التَّعْلِيْقَاتُ الحِسَانُ
عَلَى
تُحْفَةِ الأَطْفَالِ وَالغِلْمَانِ فِي تَجْوِيْدِ القُرْآنِ
تأليف
محمد بن مسعود بن سعود العُمَيْرِيُّ الهُذَلِيُّ
إمام مسجد المركز الإسلامي والثقافي ببلجيكا
والمدرس بالمعهد الإسلامي الأوربي في بروكسل
قرأته كاملاً على الشيخ القارئ الدكتور
فرج الله الشاذلي
وأضفت تصويباته واقتراحاته حفظه الله
الطبعة الأولى
2008 م
بسم الله الرحمن الرحيم
المقدمة :
الحمد لله ربِّ العالمين ، وأصلي وأسلِّم على أشرف الأنبياء والمرسلين ، نبينا وحبيبنا وسيدنا محمد بن عبد الله سيد الأولين والآخرين ؛ ومن تبعه بإحسان إلى يوم الدين . أما بعد :
يطيب لي بهذه التعليقات المشاركة في فن التجويد بجُهد المُقِلِّ ، تيسيراً على طلبة العلم المبتدئين ، ومِمَّا دعاني لإعادة صياغته بصورته الحالية التطوراتُ المتتابعة على المناهج الدراسية في المعهد الإسلامي الأوربي ببروكسل والتابع للمركز الإسلامي والثقافي ببلجيكا خلال عملي في المركز إماماً للمسجد الإسلامي والثقافي ببلجيكا ومدرِّساً بالمعهد الإسلامي الأوربي ببروكسل ، فطمِعت في الأجر والمثوبة من الله تعالى بهذه المشاركة ، واللهُ تعالى هو الكريم وأنا العبد الفقير لعفوه ومغفرته ، وأقول في ابتدائه كما قال صاحب النظم :
أَرْجُوْ بِهِ أَنْ يَنْفَعَ الْطُّلابَا وَالأَجْرَ وَالْقَبُولَ وَالْثَّوَابَا
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلَّم تسليماً كثيراً .
المؤلف
التمهيد :
يُعتبر علم التجويد من علوم الآلات المهمة لطالب العلم المبتدئ ، ومن المتون المؤلَّفة في هذا العلم منظومة ( تحفة الأطفال والغلمان في تجويد القرآن ) للشيخ القارئ / سليمان الجمزوري رحمه الله تعالى . ولمَّا كانت موجزة ميسَّرة فقد تقرر تدريسها في المعهد الإسلامي الأوربي ببروكسل لطلاب الصف الأول مع المطالبة بحفظ أبيات المنظومة ، وجعلتها على فصلين دراسيين ، وقسمتها إلى ثلاثة أقسام :
القسم الأول : في فضل التجويد وأحكام الاستعاذة والبسملة .
القسم الثاني : في شرح منظومة ( تحفة الأطفال والغلمان في تجويد القرآن ) .
القسم الثالث : في تتمة لبعض الأحكام التي لم ترد في النظم .
واللهَ أسأل أن ينفع بها ،،، آمين .
القسم الأول :
أولاً : باب فضل التجويد .
ثانياً : أهميته .
ثالثاً : مبادئ علم التجويد .
أولاً : حدُّه .
ثانياً : موضوعه .
ثالثاً : ثمرته .
رابعاًً : نسبته إلى غيره .
خامساً : فضله .
سادساً : واضعه .
سابعاً : اسمه .
ثامناً : استمداده .
تاسعاً : حكمه .
عاشراً : مسائله .
رابعاً : آداب التلاوة .
خامساً : اللحن .
سادساً : الاستعاذة .
سابعاً : البسملة .
ثامناً : أوجه قراءة آخر سورة الأنفال مع أول التوبة .
تاسعاً : أحوال البسملة عند الوصل بين السورتين .
عاشراً : أوجه ابتداء القراءة بالاستعاذة والبسملة .
الحادي عشر : مراتب التلاوة .
الثاني عشر : أركان التلاوة .
أولاً : باب فضل التجويد :
إنَّ علم التجويد من العلوم التي يجب على كل مسلم أن يتعلمها ويُعنى بها ، وذلك لتعلُّقه بعبادة مطلوبة من كل واحد بعينه وهي قراءة القرآن الكريم .[1]
ثانياً : أهميته :
عُنِيَ[2]علماء الإسلام بعلم التجويد عناية عظيمة ، وألـَّفوا فيه من الكتب ما لا يُحصى ، ونَظَمُوا من المنظومات ما لا يُحصر .
وكان من أجلِّ من ألـَّف فيه وأقام صرحه أبو عمرو الدَّاني[3] و مكي بن أبي طالب القيسي[4] والقاسم بن فَيُّرَه الشاطبي[5] وأبو الخير محمد بن الجزري الشافعي[6] ، فهؤلاء هم سادة الحُفـَّاظ والمقرئين وأئمة المجودين ، فالقراء حتى آخر الدهر عيال على كتبهم .[7]
وفي هذا الصدد يقول ابن الجزري :[8]
وَالأَخْذُ بِالتَّجْوِيْدِ حَتْمٌ لازِمُ مَنْ لَمْ يُصَحِّحِ القُرآنَ آثِمُ
لأَنَّهُ بِهِ الإِلَهُ أَنْزَلا وَهَكَذَا مِنْهُ إِلَيْنَا وَصَلا
وَهُوَ أَيْضَاً حِلْيَةُ التِّلاوَةِ وَزِيْنَةُ الأَدَاءِ وَالقِرَاءَةِ
وَهُوَ إِعْطَاءُ الحُرُوفِ حَقَّهَا مِنْ كُلِّ صِفَةٍ وَمُسْتَحَقَّهَا
ويقول الله تعالى : { وَرَتِّلِ القُرْآنَ تَرْتِيْلاً }[9] ، وعندما سئل علي t عن معنى هذه الآية ؛ قال : هو تجويد الحروف ومعرفة الوقوف .[10]
وعن عُثْمَانَ t عن النبي r قال : " خَيْرُكُمْ من تَعَلَّمَ الْقُرْآنَ وَعَلَّمَهُ " رواه البخاري .[11]
ثالثاً : مبادئ علم التجويد :
يقول الصَّبَّان ( شارح ألفية ابن مالك في النحو ) :
إنَّ مبادئ كل علم عشرة الحدُّ والموضوع ثمَّ الثمرة
وفضله ونسبةٌ والواضع والاسم والاستمداد حكم الشارع
مسائلٌ والبعض بالبعض اكتفى ومن درى الجميع حاز الشرف
أولاً : حدُّه :
التجويد في اللغة : مأخوذ مِن جوَّدَ يُجوِّدُ تجويداً ، أي حسَّن يُحسِّن تحسيناً ، فهو في اللغة يعني : التحسين ، يُقال : هذا شيء جيِّد أي حَسَنٌ ، وهذا جوادٌ أي متصف بصفات الحسن .
وفي الاصطلاح : هو إعطاء كلِّ حرف حقه ومستحقه من مخرجٍ وصفةٍ وغنَّةٍ ومدٍّ وترقيقٍ وتفخيمٍ وغيرِ ذلك من أحكام التجويد .[12]
ثانياً : موضوعه : الألفاظ القرآنية الكريمة .
ثالثاً : ثمرته : صون اللسان عن الخطأ في كلمات القرآن الكريم .
رابعاًً : نسبته إلى غيره من العلوم :
هو من أجلِّ العلوم الشرعية والعربية ، لتعلقه بالقرآن الكريم .
خامساً : فضله : هو من أشرف العلوم وأفضلها ، والأدلة في ذلك كثيرة .
سادساً : واضعه : أئمة القراءة .
سابعاً : اسمه : علم التجويد أو فنّ التجويد .
ثامناً : استمداده :
من القرآن الكريم والسنة المطهرة وكيفية قراءة الصحابة والتابعين وأئمة التلاوة .
تاسعاً : حكمه :
العلم به فرض كفاية والعمل به فرض عين على كل مسلم ومسلمة ؛ قال تعالى : { ورتِّل القرآن ترتيلاً } أي جوده تجويداً .
عاشراً : مسائله :
أحكام النون الساكنة والتنوين والمدود والمخارج والصفات وغيرها من الأحكام .
رابعاً : آداب التلاوة :
لقد بسط القول في ذلك الإمام النووي [13]ـ رحمه الله ـ في كتابه : ( التبيان في آداب حملة القرآن ) [14]، ونذكر منها على سبيل الإجمال :
1 ـ الإخلاص . 2 ـ الوضوء . 3 ـ السواك .
4 ـ التطيّب . 5 ـ الخشوع . 6 ـ التدبر .
7 ـ استقبال القبلة . 8 ـ الاستعاذة . 9 ـ البسملة .
10 ـ الترتيل .
11 ـ أن يسأل الله الرحمة إذا مرَّ على آية رحمه ، ويسأل الله أن يعيذه من عذاب جهنم ، ويسأل الله المغفرة .
12 ـ أن يعمل التالي لكتاب الله بأوامره ونواهيه ، وأن يُحِلَّ حلاله ويُحَرِّمَ حرامه ويعمل بمحكمه ويؤمن بمتشابهه ويعتبر بأمثاله .
خامساً : اللحن :
1 ـ تعريفه : لغة : الخطأ والميل عن الصواب .
واصطلاحاً : هو الخطأ والتقصير في قراءة القرآن الكريم مثل قَصْرِ الممدود ومدِّ المقصور والخلط بين الإدغام والإخفاء ونحو ذلك مما يُخِلُّ بآداب تلاوة القرآن الكريم ، وينقسم إلى قسمين :
2 ـ أقسامه :
أ ـ لحن جلي : وهو الخطأ يطرأ على الألفاظ فيُخلُّ بعرف القراءة ، سواءٌ أخلَّ بالمعنى أم لم يُخلّ بالمعنى ، ويشترك في معرفته علماء هذا الفن وغيرهم ، وهو يقع بتغيير حرف بحرف أو حركة بحركة .[15]
مثاله : { الضآلـِّين } فيقول : ( الظآلـِّين ) و { إيّاك نعبُد } فيقول : ( نعبَد ) بفتح الباء ؛ وهذا محرم ، و { أنعمتَ } فيقول : ( أنعمتُ ) بضمِّ التاء فيتغير المعنى ، ومما لا شكَّ فيه أن تغير المعنى من المخَاطَبِ إلى المتكلِّمِ إن قصدها فقد خرج بذلك عن دين الإسلام .
حكمه : حرام يأثم القارئ بفعله ، وإن تعمده فهو كافر .
ب ـ لحن خفي : وهو الخطأ يطرأ على الألفاظ فيُخلُّ بالعرف دون المعنى ، ولا يعرفه إلا علماء القراءة ، ويقع بترك الغنَّات وقصر الممدود ومدِّ المقصور .
مثاله : { يشآء } فيقرأها بالقصر ( يشاء ) بدون مدٍّ عند من مدَّها كحفصٍ رحمه الله في روايته .
حكمه : مكروه ، وقيل : يحرم ، لذهابه برونق القراءة .
سادساً : الاستعاذة :
1 ـ صيغتها :
ذكر أبو عمرو الداني رحمه الله منها في بعض تآليفه أربع صيغ :
أ ـ ( أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ) .
ب ـ ( أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم ) .
ج ـ ( أعوذ بالله العظيم من الشيطان الرجيم ) .
د ـ ( أستعيذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم ) .
والمختار لجميع القراء من حيث الرواية : ( أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ) لموافقته اللفظ الوارد في سورة النحل .اهـ[16]
يقول الشاطبي رحمه الله : [17]
إذا ما أردت الدهر تقرأ فاستعذ جهاراً من الشيطان بالله مسجلا
على ما أتى في النحل يسرا وإن تزد لربك تنزيها فلست مجهلا
وقال الداني في تيسيره : اعلم أنَّ المستعمل عند الحُذَّاق من أهل الأداء في لفظها : ( أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ) دون غيره ؛ وذلك لموافقة الكتاب والسنة.[18]
ومن العلماء من اختار الصيغة الثانية ليجمع بين قوله تعالى : { وإِمَّا ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله إنه هو السميع العليم }[19] وقوله تعالى : { فإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم } [20].
2 ـ حكمها : مستحبة ؛ وقيل : واجبة .
3 ـ معناها : ألجأ وأعتصم وألوذ بالله سبحانه وتعالى من الشيطان الرجيم ـ أي المرجوم ـ .
وتكون عند الشروع في القراءة ، فإن قطع القراءة وتخلل القطع كلامٌ دنيوي ليس لصالح الأداء والقراءة ؛ لزم القارئ الإتيانُ باستعاذة جديدة ؛ وذلك لفصله بين كلام الله عز وجل وكلام البشر ، لأنَّ الشرط عند الشروع في القراءة الإتيان بالاستعاذة ؛ كما في سورة النحل إذ قال تعالى : { فإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم } [21].
4 ـ من أحكامها :
الاستعاذة لها أربع حالات : حالتان يُجْهَرُ بها فيهما ، وحالتان يُسَرُّ بها فيهما ، فيُجهر بها في المحافل والتعليم ويُسرُّ بها في الصلاة والانفراد .
ويمكن أن يُقال :
1 ـ إذا قرأت جهراً تجهر بها .
2 ـ إذا كنت تقرأ في مقام التعليم كالمدرسة ؛ وبدأت القراءة تجهر بها .
3 ـ تُسرُّ بها في الصلاة ، وإذا كانت القراءة متواصلة .
سابعاً : البسملة :
أثبتها عند بداية السورة المكيون والكوفيون ومنهم حفص إذ جعلوها آية من كل سورة ، وأمُّ القرآن عندهم سبع آيات بالبسملة .
يقول الشيخ عبد الفتاح القاضي[22] في ( نفائس البيان ) وهو يَعُدُّ آيات الفاتحة:
و الكوفِ مع مَكٍّ يَعُدُّ البسملة ***سواهما أولى عليهم عُدَّ له
والمعنى : أن الكوفيين وهم عاصم وحمزة والكسائي مع المكي وهو ابن كثير رووا عن مشايخهم في القراءة بأسانيدهم المنتهية إلى النبي r عَدَّ البسملةَ آيةً من الفاتحة .
والكوفيون ثلاثة : عاصم وحمزة والكسائي ، هذا من طريق الشاطبية ، أمَّا من طريق طيبة النشر ؛ فالكوفيون أربعة : عاصم وحمزة والكسائي وخَلَفُ العاشر.
1 ـ صيغتها : ( بسم الله الرحمن الرحيم ) .
2 ـ حكمها : الندب عند الجمهور ، وقال بعضهم بوجوبه . اهـ [23]
3 ـ معناها : أبدأ باسم الله الرحمن الرحيم ؛ لأنَّ كل أمرٍ ذي بال لا يُبدأ فيه باسم الله تعالى فهو أبتر ، أو يكون المعنى : باسم الله الرحمن الرحيم أقرأ ، وهو أصحُّ .
4 ـ من أحكامها :
1 ـ أنها تُقرأ في بداية كلِّ سورة ما عدا سورة التوبة، ويرجع ذلك لأسباب:
أ ـ لأنَّ البسملة فيها رحمة وأمان ، وسورة التوبة نزلت في الكافرين والمنافقين [24]؛ فلا رحمة عليهم ولا أمان لهم ولذلك لا تُقرأ ، قال ابن عباس t : سألت علياً t : لِمَ لَمْ تُكتب البسملة في أول براءة ؟ فقال : لأنَّ ( بسم الله ) أمان ، و ( براءة ) ليس فيها أمان لأَنَّهَا نزلت بالسيف ولا تَنَاسُبَ بين الأمانِ والسَّيْفِ .اهـ[25]
قال الشاطبي رحمه الله تعالى :[26]
ومهما تصلها أو بدأت براءةً لتنزيلها بالسيف لست مبسملا
ولا بد منها في ابتدائك سورةً سواها وفي الأجزاء خير من تلا
ب ـ وقيل بأنَّ الرسول r تلقَّاها من جبريل عليه السلام ولم يقرأ عليه بالبسملة ولم يقرأها النبي r على أصحابه ، فلذلك لا تُقرأ لأنها وحيٌ ولم ينزل بها جبريل .
ج ـ وقيل : إنها تتمة لسورة الأنفال ؛ كما قال عثمان t .[27]
ثامناً : أوجه قراءة آخر سورة الأنفال مع أول التوبة :
1 ـ الوصل ، فتقول : { إنَّ الله بكل شيء عليمٌ برآءة من الله ورسوله ...}الآية .
2 ـ السكت ـ ويكون بلا تنفُّس ـ فتقول : { إنَّ الله بكل شيء عليمْ } ثمَّ تسكت بلا تنفس برهةً ثمَّ تقرأ { برآءة } .
3 ـ الوقف ـ ويكون بِتَنَفُّسٍ ـ فتقول: { إنَّ الله بكل شيء عليمْ } { برآءة }.
والوقف في اللغة : القطع والمنع ، واصطلاحاً عند أهل هذا العلم : قطع القراءة بنية استئنافها لا الإعراض عنها بقصد الراحة .
تاسعاً : أحوال البسملة عند الوصل بين السورتين :
1 ـ وصل الجميع ، أي وصل الأول بالثاني ؛ ووصل الثاني بالثالث ، فتقول : {ولم يكن له كُفُواً أحدٌ بسم الله الرحمن الرحيمِ قل أعوذ برب الفلق } .
2 ـ قطع الجميع ، أي قطع الأول عن الثاني ؛ وقطع الثاني عن الثالث ، فتقول : { ولم يكن له كُفُواً أحدْ } { بسم الله الرحمن الرحيمْ } { قل أعوذ برب الفلق } .
3 ـ قطع الأول ووصل الثاني بالثالث ، فتقول : { ولم يكن له كُفُواً أحدْ } {بسم الله الرحمن الرحيمِ قل أعوذ برب الفلق } .
4 ـ وصل الأول بالثاني وقطع الثالث ، فتقول : { ولم يكن له كُفُواً أحدٌ بسم الله الرحمن الرحيمْ } { قل أعوذ برب الفلق } .
وهذا الوجه غير جائز لأسباب :
1 ـ لأنَّ الأصل في البسملة الابتداء .
2 ـ لدفع توهم الجاهل بأنَّ البسملة من السورة السابقة .
عاشراً : أوجه ابتداء القراءة بالاستعاذة والبسملة :
1 ـ وصل الجميع ، فتقول : { أعوذ بالله من الشيطان الرجيمِ بسم الله الرحمن الرحيمِ
قل هو الله أحدْ } .
2 ـ قطع الجميع ، فتقول :{ أعوذ بالله من الشيطان الرجيم } { بسم الله الرحمن الرحيم } { قل هو الله أحدْ } .
3 ـ قطع الأول ووصل الثاني بالثالث ، فتقول : { أعوذ بالله من الشيطان الرجيم} { بسم الله الرحمن الرحيمِ قل هو الله أحدْ } .
4 ـ وصل الأول بالثاني وقطع الثالث ، فتقول : { أعوذ بالله من الشيطان الرجيمِ بسم الله الرحمن الرحيم } { قل هو الله أحدْ } .
الحادي عشر : مراتب التلاوة :
1 ـ الترتيل : وهو القراءة بتؤدةٍ واطمئنان .
2 ـ التحقيق : هو مثل الترتيل إلا أنه أكثر منه اطمئناناً ، وهو مأخوذ به في مقام التعليم .
3 ـ الحدر : وهو الإسراع بالقراءة مع مراعاة التجويد وعدم الإخلال به .
4 ـ التدوير : وهو حالة متوسطة بين الترتيل والحدر ، وهو المأخوذ به في مقام التعبد والتفكر في المعاني واستحضار ما ترشد إليه الآيات من أوامرٍ ونواهٍ وكلِّ ما يتعلق بالمعاني .
الثاني عشر : أركان التلاوة :
1 ـ موافقة وجهٍ من أوجهِ النحو .
2 ـ موافقة الرسم العثماني .
3 ـ صحَّة الإسناد .
يقول ابن الجزري في طيبة النشر :[28]
فكلُّ ما وافق وجه نحوِ وكان للرسم احتمالاً يحوي
وصحَّ إسناداً هو القرآنُ فهذه الثلاثة الأركانُ
وحيثما يختلَّ ركنٌ أثبتِ شذوذه لو أنَّه في السبعةِ
القسم الثاني :
أولاً : مقدمة التعليق على تحفة الأطفال والغلمان في تجويد القرآن .
ثانياً : شرح المنظومة .
أولاً : مقدمة التعليق على تحفة الأطفال والغلمان في تجويد القرآن :
تُعتبر هذه المنظومة من المنظومات التي صُنِّفت في فنِّ التجويد ليحفظها صغار الطلبة ، ألَّفها الشيخ سليمان بن حسين الجمزوري من علماء القرن الثاني عشر الهجري .
وتتكون هذه المنظومة من واحد وستين بيتاً وتمتاز بسهولة العبارة وجمال التركيب ، والإلمام بالمعاني الكثيرة بكلام قليل ؛ فقد وضَّحت الخفيَّ وقرَّبت القَصِيَّ ؛ وكشفت وأبانت أحكام التجويد وجعلته سهلاً مستساغاً لطالبي هذا العلم بِدْأً من صغار السن من الصبية إلى الشباب إلى الشيوخ .
وقد شرحها الناظم نفسه في كتاب ( فتح الأقفال بشرح متن تحفة الأطفال)[29] ، ثمَّ تولى شرح هذه المنظومة من القدماء الشيخ محمد الميهي[30] في كتاب أسماه (فتح الملك المتعال ) ، ومن المتأخرين شرحها أيضاً الشيخ علي بن محمد الضباع ، كما شرحها غير واحد من المتأخرين .[31]
وهذا أيضاً تعليق مختصر على تحفة الأطفال أسميته :
[ التعليقات الحسان على تحفة الأطفال والغلمان في تجويد القرآن ]
أسأل الله تعالى أن ينفع بها طلبة العلم ، إنه ولي ذلك والقادر عليه . آمين .
ثانياً : شرح المنظومة :
بسم الله الرحمن الرحيم
يقول الناظم رحمه الله تعالى :
1 ـ يَقُولُ رَاجِي رَحْمَةِ الْغَفُورِ دَوْمَاً سُلَيْمَانُ هُوَ الْجَمْزُورِي
أي يقول سليمان الجمزوري دائماً حال كونه راجياً لرحمة الغفور سبحانه وتعالى ، ( سليمان هو الجمزوري ) هو سليمان بن حسين بن محمد الجمزوري الشافعي ، ولد بطنطا في ربيع الأول سنة بضع وستين بعد المائة والألف من الهجرة النبوية ، والمتوفى بعد سنة ( 1198هـ ) رحمه الله تعالى .[32]
2 ـ الْحَمْدُ لله مُصَلِّيَاً عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلهِ وَمَنْ تَلا
يقول دائماً إذا بدأ كلامه ( الحمد لله ) لأنَّ الله تعالى هو أهل الحمد والثناء ، ( مصلياً على محمد ) أي حال كونه مصلياً على محمد r ، وصلاة الله على محمد r أي ثناؤه عليه ، ( وآله ) يَحتمل أزواجه آل بيته فقط ، ويحتمل أيضاً الصحابة y عموماً ومن تبعهم إلى يوم الدين ، ( ومن تلا ) يُحتمل من تلا آل بيته من الصحابة والتابعين ومن تبعهم ، ويُحتمل أن يكون المعنى من تلا القرآن الكريم من آلِ بيته وغيرهم ، فعلى المعنى الأول يكون معنى الآل هم أزواجه وآل بيته فقط ، وعلى المعنى الثاني يكون معنى الآل الصحابة عموماً ؛ أزواجه وغيرهم .
3 ـ وَبَعْدُ فهَذَا الْنَّظْمُ لِلْمُرِيْدِ فِيْ الْنُّوْنِ وَالْتَّنْوِيْنِ وَالْمُدُوْدِ
( هذا النظم ) الذي تراه أو الذي تقرأه ( للمُرِيدِ ) أي لمن أراد تعلُّم هذا الفن الذي يتكلم ( في النون والتنوين والمدود ) وهذا هو موضوع هذا النظم .
واقتصر المؤلف على ذكر النون والتنوين والمدود من باب التغليب ، ولأنها من أكثر الأحكام وروداً في القرآن الكريم .
4 ـ سَمَّيْتُهُ ( بِتُحْفَةِ الأَطْفَالِ ) عَنْ شَيْخِنَا الْمَيْهِيِّ ذَيِ الْكَمَالِ
سميت هذا النظم بـ ( تحفة الأطفال والغلمان في تجويد القرآن ) وأخذت هذا العلم عن شيخي ( الميهي ) وهو علي بن عمر الميهي ؛ وقيل : محمد الميهي ( ذي الكمال ) أي ذي الكمال البشري في هذا الفن ، وهذا من الإطراء ، وإلا فإنَّ الكمال لله سبحانه وحده ولرسوله r على البشر جميعاً .
5 ـ أَرْجُوْ بِهِ أَنْ يَنْفَعَ الْطُّلابَا وَالأَجْرَ وَالْقَبُولَ وَالْثَّوَابَا
( أرجو ) من الله تعالى ( به ) أي بهذا النظم ( أن ينفع الطلابا ) الذين يطلبون هذا العلم، وأرجو ( الأجر ) من الله تعالى ، وأيضاً أرجو ( القبول والثواب) منه تعالى .
أحكام النون الساكنة والتنوين
النون الساكنة : هي النون التي لا حركة لها ؛ وهي نون ( مِنْ ) و ( عنْ ) ، وتثبت خطاً ولفظاً ووصلاً ووقفاً ، وتكون في الأسماء والأفعال والحروف ، متوسطة ومتطرفة .اهـ [33]
التنوين : هي نون ساكنة زائدة تلحق آخر الاسم لفظاً ووصلاً وتفارقه خطاً ووقفاً ولا يكون إلا متطرفاً . اهـ [34]
6 ـ لِلنُّوْنِ إِنْ تَسْكُنْ وَلِلتَّنْوِيْنِ أَرْبَعُ أَحْكَامٍ فَخُذْ تَبْيِينِي
يعني أنَّ النون الساكنة والتنوين لهما بالنسبة لما يقع بعدهما من الحروف أربعة أحكام : الإظهار والإدغام والإقلاب والإخفاء ، وذلك بجعل قسميِّ الإدغام قسماً واحداً .[35]
7 ـ فَالأَوَلُ الإِظْهَارُ قَبْلَ أَحْرُفِ لِلْحَلْقِ سِتٍّ رُتِّبَتْ فَلْتَعْرِفِ
8 ـ هَمْزٌ فَهَاءٌ ثُمَّ عَيْنٌ حَاءُ مَهْمَلَتَانِ ثُمَّ غَيْنٌ خَاءُ
يعني أنَّ ( الأول ) من أحكام النون الساكنة والتنوين ( الإظهار ) وهو في اللغة : الوضوح والبيان ، تقول : ظهر الحق أي بَانَ وَوَضَحَ .
وفي الاصطلاح : هو إخراج كل حرف من مخرجه من غير غنة في الحرف المظهر ، فتظهر النون الساكنة أو التنوين إذا وقع بعدهما حرف من حروف الحلق الستة .
( للحلق ستٍّ رُتبت ) لقد ذكر الناظم هذه الحروف بحسب ترتيب مخرجها من الحلق فقال : ( همز فهاء ) فالهمزة والهاء تخرجان من أقصى الحلق ، أي أبعدَ عن الحنك ، ( ثم عين حاء ) والعين والحاء تخرجان من وسط الحلق ( مهملتان ) أي خاليتان من النقط ، وضدهما المعجمة ، ( ثم غين خاء ) والغين والخاء تخرجان من أدنى الحلق مما يلي الحنك ، ولذلك يُسمى هذا الإظهار إظهاراً حلقياً .
وإليك الأمثلة : قال تعالى :
{ينْئَون } { منْ آمن }{كلٌ ءامن }{ مِنْهم } { مِنْ هاد } { جرفٍ هار } {أنْعَمت} { مِنْ علم }{ حقيقٌ على } { يَنْحِتون } { مِنْ حَكيم } { مِنْ حَكيمٍ حَميد} { فسيُنْغِضون } { مِنْ غِلّ }{ قولاً غَير }{ والمنْخَنِقة } { مِنْ خَير } {لطيفٌ خَبير } .
ولقد جمع بعضهم حروف الإظهار في أوائل هذه الكلمات : ( أخي هاك علماً حازه غير خاسر ) وأيضاً في أوائل قولك : ( إذا غاب عني حبيبي هَمَّنِي خبره ) .
9 ـ وَالْثَّانِ إِدْغَامٌ بِسِتَّةٍ أَتَتْ فِيْ ( يَرْمَلُوْنَ ) عِنْدَهُمْ قَدْ ثَبَتَتْ
10 ـ لَكِنَّهَا قِسْمَانِ قِسْمٌ يُدْغَمَا فِيْهِ بِغُنَّةٍ بِـ ( يَنْمُو ) عُلِمَا
11 ـ إِلاَّ إِذَا كَانَا بِكِلْمَةٍ فَلا تُدْغِمْ كَدُنْيَا ثُمَّ صِنْوَانٌ تَلا
12 ـ وَالْثَّانِ إِدْغَامٌ بِغَيْرِ غُنَّهْ فِيْ الَّلامِ وَالْرَّا ثُمَّ كَرِّرَنَّهْ
الحكم الثاني من أحكام النون الساكنة والتنوين هو الإدغام ، وهو في اللغة : إدخال الشيء في الشيء .
وفي الاصطلاح : التقاء حرف ساكن بحرف متحرك بحيث يصيران حرفاً واحداً مشدَّدَاً من جنس الثاني ، يرتفع عنه اللسان ارتفاعَةً واحدة .
وحروفه : ( ستة أتت ) أي بعد النون الساكنة والتنوين ، مجموعة في قولك : ( يرملون ) ، ( عندهم قد ثبتت ) أي عند القراء .
وينقسم هذا الإدغام إلى قسمين :
1ـ إدغام بغنَّة : وحروفه أربعة مجموعة في قولك : ( ينمو ) وهذا الإدغام يُسمى إدغاماً ناقصاً لذهاب الحرف وهو النون الساكنة ، وبقاء الصفة وهي الغنَّة .
وإليك الأمثلة :
قال الله تعالى : { منْ يقول } { برقٌ يجعلون }{ منْ نعمة } { يومئذٍ ناعمة } { منْ مَال الله } { لؤلؤاً منْثوراً } { مِنْ وَال } { ولكلٍ وِجهة } .
تنبيه :
الإدغام بغنَّة كما رأينا لا يكون إلا من كلمتين ، فإذا وقع حرف الإدغام والنون الساكنة في كلمة واحدة وجب إظهارها ، وذلك في أربع كلمات في القرآن الكريم لا خامس لها وهي : { الدنْيا } { قنْوان } { صنْوان } { بنْيان } ، ويُسمى هذا بالإظهار المطلق .[36]
وسبب وجوب الإظهار هنا هو مخافة مشابهة المضاعف ـ أي المشدد ـ اهـ .[37]
2ـ إدغام بغير غنَّة : وله حرفان وهما اللام والراء ، وهذا الإدغام يُسمى إدغاماً كاملاً لذهاب الحرف والصفة معاً ، وقوله : ( ثم كررنه ) أي أن الراء حرف تكرير ، والتكرار من صفات الراء يجب الحذر منه .
وإليك الأمثلة : قال الله تعالى :
{ مِنْ لدنْه } { ويلٌ لِكلِّ همزةٍ لمزةٍ } { مِنْ رَبهم } { منْ غَفورٍ رَحيم } .
تعريف الغنَّة : لغة : صوت يخرج من الخيشوم ، يشبه أنين الغزال .
واصطلاحاً : صوت لذيذ مركَّب على ظهر النون والتنوين والميم .
حكمها : تُغَنُّ بمقدار حركتين ؛ في جسم النون والميم المشدَّدَتين يُشبه صوت الريم إذا ضاع ولدها .
يقول صاحب التحفة كما سيأتي :
وَغُنَّ مِيْمَاً ثُمَّ نُوْنَاً شُدِّدَا وَسَمِّ كُلاًّ حَرْفَ غُنَّةٍ بَدَا
13 ـ وَالْثَّاْلِثُ الإِقْلاَبُ عِنْدَ الْبَاءِ مِيْمَاً بِغُنَّةٍ مَعَ الإِخْفَاءِ
والحكم ( الثالث ) من أحكام النون الساكنة والتنوين هو ( الإقلاب ) وهو في اللغة : تحويل الشيء عن وجهه .
واصطلاحاً : قلب النون الساكنة أو التنوين ميماً ( عند الباء ) مع مراعاة الغنَّة والإخفاء .
وللإقلاب حرف واحد وهو الباء فقط .
وإليك الأمثلة : قال الله تعالى :
{ أنْبئهم } { أنْ بورك } { إنَّ الله سميعٌ بصير } .
14 ـ وَالْرَّابِعُ الإِخْفَاءُ عِنْدَ الْفَاضِلِ مِنَ الْحُرُوْفِ وَاجِبٌ لِلْفَاْضِلِ
15 ـ فِيْ خَمْسَةٍ مِنْ بَعْدِ عَشْرٍ رَمْزُهَا فِيْ كِلْمِ هَذَا الْبَيْتِ قَدْ ضَمَّنْتُهَا
16 ـ صِفْ ذَا ثَنَا كَمْ جَاْدَ شَخْصٌ قَدْ سَمَا دُمْ طَيِّبَاً زَدْ فِيْ تُقَىً ضَعْ ظَاْلِمَا
أي الحكم ( الرابع ) من أحكام النون الساكنة والتنوين هو ( الإخفاء ) وهو في اللغة : الستر ، نقول : أخفيت الشيء أي سترته .
واصطلاحاً : هو النطق بالحرفين بصفة بين الإظهار والإدغام عارٍ من التشديد مع بقاء الغنَّة في الحرف الأول .
والإخفاء يكون ( عند الفاضل من الحروف ) أي الحروف المتبقية بعد حروف الإظهار والإدغام والإقلاب . والإتيان بالإخفاء ( واجب للفاضل ) أي للقارئ الفاضل الكريم أو الإخفاء واجب عند الفاضل من الحروف .
وعدد حروف الإخفاء خمسة عشر حرفاً ، وهي المتبقية ؛ مجموعة في أوائل كلم هذا البيت :
( صِفْ ذَا ثَنَا كَمْ جَاْدَ شَخْصٌ قَدْ سَمَا دُمْ طَيِّبَاً زَدْ فِيْ تُقَىً ضَعْ ظَاْلِمَاً )
ص ـ ذ ـ ث ـ ك ـ ج ـ ش ـ ق ـ س ـ د ـ ط ـ ز ـ ف ـ ت ـ ض ـ ظ .
معنى البيت : هذا البيت جاء به الشيخ ليبين حروف الإخفاء ، وجعل كلَّ حرف يريده في أوائل كلك كلمة من هذا البيت السابق الذي نهض بمراد الناظم ، وبالإضافة إلى أنَّه خاصٌّ بالإخفاء إلا أنَّه قد حمل من المعاني العظام والسمو والفخامة في الألفاظ ، فلو قرأ هذا البيت مُتلقٍّ دون أن يدري بأنَّ هذا البيت خاصٌّ بعلم التجويد لخرج منه بهذه النتيجة وهي : صف صاحب الثناء والمدح المستحق لذلك فكم قد سما وارتفع قدر الشخص الذي جاد وبذل العطاء واتصف بالكرم ، فواظب أيها المسلم على حسن الخلق وكن دائماً طيباً وازدد في التقى فخير الزاد التقوى ؛ قال تعالى : { وتزودوا فإنَّ خير الزاد التقوى واتقون يا أولي الألباب }[38] وضع الظالم واهجره ولا تجالسه ، قال تعالى : { ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار } [39].
ويُسمَّى هذا الإخفاء إخفاءً حقيقياً لأنَّ حقيقة الإخفاء ظهرت فيه .
وإليك الأمثلة للنون من كلمة وكلمتين وللتنوين ولا تكون إلا من كلمتين :
قال الله تعالى : { ينْصركم }{ أنْ صدوكم }{ ريحاً صرصراً }{ لينْذر }{ منْ ذهب}{ ظلٍّ ذي ثلاث شعب }{ والأنْثى }{ منْ ثمرة }{ قولاً ثقيلاً }{ ينْكثون}{منْ كان}{علياً كبيراً} { وأنْجينا }{ منْ جاء }{ خلقٍ جديد }{ فأنْشرنا }{فمنْ شهد}{إنَّه غفورٌ شكور} { وينْقلب }{ منْ قرار }{ مثلاً قرية }{ منْسأته }{منْ سلالة}{ورجلاً سلماً لرجل} { أنْداداً }{ منْ دآبة }{ وكأساً دهاقاً }{ بقنْطار}{منْ طين }{صعيداً طيباً } { تنْزيل }{ منْ زوال }{ صعيداً زلقاً }{ فانْفلق }{ وإنْ فاتكم }{ خالداً فيها } { وكنْتم }{ ومنْ تاب }{ جنَّاتٍ تجري }{ منْضود }{ ومنْ ضلَّ }{وكلاً ضربنا} { ينْظرون }{ منْ ظهير }{ ظلاً ظليلاً } .
أحكام الميم والنون المشددتين
الميم والنون المشدَّدتان هما الحرفان اللذان يُغَنَّا بمقدار حركتين لوجود التشديد ، والحرف المشدَّد بوزن حرفين ، يقول الناظم :
17 ـ وَغُنَّ مِيْمَاً ثُمَّ نُوْنَاً شُدِّدَا وَسَمِّ كُلاًّ حَرْفَ غُنَّةٍ بَدَا
أي حكم الميم والنون المشددتين وجوب الغنة ، مثل قوله تعالى : { إنَّ } { فلمَّا }.
وتُغنُّ الميم والنون المشدَّدتان في حالة الوصل والوقف سواء وقع كلٌّ منهما في وسط الكلمة أو في آخرها ، وقوله : ( بدا ) أي ظهر واتضح .
ومقدار الغنة : حركتان فقط .
ومقدار الحركة : زمن قبض الإصبع أو بسطه .
ونسمِّي كلاً منهما : حرفَ غُنَّةٍ مُشَدَّدَاً .
ويوجد كلٌّ من الميم والنون المشدَّدتين في الأسماء والأفعال والحروف .
وإليك الأمثلة : قال الله تعالى :
{ من الجنَّة والنَّاس }{ يمنُّون }{ لقد منَّ الله }{ إنَّ }{ أنَّ }{ لكنَّ } {محمَّد رسول الله }{ همَّت به }{ فأمَّا من }{ ثمَّ إليه تُرجعون } .
أحكام الميم الساكنة
الميم الساكنة : هي الخالية من الحركة ، مثل قوله تعالى : { لـمْ } {منكمْ} { لكمْ } .
يقول الناظم :
18 ـ وَالْمِيْمُ إِنْ تَسْكُنْ تَجِي قَبْلَ الْهِجَا لاَ أَلِفٍ لَيِّنَةٍ لِذِي الْحِجَا
أي أنَّ الميم الساكنة تأتي قبل حروف الهجاء إلا الألف اللينة ، لأن الألف اللينة لا تكون إلا إذا كان ما قبلها مفتوحاً ، ولا يمكن أن يأتيَ قبلها ساكن ، وهذا معلوم ( لذي الحِجا ) أي لذي العقول النَّيِّرَةِ .
يقول الناظم :
19 ـ أَحْكَاْمُهَاْ ثَلاَثَةٌ لِمَنْ ضَبَطْ إِخْفَاءٌ اِدْغَامٌ وَإِظْهَارٌ فَقَطْ
أي أنَّ من ضبط هذا الفن وأتقنه علم أنَّ للميم الساكنة ثلاثة أحكام وهي : الإخفاء والإدغام والإظهار لا غير .
يقول الناظم :
20 ـ فَالأَوَّلُ الإِخْفَاْءُ عِنْدَ الْبَاْءِ وَسَمِّهِ الْشَّفْوِيَّ لِلْقُرَّاءِ
فالحكم الأول من أحكام الميم الساكنة هو : ( الإخفاء ) ، وقد تقدم تعريفه في أحكام النون الساكنة والتنوين ، وهذا الإخفاء يكون عند حرف ( الباء ) ، مثاله : قول الله تعالى : { يوم همْ بَارزون } ، فإذا وقعت ميم ساكنة ووقع بعدها حرف الباء فحكمها يكون الإخفاء .
ويُسمَّى هذا الإخفاء إخفاءً شفوياً لخروج حرفي الميم والباء من الشفة .
قال ابن الجزري : [40]
للشفتين الواو باءٌ ميم وغنةٌ مخرجها الخيشوم
يقول الناظم :
21 ـ وَالْثَّاْنِ إِدْغَاْمٌ بِمِثْلِهَاْ أَتَى وَسَمِّه اِدْغَاْمَاً صَغِيْرَاً يَاْ فَتَى
والحكم الثاني من أحكام الميم الساكنة الإدغام ، وقد تقدم تعريفه في باب النون الساكنة والتنوين .
وهذا الإدغام يكون عند حرف الميم فقط ، مثاله : قول الله عزَّ وجلَّ : {ولكمْ ما كسبتم } .
فإذا وقعت ميم ساكنة ووقع بعدها حرف الميم ؛ فإن حكم الميم الساكنة إدغامها في الميم التي تليها .
ونُسَمِّي هذا الإدغام إدغامَ مثلين صغير ، لأن الميم الساكنة وقع بعدها ميم مثلها متحرِّكة .
وهناك إدغام مثلين كبير وهو : التقاء حرف متحرك بحرف مثله متحرك ؛ فيُدغم الأول في الثاني فيصيران حرفاً واحداً مشدَّداً .
مثاله : أن يُدغم الميم في قوله تعالى : { الرحيمِ مَالك يوم الدين } عند ابن عمرو وعند يعقوب في أحد وجهيه .
قال أبو جعفر أحمد بن الباذش رحمه الله [41]: سمَّوه كبيراً لأنه أكثر من الصغير ، ولما فيه من تصيير المتحرك ساكناً ، وليس ذلك في الإدغام الصغير ، ولما فيه من الصعوبة ، وهو مِمَّا انفرد به أبو عمرو ـ وهو أحد القراء السبعة ـ . اهـ[42]
وسُمِّيَ كبيراً لعدم الإدغام عند من حرَّكَ الحرف الأول ، وقد انفرد أبو عمرو البصري ويعقوب ـ كما أسلفنا قريباً ـ بتسكين أولى المثلين فنتج عنه بعد أن كان إدغاماً كبيراً صار إدغاماً صغيراً لسكون أوله ، وسيأتي ذكر ذلك في موضعه (باب المثلين ) إن شاء الله تعالى .
يقول الناظم :
22 ـ وَالْثَّاْلِثُ الإِظْهَاْرُ فِيْ الْبَقِيَّهْ مِنْ أَحْرُفٍ وَسَمِّهَا شَفَوِيِّهْ
23 ـ وَاحْذَرْ لَدَى وَاوٍ وَفَا أَنْ تَخْتَفِي لِقُرْبِهَا وَالاتِّحَادَ فَاعْرِفِ
في البيتين السابقين يتحدَّثُ عن الحكم ( الثالث ) من أحكام الميم الساكنة وهو : ( الإظهار ) ويكون عند الحروف المتبقية من حروف الهجاء .
ويكون في كلمة واحدة ، مثل قوله تعالى : { تُمْسُون } ، وفي كلمتين ، مثل قوله تعالى : { ألَمْ تَر } { ألَمْ يَجدك } .
وهذا الإظهار يُسمَّى إظهاراً شفوياً ، وقد سبق تعريفنا للإظهار عامة عند ذكرنا للإظهار الحلقي في أحكام النون الساكنة والتنوين .
( واحذر ) أيها القارئ الكريم ( لدى واوٍ وفا ) أي عند الواو والفاء ( أن تختفي ) أي الميم الساكنة عند هذين الحرفين ، بل يجب مراعاة شِدَّةِ إظهار الميم عندهما أكثر من غيرهما من الحروف لاتحاد الميم مع الواو في المخرج وهو الشفتان ، ولقربها مع الفاء في المخرج ؛ حيث إنَّ الفاء تخرج من بطن الشفة .
يقول ابن الجزري :[43]
مِنْ طَرَفَيهمَا ، وَمِنْ بَطْنِ الشَّفَهْ فَالفَا مَعَ اطْرَافِ الثَّنَايَا المُشْرِفَهْ
مثل قوله تعالى : { عليهمْ وَلا الضآلِّين } { وتركهمْ فِي ظلمات لا يبصرون } { الله يستهزئ بهمْ ويمدهمْ في طغيانهم يعمهون } .
وقد يقع بعض القراء المشهورين في إخفاء الفاء أكثر من وقوعهم في إخفاء الواو ، ولا أزكي نفسي .
حكم لام ( الْ ) ولام الفعل
24 ـ لِلاَمِ ( اَلْ ) حَالاَنِ قَبْلَ الأَحْرُفِ أُولاَهُمَا إِظْهَاْرُهَا فَلْتَعْرِفِ
25 ـ قَبْلَ اَرْبَعٍ مَعْ عَشْرَةٍ خُذْ عِلْمَهُ مِنْ ( إِبْغِ حَجَّكَ وَخَفْ عَقِيْمَهُ )
26 ـ ثَانِيْهِمَا إِدْغَامُهَا فِيْ أَرْبَعِ وَعَشْرَةٍ أَيْضَاً وَرَمْزَهَا فَعِ
27 ـ طِبْ ثُمَّ صِلْ رَحِمَاً تَفُزْ ضِفْ ذَا نَعَمْ دَعْ سُوْءَ ظَنٍّ زُرْ شَرِيْفَاً لِلْكَرَمْ
28 ـ وَالَّلاَمَُ الاُولَى سَمِّهَا قَمَرِيَّهْ وَالَّلاَمَ الاُخْرَى سَمِّهَا شَمْسِيَّهْ
فالناظم في الأبيات السابقة يوضح لنا أنَّ ( الْ ) والمقصود بها ( ال ) التي للتعريف ، سواء صحَّ تجريدها عن بنية الكلمة أم لم يصح ، مثل كلمة : { الأرض } ، { السماء } ونحو : { الذي } ، { التي } ، وقال : ( للام ال ) أي ( الْ ) التعريف ، لهذه اللام مع أحرف الهجاء حكمان :
الحكم الأول : ( إظهارها ) :
وذلك إذا جاء بعد ( الْ ) التعريف أربعة عشر حرفاً ، والمجموعة في قولك : ( أبغ حجك وخف عقيمه ) .
أ ( همزة القطع ) ـ ب ـ غ ـ ح ـ ج ـ ك ـ و ـ خ ـ ف ـ ع ـ ق ـ ي ـ م ـ هـ .
فحكمها الإظهار ، وتسمى هذه اللام لاماً قمرية ، لظهروها في كلمة (القمر).
وإليك الأمثلة : قال الله تعالى :
{ الأرض } { الباقي }{ الغني }{ الحج }{ الجنة }{ الكريم }{ الودود} { الخالق }{ الفتَّاح }{ العليم }{ القمر }{ اليوم }{ الملك }{ الهدى } .
ومعنى القول : أي اقصد حجك وحافظ وخفْ عليه واخش عدم القبول بوقوعك في محذورات الإحرام .
والحكم الثاني : ( إدغامها ) :
وذلك إذا جاء بعد ( الْ ) التعريف أربعة عشر حرفاً المتبقِّية من حروف الهجاء ، والمجموعة في أوائل كلم هذا البيت :
( طب ثم صل رحماً تفز ضف ذا نعم دع سوء ظن زر شريفاً للكرم )
ط ـ ث ـ ص ـ ر ـ ت ـ ض ـ ذ ـ ن ـ د ـ س ـ ظ ـ ز ـ ش ـ ل .
فحكمها الإدغام ، وتُسَمِّي هذه اللام لاماً شمسية ، لإدغام اللام في كلمة (الشمس ).
وإليك الأمثلة : قال الله تعالى :
{والطَّيبات}{الثَّواب}{الصَّلاة}{الرَّحمن}{التَّائبون}{الضَّالين} {والذَّاكرين الله}{النَّاس}{ويكون الدِّين لله} {والسَّارق} {الظُّلمات} {الزَّكاة} {والشَّمس} {واللَّيل} .
وكيفية الإدغام هي أن تُقلب اللام حرفاً مثل الحرف الذي بعدها ، ثم يُدغم الحرف الأول في الثاني ، فيصيران حرفاً واحداً مشدَّداً . اهـ [44]
وفي معنى البيت : يقول الناظم : طب أيها المسلم نفساً وصل رحمك تحظى بنعيم الله عز وجل ؛ واترك ظنَّ السوء وتواصل بزيارة إخوانك من المسلمين تزدد كرماً وفضلاً .
وقد شبَّه الناظم رحمه الله لام ( ال ) بالشمس والقمر بجامع الظهور في كلٍّ .
يقول الناظم :
29 ـ وَأَظْهِرَنَّ لاَمَ فِعْلٍ مُطْلَقَاً فِيْ نَحْوِ قُلْ نَعَمْ وَقُلْنَا وَالْتَقَى
يأمر الناظم رحمه الله قائلاً : أيها الطالب عليك بإظهار حرف اللام في أي فعل ، سواءٌ كان فعلاً ماضياً مثل قوله تعالى : { إنا أنزلْناه } ، أو مضارعاً مثل قوله تعالى : {يلْتقطه } ، أو أمراً مثل قوله تعالى : { قلْ نعم } .
وللام الفعل حكمان :
1 ـ الإظهار : ويكون إذا وقع بعدها أي حرف من حروف الهجاء ، ما عدا اللام والراء ، ويقع الإظهار في الفعل الماضي والمضارع والأمر .
مثل قوله تعالى : { وأرسلْناك }{ بل هم في شك يلْعبون }{ وتوكلْ على الله } .
2 ـ الإدغام : ويكون إذا وقع بعدها حرف اللام أو الراء ، والإدغام لا يكون إلا في فعل الأمر ، مثل قوله تعالى : { وقلْ رب }{ قلْ لا أملك لنفسي نفعاً } .
وهذا حكم اللام إذا تقدمت الراء ، أمَّا إذا تقدم حرف الراء ؛ مثل : { ويسرْ لي} وجب الإظهار عند حفص ، أمَّا إدغام اللام في اللام فحكمه الإدغام للتماثل الصغير حيث سكن الأول وتحرَّك الثاني .
واقتصر المؤلف على ذكر لام ( ألْ ) ولام الفعل ، ولم يذكر بقية اللامات السواكن ، فهاك ذكرها :
لام الاسم
وحكمها الإظهار مطلقاً ، مثل قوله تعالى : { سلْسبيلاً } .
لام هلْ وبلْ
وأحكامها مثل أحكام لام الفعل ، فلها حكمان :
1 ـ الإظهار : ويكون إذا جاء بعد لام هل وبل أي حرف من حروف الهجاء ما عدا اللام والراء ، مثل قوله تعالى : { هلْ يستوي }{ هلْ أتاك }{ بلْ كانوا} { بلْ جاء } .
2 ـ الإدغام : ويكون إذا جاء بعد لام هلْ وبلْ حرف اللام أو الراء ، مثل قوله تعالى : { هلْ لكم }{ بلْ رفعه الله إليه }{ بلْ لمَّا يذوقوا عذاب } .
ولم تقع الراء بعد لام ( هلْ ) في القرآن الكريم . اهـ [45]
لام لفظ الجلالة في باب التفخيم والترقيق
التفخيم : لغة : التسمين .
واصطلاحاً : عبارة عن شيء يدخل على صوت الحرف حتى يمتلأ الفم بصداه .
والتفخيم والتغليظ والتسمين بمعنى واحد ، لكن المستعمل في اللام التغليظ ، والمستعمل في الراء التفخيم ، ويُقابله الترقيق .
الترقيق : لغة : التنحيف .
واصطلاحاً : عبارة عن شيء يدخل على صوت الحرف فلا يمتلأ الفم بصداه .
لها حكمان :
1 ـ التفخيم : وذلك في أربعة مواضع :
1 ـ إذا جاءت بعد فتح ، مثل قوله تعالى : { قالَ اللهُ } .
2 ـ إذا جاءت بعد ضم ، مثل قوله تعالى : { قال إني عبدُ الله } .
3 ـ إذا جاءت بعد ساكن ما قبله مفتوح ، مثل قوله تعالى : { وإِلَىْ الله }.
4ـ إذا جاءت بعد ساكن ما قبله مضموم ،مثل قوله تعالى : { اعبدُوْا الله}.
2 ـ الترقيق : وذلك في ثلاثة مواضع :
1 ـ إذا جاءت بعد مكسور ، مثل قوله تعالى : { أبِالله } .
2ـ إذا جاءت بعد ساكن ما قبله مكسور ،مثل قوله تعالى : { وَيُنَجِّيْ الله }.
3ـ إذا جاءت بعد تنوين،مثل قوله تعالى: { قوماً الله ْ } { أحدٌ الله الصمد}.
يقول ابن الجزري :[46]
وفخِّم اللام من اسم { الله } عن فتحٍ او ضمٍّ كـ: عبدُ الله
في المثلين والمتقاربين والمتجانسين
30 ـ إِنْ فِيْ الْصِّفَاتِ وَالْمَخَاْرِجِ اتَّفَقْ حَرْفَاْنِ فَالْمِثْلاَنِ فِيْهِمَا أَحَقْ
( المثلان ) هما الحرفان اللذان اتحدا مخرجاً وصفة كالباءين والميمين والحاءين ... إلخ .
وله ثلاثة أقسام :
1 ـ المثلان الصغير : وهو أن يكون الحرف الأول منهما ساكناً والثاني متحرِّكاً .
مثل قوله تعالى : { ولكمْ مَا كسبتم }{ اضربْ بِعصاك }{ يدركْكُم الموت }{ قُلْ لِلّه}
{ يكرهْهُنَّ }{ وقدْ دَخلوا بالكفر } .
إلا إذا كان الأول حرف مدٍّ ، نحو قوله تعالى : { قالُوْا وَهم }{ فِيْ يَومٍ كان مقداره } فالواجب فيه الإظهار .
حكم المثلين الصغير : وجوب الإدغام .
أما في قوله تعالى : { ما أغنى عني ماليهْ * هَلك عَنِّي سلطانية } ففي حال الوصل يجوز الإظهار ويجوز الإدغام ، ويكون الإظهار بسكتة لطيفة بينهما ؛ وذلك في رواية حفص .
2 ـ المثلان الكبير : وهو أن يكون الحرفان متحرِّكين .
مثل قوله تعالى : { فِيْهِ هُدىً }{ لذهبَ بِسمعهم } { الرحيمِ مَالك } { ذلك بأنَّ اللهَ هُو الحقُّ } { من دونهِ هُو الباطل } { الكتابَ بِالحقِّ } .
قال أبو جعفر ابن الباذش : وهو ممَّا تفرد به أبو عمرو . اهـ[47]
وحكمه : الإظهار .
3 ـ المثلان المطلق : وهو أن يكون الحرف الأول متحرِّكاً والثاني ساكناً .
مثل قوله تعالى : { ما نَنْسخ }{ لهم أجرٌ غيرُ مَمْنون } { شَقَقْنَا } .
فحكمه : وجوب الإظهار لجميع القراء .
31 ـ وَإِنْ يَكُوْنَا مَخْرَجَاً تَقَارَبَا وَفِيْ الْصِّفَاتِ اخْتَلَفَا يُلَقَّبَا
32 ـ مُتْقَارِبَيْنِ ........ ..............
( المتقاربان ) هما الحرفان اللذان تقاربا مخرجاً واختلفا صفةً ؛ كالدال والسين ، والتاء والثاء ، واللام والراء ، والقاف والكاف ، واللام والياء .
وله ثلاثة أقسام :
1 ـ المتقاربان الصغير : وهو أن يكون الحرف الأول منهما ساكناً والثاني متحرِّكاً .
مثل قوله تعالى : { وقلْ رَب }{ ألم نخلقْكُم } فحكمه : وجوب الإدغام .
إلا في قوله تعالى : { قدْ سَمع }{ كذبتْ ثَمود } فحكمه : الإظهار عند حفص وعند نافع وابن كثير وشعبة عن عاصم ، وقد أدغمها الباقون ، والذي نحن بصدده هي رواية حفص عن عاصم ؛ وليس له إلا الإظهار لا غير .
2 ـ المتقاربان الكبير : وهو أن يكون الحرفان متحرِّكين .
مثل قوله تعالى : { عدَدَ سِنين }{ بالبَيِّنَاتِ ثُمَّ اتخذتم } { قل من يرزقُكُم من السماء والأرض } { ميثاقَكُم } .
فحكمه : وجوب الإظهار .
3 ـ المتقاربان المطلق :وهو أن يكون الحرف الأول متحرِّكاً والثاني ساكناً.
مثل قوله تعالى : { علَيْكم أنفسكم } { لئن بسَطْتَ } .
فحكمه : وجوب الإظهار .
32 ـ ......أَوْ يَكُوْنَا اتَّفَقَا فِيْ مَخْرَجٍ دُوْنَ الْصِّفَاتِ حُقِّقَا
33 ـ بِالْمُتَجَانِسَيْنِ ........ ................
( المتجانسان ) هما الحرفان اللذان اتحدا مخرجاً لا صفةً مثل ( الباء والواو والميم ) و ( الجيم والشين والياء ـ المحرَّكة ـ ) .
وله ثلاثة أقسام :
1 ـ المتجانسان الصغير : وهو أن يكون الحرف الأول منهما ساكناً والثاني متحرِّكاً .
ويكون في سبعة مواضع بثلاثة مخارج :
1 ـ مخرج ( د ، ت ، ط )
1 ـ ( د ، ت ) مثل قوله سبحانه : { وقدْ تَبين }{ مهدْتُ }{ أن عبدْتَ } .
2 ـ ( ت ، د ) مثل قوله تعالى : { أجيبتْ دَعوتكما } { فلمَّا أثقلتْ دَعوا الله } .
3 ـ ( ت ، ط ) مثل قوله عز وجل : { إذ همتْ طَائفتان }{ قالتْ طَائفة } .
4 ـ ( ط ، ت ) مثل قوله تعالى : { أحطْتُ }{ لئن بسطْتَ } .
وتُدغم إدغاماً ناقصاً ـ أي يذهب الحرف الأول وتبقى صفته ـ .
2 ـ مخرج ( ث ، ذ ، ظ )
5 ـ ( ث ، ذ ) مثل قوله تعالى : { يلهثْ ذَلك } .
6 ـ ( ذ ، ظ ) مثل قوله تعالى : { إذْ ظَلموا }{ إذْ ظَلمتم } .
وحكمه : الإدغام .
3 ـ مخرج ( ب ، م )
7 ـ ( ب ، م ) مثل قوله تعالى : { اركبْ مَعنا } .
وحكمه : وجوب الإدغام عند حفص .
2 ـ المتجانسان الكبير : وهو أن يكون الحرفان متحرِّكين .
مثل قوله تعالى : { وعملوا الصالحاتِ طُوبى لهم } .
وحكمه : وجوب الإظهار عند حفص .
3 ـ المتجانسان المطلق : وهو أن يكون الحرف الأول متحرِّكاً والثاني ساكناً .
مثل قوله تعالى : { مَبْعوثون }{ أفتَطْمعون } .
وحكمه : وجوب الإظهار لجميع القراء .
33 ـ ........ثُمَّ إِنْ سَكَنْ أَوَّلُ كُلٍّ فَالْصَّغِيْرَ سَمِّيَنْ
34 ـ أَوْ حُرِّكَ الْحَرْفَانِ فِيْ كُلٍّ فَقُلْ كُلٌّ كَبِيْرٌ وَافْهَمَنْهُ بِالْمُثُلْ
تقدَّم بيان ذلك فيما سبق من أنواع المثلين والمتقاربين والمتجانسين .
مرحبًا ، أنا سعيد جدًا الآن لأنني حصلت اليوم على مبلغ قرضي بقيمة 60.000 دولار من هذه الشركة الجيدة بعد أن حاولت عدة شركات أخرى ولكن دون جدوى هنا رأيت إعلان شركة Joan Finance وقررت تجربته واتبعت جميع التعليمات. وهنا أنا سعيد اليوم ، يمكنك أيضًا الاتصال بهم إذا كنت بحاجة إلى قرض سريع ، فاتصل بهم الآن عبر هذا البريد الإلكتروني: (contact@joanfinancefirm.com) أو whatsapp: +919144909366
ردحذفشكرا
لقد ساعدتني مؤسسات الائتمان الائتمانية حقًا في الحصول على قرض شخصي بسهولة. لقد منحوني الفرصة لاقتراض 25000 دولار دون التعرض لخطر فقدان المنزل أو السيارة. حقًا، أنتم شركة محترفة وصديق مالي عظيم للأشخاص الذين يحتاجون إلى المساعدة. اتصل بهذه الشركة اليوم إذا كنت بحاجة إلى قرض عاجل، اتصل بالبريد الإلكتروني: Loancreditinstitutions00@gmail.com على Whatsapp: +393512640785
ردحذفالبريد الإلكتروني: Loancreditinstitutions00@yahoo.com
واتس اب : +393512114999
واتس اب : +393509313766
شكرا لمؤسسات الائتمان القروض
يوم جيد اسمي طارق إبراهيم عبد الله المنصور أنا من الكويت هذه الشركة مؤسسات الائتمان الائتمانية التي يتحدث عنها الناس حقيقية لم أرغب أبدًا في الحصول على قرض ولكني قلت للتو أنني يجب أن أجرب هذه الشركة وأرى ما إذا كان ما يقوله الناس صحيحًا أم لا لقد تقدمت بطلب للحصول على قرض منهم وحصلت للتو على قرضي اليوم من مؤسسات القروض الائتمانية. إذا قرأت هذه الرسالة وتحتاج إلى قرض تقدم بطلب من هذه الشركة لأنهم سيساعدونك، فهذه الشركة هي الشركة الوحيدة التي تقدم قرضًا حقيقيًا متصل. كان القرض الذي تقدمت به منهم هو 4500 دولار أمريكي وفي غضون 72 ساعة حصلت على قرضي حتى لا يتعرض أصدقائي للاحتيال إذا كنت بحاجة إلى قرض حقيقي، فهذه هي الشركة المناسبة للتقدم منها. إذا كنت مهتمًا بالقروض، فإن عنوان بريدهم الإلكتروني هو Whatsapp: +393512114999. Loancreditinstitutions00@gmail.com،
ردحذفLoancreditinstitutions00@yahoo.com أو واتس اب: +393509313766.