1/ص106 حديث رقم : : 112 .
[218] ـ التعليقات على الأربعين النووية للعثيمين / 22.
[219] ـ التعليقات على الأربعين النووية للعثيمين / 22.
[220] ـ قواعد وفوائد من الأربعين النووية / 74 .
[221] ـ تعليقات الأنصاري على الأربعين .
[222] ـ قواعد وفوائد من الأربعين النووية / 73 .
[223] ـ التحفة الربانية في شرح الأربعين حديثاً النووية للشيخ إسماعيل الأنصاري / 27 .
[224] ـ شرح الأربعين النووية للشيخ سليمان بن محمد اللهيميد .
[225] ـ التعليقات على الأربعين النووية للعثيمين / 23.
[226] ـ آل عمران : 133 .
[227] ـ شرح الأربعين النووية للشيخ سليمان بن محمد اللهيميد .
[228] ـ تعليقات الأنصاري على الأربعين .
[229] ـ تعليقات الأنصاري على الأربعين .
[230] ـ قواعد وفوائد من الأربعين النووية / 73 .
[231] ـ جامع العلوم والحكم ج1/ص57 .
[232] ـ جامع العلوم والحكم ج1/ص57 ، انظر : المعجم الكبير ج20:ص172 حديث رقم : 365 ، ولفظه : " حدثنا عَلِيُّ بن عبد الْعَزِيزِ ثنا مُسْلِمُ بن إبراهيم ثنا الْبَرَاءُ بن عبد اللَّهِ الْغَنَوِيُّ قال : سمعت الْحَسَنَ يحدث عن مُعَاذِ بن جَبَلٍ قال : لما أن حَضَرَهُ الْمَوْتُ بَكَى ، فَقَالُوا : ما يُبْكِيكَ ؟ فقال : وَاللَّهِ ما أَبْكِي جَزَعًا مِنَ الْمَوْتِ وَلا على دُنْيَا أُخَلِّفُهَا بَعْدِي وَلَكِنِّي سمعت رَسُولَ اللَّهِ r يقول : إنما هما ـ أو هي ـ قَبْضَتَانِ فَقَبْضَةٌ في النَّارِ وَقَبْضَةٌ في الْجَنَّةِ ، فَلا أَدْرِي من أَيِّ الْقَبْضَتَيْنِ أَكُونُ " ، وهو يشير إلى الحديث الذي في مسند أحمد بن حنبل ج5:ص239 حديث رقم : 22130 ولفظه : " حدثنا عبد اللَّهِ حدثني أبي ثنا محمد بن عبد اللَّهِ بن الْمُثَنَّى ثنا الْبَرَاءُ الغنوي ثنا الْحَسَنُ عن مُعَاذِ بن جَبَلٍ أن رَسُولَ اللَّهِ r تلاَ هذه الآيَةَ : { أَصْحَابُ اليَمِينِ } { وَأَصْحَابُ الشِّمَالِ } فَقَبَضَ بِيَدَيْهِ قَبْضَتَيْنِ فقال : هذه في الْجَنَّةِ وَلاَ أبالي وَهَذِهِ في النَّارِ وَلاَ أبالي " .
[233] ـ قواعد وفوائد من الأربعين النووية / 73 .
[234] ـ تعليقات الأنصاري على الأربعين ، قواعد وفوائد من الأربعين النووية / 73 .
[235] ـ النساء : 11 .
[236] ـ الحج : 70 .
[237] ـ صحيح مسلم ج4/ص2044 حديث رقم : 2653 .
[238] ـ القمر : 49 .
[239] ـ الفرقان : 2 .
[240] ـ شرح الأربعين النووية للشيخ سليمان بن محمد اللهيميد بتصرف يسير .
[241] ـ الشورى : 7 .
[242] ـ هود : 106 .
[243] ـ هود : 108 .
[244] ـ شرح الأربعين النووية للشيخ سليمان بن محمد اللهيميد .
[245] ـ صحيح البخاري ج5:ص2380 حديث رقم : 6123 .
[246] ـ شرح الأربعين النووية للشيخ سليمان بن محمد اللهيميد .
[247] ـ صحيح البخاري ج2:ص959 حديث رقم:2550،و صحيح مسلم ج3:ص1343حديث رقم:1718 .
[248] ـ صحيح مسلم ج3:ص1343 حديث رقم : 1718 .
[249] ـ سنن الترمذي ج5/ص705 حديث رقم : 3883 .
[250] ـ المعجم الكبير ج23/ص184 حديث رقم : 299 .
[251] ـ تعليقات الأنصاري على الأربعين بنحوه .
[252] ـ فتح الباري ج5/ص302 ـ 303 .
[253] ـ النور : 63 .
[254] ـ صحيح البخاري ج2:ص959 حديث رقم : 2550 .
[255] ـ آل عمران:31 .
[256] ـ صحيح مسلم ج2:ص592 حديث رقم : 867 .
[257] ـ الاعتصام ج1/ص37 .
[258] ـ صحيح البخاري ج2/ص959 حديث رقم : 2549 ، صحيح مسلم ج3/ص1324 حديث رقم : 1697 .
[259] ـ إعانة الطالبين ج1/ص271 .
[260] ـ التعليقات على الأربعين النووية للعثيمين / 24 ، 25.
[261] ـ التحفة الربانية في شرح الأربعين حديثاً النووية للشيخ إسماعيل الأنصاري / 30 .
[262] ـ قواعد وفوائد من الأربعين النووية / 80 .
[263] ـ شرح الأربعين النووية للشيخ سليمان بن محمد اللهيميد .
[264] ـ المائدة : 3 .
[265] ـ تفسير ابن كثير ج2/ص13 .
[266] ـ شرح الأربعين النووية للشيخ سليمان بن محمد اللهيميد .
[267] ـ تعليقات الأنصاري على الأربعين .
[268] ـ وهو أبو فراس ، انظر : يتيمة الدهر ج1/ص84 .
[269] ـ شرح الأربعين النووية للشيخ سليمان بن محمد اللهيميد .
[270] ـ تعليقات الأنصاري على الأربعين .
[271] ـ شرح الأربعين النووية للشيخ سليمان بن محمد اللهيميد .
[272] ـ تعليقات الأنصاري على الأربعين .
[273] ـ تعليقات الأنصاري على الأربعين .
[274] ـ المائدة : 3 .
[275] ـ المعجم الكبير ج2/ص155 حديث رقم : 1647 .
[276] ـ الاعتصام ج1/ص49 .
[277] ـ المائدة : 3 .
[278] ـ شرح الأربعين النووية للشيخ سليمان بن محمد اللهيميد .
[279] ـ قواعد وفوائد من الأربعين النووية / 80 .
[280] ـ التحبير شرح التحرير ج8 / ص3855 .
[281] ـ قال الحافظ : سُمي القلب قلباً لتقلبه في الأمور أو أنه خالص ما في البدن ، وخالص كل شيء قلبه ، أو لأنه وُضع في الجسد مقلوباً .(فتح الباري 1/137 ) ، والذي يظهر أن المعنى الأول والثاني قريبان من الصواب ، أما الأخير فبعيد . ( قواعد وفوائد من الأربعين النووية /87).
[282] ـ صحيح البخاري ج1:ص28 حديث رقم : 52 ، وصحيح مسلم ج3:ص1219 حديث رقم : 1599 .
[283] ـ أسد الغابة ج5/ص341 .
[284] ـ تعليقات الأنصاري على الأربعين بنحوه .
[285] ـ تعليقات الأنصاري على الأربعين .
[286] ـ قواعد وفوائد من الأربعين النووية / 81 .
[287] ـ الوافي في شرح الأربعين ص 32 .
[288] ـ التحفة الربانية في شرح الأربعين حديثاً النووية للشيخ إسماعيل الأنصاري / 35 .
[289] ـ الدر المنثور ج1/ص61 .
[290] ـ جامع الأمهات لابن الحاجب الكردي المالكي ج1/ص573 .
[291] ـ الشعراء: 88-89 .
[292] ـ انظر : السنة لابن أبي عاصم ج1/ص103 حديث رقم : 230 .
[293] ـ انظر : صحيح البخاري ج6/ص2440 حديث رقم : 6243 .
[294] ـ صحيح مسلم ج4/ص2045 حديث رقم : 2654 .
[295] ـ الشعراء: 88-89 .
[296] ـ مسند أحمد بن حنبل ج4:ص123 حديث رقم : 17155 .
[297] ـ الأنفال : 24 .
[298] ـ الرعد : 28 .
[299] ـ مسند أحمد بن حنبل ج2/ص263 حديث رقم : 7566 .
[300] ـ مسند أحمد بن حنبل ج1/ص145 حديث رقم : 1235 .
[301] ـ الزمر : 22 .
[302] ـ حلية الأولياء ج8/ص350 ، وانظر : تاريخ الإسلام ج12/ص340 ، وحكي نحوه عن الفضيل بن عياض وفيه : كثرة النوم والأكل .
[303] ـ صفة الصفوة ج2/ص390 .
[304] ـ مدارج السالكين ج1/ص453 .
[305] ـ حلية الأولياء ج10/ص327 .
[306] ـ شرح الأربعين النووية للشيخ سليمان بن محمد اللهيميد بتصرف يسير .
[307] ـ التحفة الربانية في شرح الأربعين حديثاً النووية للشيخ إسماعيل الأنصاري / 35 .
[308] ـ التحفة الربانية في شرح الأربعين حديثاً النووية للشيخ إسماعيل الأنصاري / 36 .
[309] ـ تعليقات الأنصاري على الأربعين .
[310] ـ تعليقات الأنصاري على الأربعين .
[311] ـ تعليقات الأنصاري على الأربعين .
[312] ـ تعليقات الأنصاري على الأربعين .
[313] ـ تعليقات الأنصاري على الأربعين .
[314] ـ تعليقات الأنصاري على الأربعين .
[315] ـ تعليقات الأنصاري على الأربعين .
[316] ـ تعليقات الأنصاري على الأربعين .
[317] ـ التعليقات على الأربعين النووية للعثيمين / 27 .
[318] ـ التعليقات على الأربعين النووية للعثيمين / 27 .
[319] ـ صحيح مسلم ج1:ص74 ، حديث رقم : 55 .
[320] ـ تعليقات الأنصاري على الأربعين بنحوه .
[321] ـ جامع العلوم والحكم ص 149 ، و صيانة صحيح مسلم ج1/ص221 .
[322] ـ النصح له معنيان :
1 ـ الخلوص من الشوائب والشركة ، فيُقال : عسل ناصح .
2 ـ هي التئام شيئين بحيث لا يكون ثَمَّ تنافر بينهما .
[323] ـ صحيح مسلم ج1:ص553 حديث رقم : 804 .
[324] ـ سنن أبي داود ج2:ص73 حديث رقم : 1464 ، و سنن الترمذي ج5:ص177 حديث رقم : 2914 بلفظ : " فإن منزلتك " ، قال الشيخ الألباني رحمه الله في صحيح وضعيف سنن أبي داود (ج 3 / ص 464) وفي صحيح وضعيف سنن الترمذي (ج 6 / ص 414) : حسن صحيح .
[325] ـ صحيح البخاري ج4/ص1919 حديث رقم : 4739 .
[326] ـ آل عمران: 31 .
[327] ـ النساء:80 .
[328] ـ النساء: 59 .
[329] ـ النساء: 59 .
[330] ـ صحيح البخاري ج6/ص2611 حديث رقم : 6718 .
[331] ـ صحيح مسلم ج1/ص448 حديث رقم : 648 ، وكذا ج3/ص1467 حديث رقم : 1837 .
[332] ـ صحيح البخاري ج6:ص2612 حديث رقم : 6725 .
[333] ـ صحيح البخاري ج6:ص2588 حديث رقم : 6646 .
[334] ـ شرح العقيدة الطحاوية لابن أبي العز ج1/ص430 .
[335] ـ جامع العلوم والحكم ج1/ص262 .
[336] ـ شرح الأربعين النووية للشيخ سليمان بن محمد اللهيميد .
[337] ـ قال شيخ الإسلام ابن تيمية : ” ثبت في الصحيح أن النبي e قالت له فاطمة بنت قيس : قد خطبني أبو جهم ومعاوية ، فقال لها : أما أبو جهم فرجل ضراب للنساء ، وأما معاوية فصعلوك لا مال له ، فبين النبي e حال الخاطبين للمرأة ... فإن النصــح في الدين أعظم من النصح في الدنيا ، فإذا كان النبي e نصح المرأة في دنياها فالنصيحة في الدين أعظم“ [ الفتاوى الكبرى ج4/ص314 ] .
[338] ـ سنن الترمذي ج5:ص80 حديث رقم : 2737 ، قال الشيخ الألباني رحمه الله في صحيح وضعيف سنن الترمذي (ج 6 / ص 237) : صحيح .
[339] ـ حلية الأولياء ج8/ص103 .
[340] ـ جامع العلوم والحكم ج1/ص82 .
[341] ـ الأعراف : 62 .
[342] ـ صحيح البخاري ج1:ص14 حديث رقم : 13 .
[343] ـ سنن الترمذي ج5:ص80 حديث رقم : 2737 ، قال الشيخ الألباني رحمه الله في صحيح وضعيف سنن الترمذي (ج 6 / ص 237) : صحيح .
[344] ـ شرح الأربعين النووية للشيخ سليمان بن محمد اللهيميد .
[345] ـ جامع العلوم والحكم ج1/ص81 .
[346] ـ جامع العلوم والحكم ج1/ص81 .
[347] ـ جامع العلوم والحكم ج1/ص81 .
[348] ـ المستطرف في كل فن مستظرف ج1/ص174 .
[349] ـ المستطرف في كل فن مستظرف ج1/ص174 .
[350] ـ رسالة المسترشدين ج1/ص71 .
[351] ـ العقود الدرية ج1/ص279 .
[352] ـ شرح الأربعين النووية للشيخ سليمان بن محمد اللهيميد بتصرف يسير .
[353] ـ شرح النووي على صحيح مسلم ج2/ص40 .
[354] ـ الممتحنة : 6 .
[355] ـ شرح الأربعين النووية للشيخ سليمان بن محمد اللهيميد .
[356] ـ التحفة الربانية في شرح الأربعين حديثاً النووية للشيخ إسماعيل الأنصاري / 39 ، قواعد وفوائد من الأربعين النووية / 95 ، الفتح1/240 .
[357] ـ تعليقات الأنصاري على الأربعين .
[358] ـ تعليقات الأنصاري على الأربعين .
[359] ـ تعليقات الأنصاري على الأربعين .
[360] ـ تعليقات الأنصاري على الأربعين .
[361] ـ تعليقات الأنصاري على الأربعين .
[362] ـ تعليقات الأنصاري على الأربعين .
[363] ـ صحيح مسلم ج1:ص99 حديث رقم : 101 .
[364] ـ التعليقات على الأربعين النووية للعثيمين / 29 .
[365] ـ شرح الأربعين النووية للشيخ سليمان بن محمد اللهيميد .
[366] ـ شرح النووي على صحيح مسلم ج2/ص24 .
[367] ـ ديوان الإمام الشافعي ج1/ص63 .
[368] ـ تقدمت ترجمته في الحديث الثالث .
[369] ـ صحيح البخاري ج1:ص17 حديث رقم : 25 ، و صحيح مسلم ج1:ص53 حديث رقم : 22 بلفظ : " ... فإذا فَعَلُوا عَصَمُوا مِنِّي دِمَاءَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ إلا بِحَقِّهَا وَحِسَابُهُمْ على اللَّهِ " .
[370] ـ التحفة الربانية في شرح الأربعين حديثاً النووية للشيخ إسماعيل الأنصاري / 40 .
[371] ـ التحفة الربانية في شرح الأربعين حديثاً النووية للشيخ إسماعيل الأنصاري / 41 .
[372] ـ صحيح البخاري ج6:ص2538 حديث رقم : 6526 ، وكذا ج6:ص2657 حديث رقم : 6855 ، وصحيح مسلم ج1:ص52 حديث رقم : 21 .
[373] ـ صحيح مسلم ج1:ص52 حديث رقم : 21 بسند آخر .
[374] ـ شرح النووي على الأربعين .
[375] ـ سنن الترمذي ج4:ص19 حديث رقم : 1402 ، قال الشيخ الألباني رحمه الله في صحيح وضعيف سنن الترمذي (ج 3 / ص 402) : صحيح .
[376] ـ صحيح البخاري ج4/ص1581 حديث رقم : 4094 ، و صحيح مسلم ج2/ص742 حديث رقم : 1064 بلفظ : " ... أَنْ أَنْقُبَ عن قُلُوبِ الناس ... " .
[377] ـ التحفة الربانية في شرح الأربعين حديثاً النووية للشيخ إسماعيل الأنصاري / 42 .
[378] ـ التحفة الربانية في شرح الأربعين حديثاً النووية للشيخ إسماعيل الأنصاري / 42 .
[379] ـ وممن ذهب إلى القول بقتل تارك الصلاة من علمائنا وأئمتنا الأعلام ، مالك والشافعي وأحمد وإسحاق بن راهويه وابن المبارك وشيخ الإسلام ابن تيمية والشوكاني وغيرهم ، ولكن ذهب بعضهم إلى القول بقتله رِدَّةً ، وذهب بعضهم إلى أنه يُقتل حدَّاً .( قواعد وفوائد من الأربعين النووية / 99 )
[380] ـ التحفة الربانية في شرح الأربعين حديثاً النووية للشيخ إسماعيل الأنصاري / 43 .
[381] ـ التعليقات على الأربعين النووية للعثيمين / 30 .
[382] ـ التحفة الربانية في شرح الأربعين حديثاً النووية للشيخ إسماعيل الأنصاري / 43 .
[383] ـ التحفة الربانية في شرح الأربعين حديثاً النووية للشيخ إسماعيل الأنصاري / 43 .
[384] ـ التعليقات على الأربعين النووية للعثيمين / 30 .
[385] ـ قواعد وفوائد من الأربعين النووية / 103 .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق